يعتقد أن الانفجار الكبير أسفر عن ولادة كميتين متساوتين من المادة والمادة المضادة، وبدلا من إبادة إحداهما للأخرى بدأت المادة المضادة بالاختفاء إثر الانفجار، الأمر الذي ساعد عالمنا على البقاء.
لماذا حدث ذلك؟ لا يستطيع العلماء حتى الآن الرد على هذا السؤال، وعجز العلماء سابقا عن تكديس كمية وإن محدودة من المادة المضادة لأن الهيدروجين المضاد يحظى بحساسية فائقة.وقال فيكتور سافرين نائب مدير معهد البحوث النووية في جامعة موسكو إنه من أجل الحصول عليه يجب توحيد ذرات مضاد البروتون مع البوزيترون شرط تخفيض سرعة البروتون المضاد مئات المرات.موقع طرطوس
ويقول الباحث إن الاحتفاظ بهذا الجسيم المضاد يعتبر عملية صعبة للغاية، وفي عام 2002 عاش هذا الجسيم المضاد عدة نانو ثوان فقط قبل اختفائه.إلا أن علماء مركز الدراسات النووية الأوروبي أعلنوا مؤخرا أنهم تمكنوا أثناء تجربة “ألفا” من تمديد حياة ذرات الهيدروجين المضاد حتى 16 دقيقة.موقع طرطوس
وعلى الرغم من إبادة الغالبية الساحقة من الذرات بقيت 300 ذرة من الهيدروجين المضاد على قيد الحياة. وتكفي هذه الكمية لدراسة صفات المادة المضادة وبصورة خاصة معرفة ما إذا كانت تلك المادة تخضع لقانون الجاذبية أم لا. موقع طرطوس
وفي حال العثور على جواب على هذا السؤال، بإمكان العلماء طرح سؤال آخر عن وجود أو عدم وجود ظاهرة الجاذبية المضادة.ويأمل الخبراء أن يساعد هذا الاختراق في الاقتراب من الإجابة على السؤال عن سبب اختفاء المادة المضادة لحظة ولادة الكون، ما أتاح فرصة سانحة لبقاء عالمنا.وتعتبر المادة المضادة من أغلى المواد على كوكبنا، وحسب المعلومات المتوفرة لدى وكالة “ناسا” فإن إنتاج ميليغرام واحد من البوزيترونات يكلف نحو 25 مليون دولار أمريكي. موقع طرطوس
ويكفي غرام واحد من المادة المضادة لضمان انفجار يمكن مقارنته مع انفجار القنبلة الذرية فوق هيروشيما. لكن تكديس كمية مثل هذه من الهيدروجين المضاد يعد عملية مستحيلة لأن غراما واحدا من المادة أو المادة المضادة يحتوي على 19 أس 15 مليار جسيم. ومن أجل إنتاج مثل هذه الكمية من الجسيمات يجب أن يتوفر وقت يزيد عن عمر الكون.