كشفت دراسة لعلماء الوراثة أن التوائم المتطابقة لا تتماثل فقط على مستوى الجينات الفردية والحمض النووي، وإنما أيضا بتماثل جينات “البروتين الجزيئي”.
ويقول روبرت واترلاند من كلية بايلور في جامعة هيوستن الأميركية وهو أحد مؤلفي الدراسة التي نشرت في مجلة “Genome Biology”، أن المظهر والسمات التي يتصف بها كل شخص لا تعتمد فقط على الجينات التي ورثها عن والديه، وإنما أيضا على الآليات الجينية التي تحدد أي منها ستكون فعالة أو خاملة في الخلايا، “وإذا كان الحمض النووي بمثابة (الكمبيوتر) لجسمنا، فإن الآليات الجينية هي نظام التشغيل الذي يقرر ما سيفعل”.
كما أن الجينوم البشري مغلف في داخل بروتينات خاصة تحوي الحمض النووي الذي بدوره يؤثر على عدد محدد من الجينات من حيث زيادة أو تقليل حدة نشاطها في أنسجة وخلايا الجسد.
وخلال السنوات الخمس الماضية، وجد علماء الوراثة العديد من الروابط التي تظهر أن غلاف الحمض النووي يشارك في نقل المعلومات بين الأجيال ويسمح للحيوانات والنباتات بالتكيف بسرعة أكبر مع الظروف البيئية الجديدة.
وحاول واترلاند وزملاؤه الكشف عن واحدة من السمات الأكثر إثارة للاهتمام في مسألة تطابق التوائم. وعلى الرغم من تطابق بنية الحمض النووي، إلا أن سلوك وطابع التوائم غالبا ما يكون مختلفا جدا. لهذا افترض علماء الوراثة أن هذه الاختلافات قد تكون مرتبطة بعلم “البيغينيتيكا” أو “علم التخلق المتعاقب”.
واسترشادا بهذه الفكرة، قام العلماء بتحليل بنية الجينات الوراثية في الحمض النووي لمئات من التوائم المتطابقة و200 من التوائم العادية التي تعيش في أستراليا وإفريقيا. واقتصرت الدراسة فقط على مجموعة معينة من الخلايا الجينية التي تتكون في المرحلة الأولية من التطور الجنيني وتبقى مخزونة في جميع خلايا الكائن الحي أثناء نموه.
وتبين للعلماء أن تغليف الحمض النووي لدى التوائم المتطابقة يحتوي على ما يقرب من 5% من المواقع المتطابقة، ويشير هذا إلى أن دورها في تشكيل السمات المتشابهة للجسم ولسلوك التوائم هو أكثر أهمية مما كان يعتقد في السابق.
وأن كل ذلك وفقا لواترلاند وزملاؤه يمكن أن يفرض على علماء الأحياء وعلماء الوراثة إعادة النظر في نتائج البحوث التي تم الحصول عليها اعتمادا على المعطيات المستمدة من التوائم المتطابقة.
وكالات