شعر الإنسان ينمو حسب دورة فسيولوجية. الاضطراب في هذا التوازن الفسيولوجي، والذي قد ينجم عن التوتر النفسي، يمكن أن يكون من أسباب تساقط الشعر. إليكم في هذا المقال كل تأثيرات التوتر على تساقط الشعر.
على مدار التاريخ اعتبر الشعر رمز القوة عند الرجال، ورمز الجاذبية عند النساء. ولكن في الحياة العصرية كان يمكن لشعر شمشمون، ريبونزل والسيدة جودايفا أن يتأثر من ظروف التوتر، الاكتئاب والقلق.
هل يمكن أن يؤدي التوتر إلى ظهور الشيب أو تساقط الشعر؟
لم يتم إثبات علاقة بين الشيب والتوتر. وقد أظهرت دراسة أجريت قبل سنتين أن الشيب ينتج عن ضرر لا يمكن منعه يحصل في الحمض النووي الريبي المنزوع الأكسجين (DNA ) الموجود في الخلايا التي تنتج صبغة الشعر. والضرر لهذه الخلايا هو الذي يسبب الشيب.
الكثير من الأشخاص يدعون بأن التوتر قد يسرع عملية شيخوخة الخلية وكنتيجة لذلك يؤدي للشيب المبكر. ولكن، هنالك جدل واسع حول هذا الإدعاء. المؤيدون له يدعون بأن فترات التوتر تسرع عملية الشيب لدى مجموعة معينة من الأشخاص. ولكن ليس هنالك إثبات علمي لهذا الإدعاء.
في بعض الأحيان يمكن أن تشعر بالرغبة في نتف شعرك بسبب ضغوطات شخصية، مادية أو متعلقة بالعمل. بالنسبة لأسباب تساقط الشعر نتيجة للتوتر، يدعي الخبراء بأن تساقط الشعر يمكن أن تكون له علاقة بالتوتر، ولكن ليس كل أنواع التوتر. التوتر الناتج عن ظروف انية مؤقتة، مثل تأخر الوصول للعمل، أو ضغط غير عادي لمدة يوم واحد – لن يسبب تساقط الشعر. التوتر الذي يستمر لفترات زمنية طويلة يؤدي إلى اضطرابات في النوم أو تغيرات في الشهية، مما يزيد من مستويات هرمونات الضغط في الجسم وهذا قد يؤدي إلى تساقط الشعر.
التوتر من أسباب تساقط الشعر
يحتوي الرأس، عادة، على 120- 150 ألف شعرة. بشكل عام، يكون نحو 90% من الشعر، في مرحلة محددة، في مراحل نمو، وينمو حوالي سنتيمتر واحد في كل شهر. هذه المرحلة تستمر بين سنتين حتى ثلاث سنوات. بعد هذه المرحلة، ينتقل الشعر إلى مرحلة “الاستراحة” التي تستمر ثلاثة أو أربعة أشهر. بعد ذلك، يتساقط الشعر ويتم استبداله بشعر جديد.
بشكل طبيعي، يحصل تساقط في الشعر بمعدل حوالي 100 شعرة في كل يوم ومعظمنا لا ينتبه إلى هذا. التوتر الشديد قد يحدث تغييرا في هذا الروتين الفسيولوجي في الجسم والتسبب بانتقال كمية أكبر من الشعر إلى مرحلة “الاستراحة” قبل أوانها. وقد تكون عواقب هذه الحالة مقلقة. يوافق الأطباء على أن التوتر الفسيولوجي النابع من تغيرات فسيولوجية يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر. وهذه التغيرات الفسيولوجية يمكن أن تشمل الحمية، الحالات الطبية أو تغييرات في أسلوب الحياة.
ولكن البشرى السارة هي أن تساقط الشعر هذا يكون لفترة مؤقتة فقط، إذا كان العامل الذي يسبب التوتر مؤقتا. بعد أن يتلاشى الضغط، يعاود الشعر نموه وتبدأ دورة جديدة من حياته.
ما هي أسباب تساقط الشعر الإضافية ؟
العديد من الضغوطات قد تؤدي إلى تساقط الشعر:
الحمية الصارمة قليلة السعرات الحرارية.
بعد الولادة، عند انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.
الإصابة بمرض شديد.
بعد حصول ارتفاع حاد في درجة حرارة الجسم.
التهابات أخرى.
تناول أدوية ضد ضغط الدم المرتفع، أمراض الغدة الدرقية، نقص غذائي في فيتامين D وفيتامين A.
ليس من السهل دائما معرفة وتحديد أسباب تساقط الشعر بدقة، لأن تساقط الشعر قد يحصل بعد ثلاثة حتى ستة أشهر من الحدث الذي أدى إلى التوتر. لكي يتم تحديد العامل الذي أدى إلى تساقط الشعر، من المهم تذكر حدث أو فترة أدت إلى التوتر النفسي والتي تكون قد حدثت قبل ثلاثة، ستة أو حتى تسعة أشهر.
الشعر والتوتر: العلاقة الفسيولوجية والنفسية
عدم التوازن في نظام الجسم والنفس قد يؤدي إلى حصول تغيرات في الشعر. على سبيل المثال، خلال أزمة طلاق مؤلمة، قد تحصل تغيرات في حياة الزوجين كليهما، أو أحدهما، تشمل نظام الأكل، عدم النوم الصحي والكافي، فقدان الوزن، استعمال حبوب منع الحمل أو غيرها – وهذه كلها يمكن أن تسبب تغيرات في الهرمونات التي قد تؤثر على الشعر أيضًا. من المهم معرفة أن أسباب تساقط الشعر لا تنبع من جدال حاد بين الزوجين.
متى يجب التوجه للحصول على استشارة طبيب بالنسبة لأسباب تساقط الشعر؟
قد يحدث تساقط الشعر بشكل مفاجئ في منتصف دورة النمو، ولكن على عكس الاعتقاد السائد، فهذا لا يؤدي إلى ظهور الصلع في مناطق صغيرة من الرأس. تساقط الشعر يكون مقلقًا عندما يكون الشعر خفيفًا على طول وعرض كل فروة الرأس وتسقط كتل كبيرة من الشعر بعد غسله. في بعض الحالات، قد يكون تساقط الشعر مؤشرا على واحد، أو أكثر، من 30 مرضا مختلفا.