هنالك الكثير من المعتقدات التي ارتبطت بموضوع الخصوبة لدى المرأة؛ هل يمكن أن يحدث الحمل أثناء فترة الرضاعة؟ ماذا عن استخدام حبوب منع الحمل، والدورة الشهرية وغيرها من المواضيع؟
هل من المفترض أن تكون الدورة الشهرية منتظمة؟ هل تعرف النساء متى يكن في فترة الخصوبة؟ هل ممارسة الجنس أثناء الدورة الشهرية لا تسمح بحدوث الحمل؟
فيما يلي جميع المعتقدات حول الخصوبة عند المرأة، العقم والحمل.
1. تقريبًا لكل امرأة هناك دورة شهرية منتظمة مدتها 28 يوم
غير صحيح النساء الوحيدات في العالم اللواتي لديهن دورة شهرية منتظمة مدتها 28 يوم بالضبط، هن أولئك اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل الهرمونية، التي هي في الواقع تشكل دورة شهرية “مصطنعة” بدون الإباضة.
بالنسبة لمعظم النساء فإن الدورة الشهرية المنتظمة تتراوح بين 24 إلى 35 يومًا بين كل دورة شهرية وأخرى، المرأة ليست ألة وجسدها ليس ساعة رقمية. فقد تتأثر النساء من عوامل داخلية وخارجية (السفر، الحالة المزاجية) التي قد تؤثر على مدة الدورة الشهرية. أي أنه، حتى النساء اللواتي لديهن دورة شهرية “منتظمة” قد يشهدن دورة شهرية غير منتظمة بين الحين والأخر.
عدم التوازن الهرموني، سوء النظام الغذائي والتوتر يمكن أن تؤدي لعدم الانتظام في الدورة الشهرية. وكذلك النساء الموجودات في مرحلة انتقالية هرمونية مثل فترة ما بعد الولادة، فترة الرضاعة وفترة ما بعد الإجهاض. والأكثر أهمية من كل هذا هو حقيقة أن لبعض النساء يمكن أن تتغير مدة الدورة الشهرية من شهر لآخر.
2. لا يمكن للمرأة أن تعرف بالضبط متى تكون في فترة خصوبة
ولذلك عليها استخدام وسائل منع الحمل في كل مرة تمارس بها الجنس، من أجل منع الحمل غير المخطط له!
غير صحيح، تمتد الخصوبة عند المرأة لمدة أسبوع تقريبًا في كل دورة شهرية. تعيش البويضة (وتكون جاهزة للإخصاب) ما بين 12 إلى 24 ساعة، ويضاف لذلك خمسة أيام أخرى، وهو الوقت الذي يمكن للحيوانات المنوية أن تبقى على قيد الحياة في جسد المرأة. المجموع الإجمالي أسبوع على الأكثر.
3. المرأة التي تمارس الجنس أثناء النزيف الحيضي لا يمكنها الحمل
في معظم الحالات هذا صحيح، ولكن ليس كقاعدة عامة، هنالك استثناءات. المرأة التي تكون دورتها الشهرية أقصر من 27 يومًا وتمارس الجنس أثناء فترة الحيض، يمكن أن تحمل. لأن التبويض يحدث بالقرب من نهاية النزيف الحيضي، فإن الحيوانات المنوية الحية يمكن أن تبقى في جسد المرأة وتقوم بإخصاب البويضة.
4. كل نزيف أو بقعة داكنة مفرزة من المهبل هو علامة للحيض
غير صحيح، هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث نزيف أو بقع دم عند المرأة. تتعلق معظمها بطريقة أو بأخرى باختلال التوازن الهرموني.
5. يحدث التبويض بشكل عام في اليوم الـ 14 من الدورة الشهرية
ليس بالضرورة. يمكن أن تحدث الإباضة في اليوم الـ 14 من الدورة الشهرية أو في أي يوم أخر. فمثلما أن مدة الدورة الشهرية غير ثابتة، فهكذا أيضًا يوم الإباضة ليس ثابتًا ويختلف من امرأة لأخرى ومن شهر لآخر.
6. تتطور بويضة واحدة فقط في المبيض في كل شهر
وتقوم المرأة بالإباضة مرة من المبيض الأيمن، وفي الدورة الشهرية التالية من المبيض الأيسر
غير صحيح ، في كل شهر، تمر عشرات البويضات بالتنشيط داخل المبيض حتى مراحل التطور، وغالبًا ما تصل بويضة واحدة فقط إلى مرحلة النضج ويتم إطلاقها في وقت الإباضة.
في بعض الأحيان يتم إطلاق بويضتين (إمكانية لتوائم غير متشابهة)، وفي حالة التوائم المتشابهة، تخصب بويضة واحدة على يد حيوان منوي واحد والخلية الجديدة التي تم إنشاؤها تنقسم إلى قسمين بطريقها إلى الرحم.
بعض النساء يقمن بالإباضة من جانب واحد أو من الجانب الآخر، لا يوجد هناك نظام ولا قانون بهذا الشأن. ومع ذلك، يمكن للمرأة الأكثر انتباهًا لجسدها أن تشعر من أي مبيض تم إطلاق البويضة.
7. البويضة غير المخصبة تخرج من جسم المرأة أثناء خروج الحيض أو في وقت أخر
هذا غير صحيح، فالبعض منا تعلم كيفية استخدام خياله من أجل فهم بعض العمليات المعقدة التي تحدث في جسمنا. لكن في الواقع فإن البويضة المخصبة لا تترك الجسم على الإطلاق، إذا لم يتم إخصابها فإنها سوف تموت وسيتم امتصاصها في قناة فالوب.
8. القلق ذاته أو الخوف من الحمل غير المرغوب فيه، قد يسبب تأخير الدورة الشهرية
ليس بالضرورة، فالقلق، التوتر والخوف وحدهم لا يمكن أن يمنعوا الإباضة أو الطمث، ولكن يمكنهن أن يؤثروا على الدورة الشهرية من خلال قمع الهرمونات المسؤولة عن الإباضة.
التوتر غير العادي قبل الإباضة يمكن أن يسبب تأخيره، ولكنه لن يؤخر الحيض، حيث أنه يحدث بانتظام بين 12 و 14 يومًا بعد الإباضة.
ولكن عندما تشهد المرأة فترة من التوتر غير العادي قبل الإباضة، فهنالك احتمال أنه أن يسبب ذلك تأخير الحيض (لان الفترة بين الحيض والإباضة غير ثابتة).
9. يعرف الأطباء أجسامنا وخصوبتنا بشكل أفضل مما نعرفه
غير صحيح. الخصوبة عند المرأة هي تخصصك. المرأة التي تتعقب علامات خصوبتها يمكنها المعرفة بشكل مستقل ما إذا كانت أو متى ستقوم بالإباضة، إذا كانت دورتها الشهرية سليمة أو لا، إذا كانت إفرازاتها الطبيعية سليمة.
كما أنها، يمكن أن تعرف أفضل من طبيبها الأيام التي تكون بها خصبة والأيام التي لا تكون بها خصبة.
10. تعيش الحيوانات المنوية في جسد المرأة لمدة تصل إلى ثلاثة أيام
معلومة غير دقيقة، في أيام الخصوبة عند المرأة، يمكن للحيوانات المنوية أن تعيش في جسد المرأة لمدة تصل إلى خمسة أيام، وفي ظروف المختبر حتى أكثر من ذلك، ولكن بعد ذلك سيكون من الصعب عليها تخصيب البويضة.
11. يحدث الإخصاب في عنق الرحم في حد ذاته
غير صحيح، يحدث الإخصاب في الثلث الخارجي من قناة فالوب، القريبة من المبيض.
12. الإفرازات الكثيرة الخارجة من المهبل عادة ما تكون علامات للالتهاب أو العدوى
غير صحيح. أثناء الدورة الشهرية، تنتج إفرازات مختلفة ومتنوعة في المهبل التي هي جزء من العملية الطبيعية. هي جزء من عملية الإباضة، بعضها ضروري لعملية الإخصاب وهي بشكل عام علامات للصحة العامة.
المرأة الملمة بالنظام الطبيعي لدورتها، تتعلم أيضًا التمييز بين أنواع الإفرازات وهكذا يمكنها ملاحظة الإفرازات، غير العادية والشاذة. في حالة وجود مثل هذه الإفرازات، المصحوبة بأعراض أخرى (رائحة لاذعة، حكة أو ألم) يجب عليك مراجعة الطبيب.
13. “العزل في الجماع” وطريقة “الأيام الآمنة” هي طرق موثوق بها لمنع الحمل
فقط عندما تكون الدورات الشهرية لدى المرأة منتظمة والتحكم لدى الرجل قويا!
غير صحيح. تعتمد طريقة العزل في الجماع (Coitus interruptus) على قدرة الرجل على التحكم بهزة الجماع لديه، هذه الطريقة ليست أمنة لأن الرجل يمكن أن يقذف حيوان منوي داخل المهبل وعنق رحم المرأة، حتى قبل وصوله إلى هزة الجماع وليس لذلك أية علاقة بدرجة تحكمه أثناء الولوج.
إذا وصل الرجل لهزة الجماع قبل ساعات من الاتصال الحالي – يمكن أن يتواجد الحيوان المنوي في السائل المرتبط بالتحفيز الجنسي قبل فترة طويلة من القذف. طريقة الأيام الآمنة هي الطريقة التي تعتمد على حساب طول مدة الدورات الشهرية في الماضي، من أجل التنبؤ بطول مدة الدورة الشهرية والخصوبة عند المرأة في الحاضر.
حتى في حالات النساء اللواتي لديهن دورة شهرية منتظمة قد يحدث تغيير بطول مدة الدورة الشهرية لأي سبب من الأسباب. وعلاوة على ذلك، ولأنه لا يوجد لمعظم النساء دورة شهرية تعمل كالساعة الدقيقة، لا يمكن الاعتماد على أي طريقة حساب.
14. لا يوجد طرق طبيعية وآمنة لمنع الحمل
غير صحيح. “الطريقة الطبيعية” هي طريقة علمية وآمنة لمنع الحمل. فهي تعتمد على حقائق علمية، تتعلق بقانونية الجسد والنظام الهرموني الذي يميزنا جميعًا وبالتالي فهي وسيلة فعالة لمنع الحمل.
15. حبوب منع الحمل واللولب الرحمي هي الطرق الفعالة والآمنة الوحيدة لمنع الحمل
صحيح جزئيًا. أولًا تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد أية طريقة أمنة لمنع الحمل بنسبة 100%. تعتبر معظم الطرق امنه بنسبة 98% من ناحية نظرية (ظروف المختبر أو الاستخدام المثالي).
وبما أن العديد من الحالات غير “مثالية الاستخدام” فإن نسب الفعالية في الواقع أقل من ذلك بكثير. العوامل التالية تحدد مدى فعالية الوسيلة (أية وسيلة): شدة الآثار الجانبية، فهم الوسيلة، الاستخدام الصحيح ومستوى الخبرة والثقة في الطريقة.
16. بعد الاستخدام المطول لحبوب منع الحمل، فإن الخصوبة عند المرأة تتوقف لفترة مؤقتة
صحيح. عقب التوقف عن استخدام حبوب منع الحمل، فإن المرأة لن تعرف متى ستتجدد دورتها الشهرية الطبيعية. إذا كانت معنية بالحمل، يجب الاستعداد لذلك فأه الحمل قد لا يحدث على الفور.
17. المرأة المرضعة بشكل كامل (رضاعة طبيعية- دون إضافة طعام للطفل)، لن تقوم بالإباضة ولن تحمل
غير صحيح. يمكن للمرأة المرضعة بشكل كامل أن تقوم بالإباضة وقد تحمل. على الرغم من أن حوالي 80٪ من هؤلاء النساء لم يحصلن على الحمل قبل ظهور النزيف الأول ولكن لا يوجد شرط مؤكد لذلك.
المرأة التي تتعلم فحص شكل إفرازاتها قد تعرف متى يقوم جسدها بالإباضة حتى قبل النزيف الأول والاستعداد وفقًا لذلك.
18. التوتر النفسي يسبب العقم
صحيح نوعا ما. التوتر النفسي في حد ذاته قد لا يسبب العقم، ولكنه قد يزيد من التأثير على المشكلة (العقم) الموجودة بالفعل.
قد أظهرت العديد من الدراسات أن النساء اللواتي يخضعن لعلاجات الخصوبة وفي الوقت نفسه يشاركن في مجموعات الدعم، العلاج بالضحك، الوخز بالإبر والعلاجات التكميلية الأخرى – هم أكثر عرضة للحصول على الحمل.
19. تنتهي الخصوبة عند المرأة في سن اليأس بسبب نفاذ البويضات لديها
غير دقيق. تولد كل امرأة مع ما يقرب من نصف مليون بويضة، يستخدم جسمها خلال حياتها، أقل من 600 منها، مع وصول المرأة لسن اليأس، ينخفض نشاط الهرمونات المسؤولة عن تحريك البويضات وبالتالي فإنها تبقى في جسدها.