تقول بعض الأقوال المأثورة إنه في نهاية العالم ستفني جميع مخلوقات هذا الكوكب، وستبقى الصراصير لأنها قابلة للتكيف بشكل مذهل، والآن يبدو أن الذباب سينضم أيضا لهذه الفئة الناجية.
فقد توصل الباحثون الى اكتشاف مدهش في مجال علم التنوع البيولوجي، في مشروع أطلق عليه اسم BioSCAN، تم بجهود مشتركة مع متحف فن التاريخ الطبيعي بمدينة لوس انجلوس.
واكتشف العلماء في هذا المشروع عشرات الأنواع الجديدة من الذباب، نُصب للإيقاع بها حوالي 30 فخا في أجزاء مختلفة من مدينة لوس انجلوس، وتنتمي كل هذه الأنواع من الذباب لفئة (phorid) صغيرة الحجم للغاية، وهي عادة ما تطير في جميع أنحاء المدينة دون أن يلاحظها أحد.
وقال “بريان براون” عالم الحشرات في لوس انجلوس، إن هذه الأنواع من الذباب تلعب دورا حاسما في الحفاظ على النظام البيئي.
وعلى ما يبدو بالفعل فإن ذباب (phorid) يلعب العديد من الأدوار البيئية الهامة، فبعضها يتغذى على الفطريات، وبعضها يساعد في التخلص من المواد المتحللة من النظام البيئي، وبعضها يقلل من أعداد الحشرات، وحتى أن بعضها يحفر عدة أقدام في باطن الأرض ليضع بيضه على الجثث المتحللة.
وقد نجحت الفخاخ التي نصبها الباحثون في أجزاء مختلفة من المدينة في اصطياد أكثر من 10 آلاف ذبابة، تضمنت 30 نوعا جديدا من الذباب له القدرة على التكيف والتنوع بشكل لم يكن يتصوره العلماء من قبل.
وعلى الرغم من أن أعدادا غفيرة من السكان يعيشون في المراكز الحضرية الكبيرة مثل مدينة لوس انجلوس، إلا أن دراسة تنوع الحيوانات والحشرات في هذه المدن الكبيرة لم تحظ من قبل بنصيب وافر من الاهتمام، كما يقول الباحثون في هذه الدراسة، والآن تخطط BioSCAN لتغيير هذا الأمر حيث ستقوم بنشر نتائج هذه الدراسة الهامة في طبعة إبريل/نيسان من المجلة العلمية Zootaxa.
ويقول العلماء إنه نظرا للزيادة الكبيرة التي ستطرأ على أعداد سكان المدن الكبرى في المستقبل، لذلك يجب أن ينصب اهتمام جزء كبير من العلماء على فهم الأدوار المختلفة التي تلعبها الكائنات الحية في النظم البيئية لتلك المدن.