يتابع البروفسور في علم الآثار ” غريس سترنجر ” تفاصيل الدراسات التي تجري في العالم حول أصل الإنسان ويلفت إلى أنه ما يزال بيننا وبين المعرفة التاريخية الثابتة مسافة شاسعة واسعة . وفي هذا الإطار جرى معه هذا الحوار :
· متى ظهر الإنسان المعاصر أول مرة ؟
· يعتمد الجواب الدقيق على كيفية تحديد الإنسان المعاصر ، لكن رداً نقول بين مئة ألف ومئتي ألف عام إلى الخلف ، في أفريقيا .
· ولماذا في افريقيا ؟
· لا ندري حتى الآن تفاصيل وجود الإنسان المعاصر ، لكن نرجّح أن انعزال أفريقيا هو سبب مهم .
· ماذا يميزنا عن أعدائنا ؟
· عدم استخدام كلمة عدو أفضل . المنافسة هي الكلمة الأنسب . لا أعتقد أن الاختلاف كبيراً ، لكن قبل 35 ألف عام كان الإنسان المعاصر أكثر إبداعاً وتنظيماً وهذه المميزات مهمة جداً حين تمر الأرض في مناخات غير مستقرة .
· ماذا نستفيد من الاكتشافات التاريخية ؟
· علينا ألا نقلل أبداً من قدرات أسلافنا القدماء وألاّ ندّعي معرفة كل تفاصيل الماضي الغارب .
· هل سنتمكن ، برأيك ، من إنجاز شجرة ” العائلة البشرية ” قريباً ؟
· لا . تزال توجد فجوات كبيرة في بعض الحقبات ، ومازلنا نجهل تفاصيل كثيرة عن الحياة النباتية والحيوانية .
· ما هي المحطة المثلى للإنطلاق منها في الاكتشافات الجديدة ؟
· التنقيب في أفريقيا مفيد جداًَ ، ونحتاج إلى دلائل جديدة من 5 ملايين سنة حين كانت توجد قواسم مشتركة بين الإنسان والشمبانزي ، ونحتاج أيضاً لنكتشف تفاصيل جديدة من مليوني عام حين بدأ ينمو الإنسان الحقيقي ، وثمة خفايا كثيرة في المعلومات عن الإنسان المعاصر .
· ما هي الأسرار التي تسعون لحلّ لغزها ؟
· ماذا وراء بدايات النسل البشري من خمسة ملايين سنة ؟ وماذا وراء أصل البشرية من مليوني سنة ، وماذا يوجد خلف أصل الإنسان الحديث ؟
· هل أوشكنا . برأيك ، على حلّ أحد هذه الألغاز الكثيرة ؟
· ثمة نواحي مهمة جداً تبحث تفاصيلها حالياً في أفريقيا ، يمكن أن تساعدنا على حل السؤال الأول . أما البقية فتعتمد على وجوب توفر جملة أساليب حديثة في الدراسات المقبلة .
· أي دروس وعبر يمكن أن نستخلصها من الماضي ؟
· الخضوع والّوداعة . نشوء البشر لم يكن قضاء وقدراً ولا أظن أننا بلغنا النقطة التي نستطيع من خلالها اكتشاف كل الأرض .