حدد فريق دولي من العلماء حدث انقراض جماعي لم يكن معروفا من قبل للحياة على الأرض وقع قبل 233 مليون سنة وأثار سيطرة الديناصورات على العالم.
ووفقا للدراسة التي نُشرت هذا الأسبوع في مجلة Science Advances، فإن العلماء اكتشفوا دليلا على ما يسمى بـ”حلقة كارنيال بلوفيال” بفضل التواقيع الكيميائية المحاصرة في عينات الصخور والحفريات.
وكان هذا الانقراض الجماعي ناتجا عن الانفجارات البركانية في كندا الحديثة التي أطلقت الغازات الدفيئة، ما أدى إلى تغير مناخي سريع.
وهذا سادس انقراض جماعي يتم اكتشافه والسماح للديناصورات، التي كانت ظهرت للتو، بملء المنافذ البيئية المهجورة والسيطرة على العالم.
ونشر الفريق المكون من 17 باحثا، جزءا من الدراسة في مجلة Science Advances، والتي توضح بالتفصيل كيفية اندلاع الانفجارات من مقاطعة Wrangellia الكندية.
وقاد الدراسة جاكوبو دال كورسو من جامعة الصين لعلوم الأرض في ووهان، ومايك بينتون من كلية علوم الأرض بجامعة بريستول.
وقال البروفيسور دال كورسو: “حتى الآن، حدد علماء الحفريات خمسة انقراضات جماعية” كبيرة “في الـ500 مليون سنة الماضية من تاريخ الحياة. وكان لكل منها تأثير عميق على تطور الأرض والحياة”.
وتابع: لقد حددنا حدث انقراض كبير آخر، ومن الواضح أن له دورا رئيسيا في المساعدة على إعادة الحياة على الأرض وفي المحيطات، ما يشير إلى أصول النظم البيئية الحديثة”.
ووقع اكتشاف علامات “حلقة كارنيال بلوفيال” لأول مرة في الثمانينيات. وأشار العلماء إلى أن الثورات البركانية كانت ضخمة جدا، فقد ضخت كميات هائلة من غازات الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون، وأحدثت طفرات في الاحتباس الحراري.
وأدى التغير المناخي السريع إلى بيئة أكثر رطوبة بشكل ملحوظ استمرت نحو مليون سنة، ونتج عن هذا الاحتباس الحراري، مباشرة، نفوق العديد من الحيوانات وتلف النباتات في البر والبحر.
ومع ذلك، أدت إحدى النتائج غير المتوقعة، إلى ظهور أشكال جديدة من الحياة بسرعة، ما شكّل أنظمة بيئية أكثر حداثة.
وكانت الديناصورات موجودة منذ نحو 20 مليون سنة قبل هذا الحدث، وظلت نادرة جدا وغير مهمة نسبيا حتى وصول “حلقة كارنيال بلوفيال” وتشكل مجموعة صغيرة من الحياة على الأرض.
ووفقا للعلماء، لم تكن هذه الظاهرة مفيدة للديناصورات فحسب، بل أدت أيضا إلى ظهور العديد من المجموعات الحديثة من النباتات والحيوانات، بما في ذلك بعض أقدم السلاحف والتماسيح والسحالي والثدييات المبكرة.
بالإضافة إلى ذلك، كان للتغييرات تأثير على الحياة البحرية، كما يقول المتخصصون. لقد أوضحوا أنه أدى إلى ظهور الشعاب المرجانية على الطراز الحديث، بالإضافة إلى أنواع جديدة من العوالق، والتي ربما أحدثت تغييرات عميقة في كيمياء المحيطات.
وشجعت هذه البيئة الجديدة على نمو الحياة النباتية والتوسع السريع للغابات الصنوبرية الحديثة. ويعتقد البروفيسور بينتون أن هذا “التحول” كان مفتاحا لتعزيز حكم الديناصورات وازدهارها.
وسيطرت الديناصورات على المناظر الطبيعية البرية والبحرية والجوية حتى حدث الانقراض الجماعي الذي وقع قبل 66 مليون عام.