يظل الأهل يفكرون دائما منذ اللحظة التى يدخل فيها الطفل المنزل من المستشفى وحتى الوقت الذى يكبر فيه ويصبح مراهقا وبعدها شخصا بالغا، فيما إذا كان يحصل على كفايته من النوم أم لا، مع الوضع في الاعتبار أن بعض الأبحاث قد أظهرت أن الأطفال قد لا يكونون يحصلون على كفايتهم من النوم فى مختلف المراحل العمرية.
وقد أظهرت الدراسات أيضا أن عدم حصول الطفل على كفايته من النوم أمر من شأنه أن يؤثر سلبيا على أداء الطفل فى المدرسة ومن شأنه أيضا أن يؤثر على طريقته في التعامل مع الآخرين بعض الشيء وعلى سلوكه. ودائما ما يكون هناك جدال بين الطفل والأهل حيال وقت النوم المناسب الذي يجب أن يتم الاتفاق عليه. وعلى كل أم أن تعلم أن الأطفال في المراحل العمرية المختلفة يحتاجون للنوم بطرق مختلفة وبعدد ساعات معين، وعليك كأم أن تعلمي أن احتياجات الطفل للنوم ستختلف وأيضا أنه يمكنك أن تساعدي طفلك على النوم جيدا وبسلاسة من خلال بعض الأفكار والنصائح والإستراتيجيات المتنوعة.
إن الطفل حديث الولادة عادة أو على الأغلب ما يكون نومه غير منتظم ويستمر هذا الأمر تقريبا حتى بلوغه ستة أشهر، مع الوضع في الاعتبار أن الطفل حديث الولادة عادة ما ينام 16 أو 17 ساعة فى اليوم ومع تقدم الطفل فى العمر تقل عدد ساعات نومه. ويجب على الأم أن تعلم أن حاجات وعادات النوم تختلف من طفل لآخر وعلى سبيل المثال يمكن لطفلك وهو يبلغ من العمر ستة أشهر أن يستيقظ خلال الليل ولكنه سيظل مستيقظا لعدة دقائق فقط ويعود للنوم بمفرده بعد ذلك. إن الطفل خلال الأشهر الأولى من عمره وخاصة خلال أول شهرين سيكون نومه معتمدا أكثر على تناوله للطعام وما إذا كان يشعر بالتعب والإرهاق أم لا. وقد يعبر الطفل حديث الولادة عن رغبته فى النوم من خلال البكاء أو فرك عينيه وعلى الأم أن تنتبه أنها إذا شعرت أن طفلها يريد النوم فعليها أن تجعله يخلد للنوم فورا لأنها بتلك الطريقة ستساعد الطفل على النوم بسرعة وستعلمه أيضا مع الوقت كيف ينام بمفرده. قومى بوضع طفلك فى سريره عندما يكون النعاس قد غلب عليه.
ببلوغ الطفل ستة أشهر فإن تناوله للطعام ليلا لن يكون أمرا ضروريا، مع الوضع في الاعتبار أيضا أن الطفل ببلوغه تسعة أشهر قد يكون نومه متواصلا طوال الليل. وبقرب بلوغ الطفل العام الأول من عمره فإنه ينام ما بين 9 و12 ساعة خلال الليل وينام لمدة 30 دقيقة ثلاث أو أربع مرات خلال اليوم. وعلى الأم أن تعلم أن مدى شعور الطفل بالأمان وبعدم القلق وبالراحة النفسية أمر من شأنه أن يؤثر إيجابيا على عادات نومه. إن الطفل فى مرحلة العامين والثلاثة أعوام إذا نام أقل من عشر ساعات في اليوم فإنه قد يتأثر سلوكيا بهذا الأمر. عليك أن تحرصي على أن تكون هناك فترة كلها هدوء قبل خلود الطفل للنوم مع وضع روتين يساعد الطفل على النوم بسهولة مثل قراءة قصة له أو إعطائه حماما دافئا. حاولي أن تكون مواعيد نوم طفلك محددة كل يوم وعليك أن تحرصي أيضا على أن يكون طفلك مرتاحا عند النوم، فمثلا يجب أن تكون درجة حرارة الغرفة معتدلة وألا تكون ملابسه سببا في إعاقة حركته. عليك ألا تشجعي طفلك أيضا على التعود على النوم معك في سريرك وعليك ألا تذهبي لطفلك فورا بمجرد أن يطلبك بل عليك أن تنتظري لعدة دقائق قبل أن تلبى نداءه. عليك أن تعلمي طفلك فى سن المدرسة بعض عادات النوم الصحية.