أفاد بحث طبي عرض في مؤتمر البيولوجيا التجريبية الذي انعقد مؤخراً , أن نوعية الغذاء الجيدة وتناول كميات أقل من الطعام يحافظ على سلامة العضلات وحيويتها ونشاطها , خصوصا عند التقدم في السن . وأوضح أخصائيو الفسيولوجيا الرياضية في جامعة فلوريدا الأمريكية , أن التقدم في السن يفقد الإنسان مرونة عضلاته وحيويتها , ولكن تحديد السعرات الغذائية التي يتناولها الإنسان يمنع هذا الفقدان , فتبقى وظائف العضلات عند المسنين مشابهة لتلك التي يتمع بها الشباب .
وقال هؤلاء أن معظم الناس يظهرون انخفاضاً وضعفاً تدريجياً في الاستجابات والقوة والمرونة العضلية كنتيجة حتمية للشيخوخة , وذلك لأن التقدم في السن يساهم في إتلاف ألياف العضلات وخصوصاً النوع الثاني الضروري للاستجابات السريعة المعتمدة على القوة , حيث يعتقد أن الألياف العصبية التي تضعف النوع الثاني من الألياف العضلية تموت أو تتقلص مع الزمن , مما يؤدي إلى موت ألياف وفقدان مرونة العضلات .
يرى الخبراء أن التوتر التأكسدي الذي ينتج عن تكون الشوارد الأكسجينية الحرة الضارة المتلفة للخلايا , هو السبب الرئيسي في هذه العملية لذلك فإن تحسين المحتوى الغذائي من مضادات الأكسدة وتحديد السعرات لا يقلل فقط من إنتاج الجزئيات المؤذية ولكنه يساعد أيضا على تنشيط الأنزيمات المضادة للأكسدة التي تمنع التلف .
وقام الباحثون في الدراسة باختبار الاستجابة العضلية عند مجموعة من الفئران تم إطعامها غذاء غير محدود السعرات وغذاء آخر أقل بحوالي %40 من السعرات اليومية .
ولاحظ هؤلاء أن عضلات الفئران التي تناولت الغذاء العادي كانت رخوة وضعيفة ومترهلة عند وصولها إلى عمر 26 شهراً , وهو سن الشيخوخة الذي يعادل سن الخامسة والسبعين والثمانين عند البشر , مقارنة بالفئران المسنة التي تناولت غذاء محدود السعرات حيث بدت أصغر سنا وأكثر شباباً وأنحف جسماً , وكانت عضلاتها أقوى بشكل عام , في حين لم يلاحظ أي أتلاف بالنسبة للاستجابة والقوة العضلية بين الفئران المسنة التي تناولت الغذاء محدوداً والأخرى التي عاشت نصف عمرها . وفسر الباحثون أن تقليل السعرات المتناولة لا يعني بالضرورة التخلي عن الأطباق الشهية والأطعمة المغذية , بل يعني التوجه للطعام الصحي الغني بالفواكه والخضراوات والتقليل من اللحم والطعام الدسم مع المواظبة على ممارسة الرياضة لزيادة الكتلة والقوة العضلية حتى في سن التسعين .