لا يكون دائما من السهل على الطفل أن ينمي مهاراته الاجتماعية، مع الوضع في الاعتبار أن هذا الأمر يختلف من طفل لآخر. إن الطفل سيقابل فى حياته الكثير من الأحداث والأمور، مع الوضع في الاعتبار أنه قد يقابل فى حياته العديد من الأصدقاء وقد تنتهى تلك الصداقات مما يجعل الطفل يقوم بحصر حياته الاجتماعية داخل المنزل، ومع عائلته أو قد يصبح حتى منعزلا.
إن أى أم بالطبع لن تتحمل أن يتعرض طفلها للرفض فى حياته، ولذلك فإنها تشعر أنه من واجبها أن تعمل على تنمية المهارات الاجتماعية عند الطفل حتى تكون حياته أكثر سعادة وحتى يكون قادرا على التعامل والتواصل مع الشخصيات المختلفة التى قد يقابلها فى حياته. وبصفة عامة فإن كل تعامل للطفل مع الناس يفيده كثيرا من ناحية تنمية مهارات اللغة والتعامل مع شخصيات متنوعة داخل سياق اجتماعي محدد بالإضافة لفهم مشاعره وتحديد الطريقة المناسبة للتعامل معها. يمر الطفل بأكثر من مرحلة فيما يتعلق بنموه الاجتماعي ، فعلى سبيل المثال وهو صغير السن فإنه يستمتع باللعب بمفرده ومع مرور الوقت يشعر أنه يريد أن يلعب مع الآخرين ويبدأ في تعلم فكرة المشاركة، ومع مرور المزيد من الوقت يزيد عدد الأطفال الموجودين فى مجموعة الطفل. وعلى الأم أن تعلم أن حياة الطفل الاجتماعية تؤثر بشكل كبير على دراسة الطفل الأكاديمية.
تعتبر العائلة هى أول مكان يتعلم منه الطفل كيف يتعامل من الناحية الاجتماعية مع الناس، مع الوضع في الاعتبار أن الطفل يتعلم الكثير من رؤيتك تتعاملين مع الناس ومن رؤية كيفية تعامل كل أفراد عائلته مع الناس، ومع بعضهم البعض. يتعلم الطفل أيضا كيف يثق بالآخرين من حوله من خلال رؤيتك تتعاملين بالحب أو بغضب أو سعادة أو حزن. واعلمي كأم أن تجارب الطفل خارج المنزل من شأنها أن يكون لها تأثير كبير على حياة الطفل الاجتماعية وهى ستجعل أيضا عملية الانتقال للمدرسة أسهل وستجعله يستمع لمعلميه بطريقة أسهل وسيتعلم كيف ينفصل عن والده ووالدته، مع الوضع في الاعتبار أن الطفل عندما تكون حياته الاجتماعية إيجابية فإنك بالتأكيد لن تشعري بالقلق عليه. يمكنك أن تشجعي طفلك على زيارة الجيران أو أن تقومي بدعوة أصدقائه للمنزل وعليك أن تقومي بتنظيم هذا الأمر جيدا على أن يكون الموعد الذى سيتم تحديده مناسبا لطفلك وللطفل الذى سيذهب لزيارته. إن الطفل أحيانا قد يستخدم لغة غير لائقة وفى تلك الحالات عليك أن تكوني حازمة معه دون غضب مبالغ به حتى لا يؤثر هذا الأمر على تعاملاته الاجتماعية المختلفة مع كل من حوله.
وعليك كأم أن تعلمي أن مساعدة الطفل على أن تكون حياته الاجتماعية في المدرسة صحية وإيجابية أمر قد يمثل نوعا من التحدي لها وللطفل نفسه على الأقل فى البداية، وخاصة إذا كان الطفل يميل للانطوائية أو كان يعانى من صعوبة من صعوبات التعلم. وعادة فإن الطفل قد يواجه صعوبة أكبر فيما يتعلق بتنمية مهاراته الاجتماعية إذا لم يكن لديه أشقاء أو شقيقات. شجعي طفلك على الاشتراك في الأنشطة الموسيقية فى المدرسة ولكن هذا فقط إذا شعرت بأنه مهتم بآلة موسيقية معينة وهو الأمر الذى قد يعلمه كيف يكون أكثر ثقة بالنفس. واعلمى أيضا أن الأنشطة الموسيقية فى المدرسة قد تجعل حياة الطفل الاجتماعية أكثر ازدحاما. اسألى طفلك ما إذا كان يفضل ممارسة الرياضة فى المدرسة وهو الأمر الذى سيفيده من الناحية الصحية الجسمانية وسيجعله يتعامل مع الكثير من الأطفال زملائه وسيتعلم أيضا كيف يعمل كجزء من فريق وكيف يتعاون مع من حوله. اهتمي بالتحدث مع معلمي طفلك في المدرسة لتكتشفي ما إذا كان يعاني من أي صعوبات فى التعامل مع زملائه في المدرسة.