واشنطن/ نجح علماء طب في تطوير فحص جديد لالتهاب الزائدة الدودية، قد ينقذ مئات المرضى من العمليات الجراحية غير الضرورية، من خلال الكشف عن وجود مادة في البول، تحدد ما اذا كان مغص البطن الشديد متسبب فعلا عن الزائدة الملتهبة أم لا.
وأوضح الأطباء أنه في حال وجود هذه المادة، يهرع الجراحون لاستئصال العضو. أما في حال عدم وجودها، فإن ذلك يدل على أن سببا آخرا وراء الألم، مشيرين إلى أن تقنيات التشخيص الحالية بعيدة كل البعد عن الكمال، لأن الكثير من الأمراض قد تسبب نفس أعراض التهاب الزائدة، إلا أنه في 30 في المائة من الحالات، يضطر الجراحون لفتح بطن المريض ليجدوا أن الزائدة لا تزال سليمة ومعافاة!.
وأوضح الأطباء أن الزائدة هي امتداد صغير يشبه الدودة، ملتصق بالأمعاء الغليظة، ووظيفتها لم تتضح حتى الآن، إلا أن التهابها قد يسبب نوبات شديدة من ألم البطن، وقد يسوء هذا الألم ويشتد بعد عدة ساعات، فترتفع درجة حرارة المريض، ويشعر بالتعب والغثيان.
وتشمل الفحوصات الروتينية لمثل هذه الحالة، عينة من الدم أو البول، وقياس مستويات كريات الدم البيضاء، التي يزداد عددها كدليل على وجود التهاب أو انتان، إضافة إلى فحص بطن المريض بالضغط عليه، لتحديد مصدر الألم، وبالتالي إخضاع المريض لعملية جراحية بالقطع في أسفل البطن، بمقدار انشين، واستئصال الزائدة تحت تخدير عام، ويحتاج المريض للإقامة في المستشفى لحوالي ثلاث أيام بعد العملية.
أما الفحص الجديد فيكشف عن وجود مادة كيميائية معينة يطلقها الجسم، عند وجود التهاب في الزائدة الدودية، ويمكن تحديدها في بول المريض خلال ساعات من بدء الأعراض، في فحص يستغرق 15 دقيقة فقط.
وأوضح الباحثون أن هذا الفحص الذي أطلق عليه اسم “آبي تيست”، ويتوقع أن يتوافر في بريطانيا قريبا، مصمم ليستخدم كمرجع لفحوصات الدم، وهو سهل الاستخدام، وقليل التكلفة، ودقته عالية تتراوح بين 80 إلى 90 في المائة.
وإذا كانت نتيجة هذا الفحص سلبية، وعدد خلايا الدم البيضاء طبيعية، ينصح بإبقاء المريض تحت الملاحظة مدة 24 ساعة، وإعادة إجراء الفحص له بعد عدة ساعات .