ترجح دراسة بأن مادة مستخرجة من زهرة برية يمكنها ذات يوم أن تستخدم لمعالجة صف عريض من أمراض السرطان الخبيثة. فقد وجد باحثون في الولايات المتحدة أن مادة السايكلوبامين، وهي مادة مستخرجة من زهرة سوسن الذرة، ربما تكون قادرة على تقليص حجم الأورام. ويعتقد هؤلاء بأن المادة قد تكون علاجا فعالا لسرطان البنكرياس، والمعدة، والمريء والقناة الصفراوية. وقد أجريت تجارب مخبرية على الفئران وعلى خلايا بشرية، وبالتالي فإن هناك حاجة لرؤية ما إذا كانت هذه المادة فعالة في البشر.
المزيد من الأدلة
وكانت أبحاث أخرى قد أشارت أيضا إلى أن مادة السايكلوبامين يمكن أن تساعد في الحرب ضد السرطان.
وألمحت دراسة نشرت العالم الماضي إلى أنها قد تكون قادرة على معالجة سرطان الغمد النخاعي، وهو أكثر أشكال سرطان الدماغ الذي يصيب الأطفال خبثا.
ووجدت دراسة أخرى، نشرت في وقت سابق من هذا العام، أنها قد تكون قادرة على وقف الضرر اللاحق بالرئتين جراء التدخين وبالتالي الحيلولة دون سرطان الرئة.
وتستند هذه النتائج الأخيرة، المنشورة في مجلة ناتشر، إلى دراستين منفصلتين.
وفي الدراسة الأولى، وجد الدكتور فيليب بيتشي وزملاؤه في كلية الطب في جامعة جونز هوبكينز الأمريكية أن معدلات عالية من بروتين يطلق عليه اسم “سونيك هدجهوغ”، وهو اسم شخصية من شخصيات الرسوم المتحركة، يمكن أن يطلق العنان لأورام في المريء، والمعدة، والقناة الصفراوية والبنكرياس.
ويلعب هذا البروتين دورا هاما في التطور المبكر للأجنة، مما يساعدها على النمو.
ولكن هناك اعتقادا متناميا بأنه في حال تنشيطه في مرحلة لاحقة من حياة المرء فإنه قد يطلق العنان للسرطان.
واستطاع الباحثون في تجارب أجروها على الفئران أن يستخدموا السايكلوبامين لإعاقة هذا البروتين.
وبعد 12 يوما من العلاج، وجدوا أن الأورام كانت أصغر إلى درجة كبيرة.
تجارب على الفئران
وفي الدراسة الثانية، وجدت الدكتورة سارة ثاير وزملاؤها في مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب في جامعة هارفارد أن السايكلوبامين يترك أثرا مشابها على الفئران المصابة بسرطان البنكرياس.
وقد أنعشت هذه النتائج الآمال بإمكانية أن يكون السايكلوبامين علاجا جديدا ممكنا لتلك الأنواع من السرطان.
وقالت إلاين فيكرز من معهد أبحاث السرطان في بريطانيا: “لقد تم إثبات أن المسار الذي تسلكه الإشارات الصادرة عن الهدجهوغ مرتبط بعدة حالات مختلفة من السرطان”.
وتابعت تقول: “تقدم دراستان جديدتان أدلة على أنه مفرط في النشاط في سرطانات المريء، والمعدة والبنكرياس، وكلها سرطانات يصعب علاجها حاليا”.
وأضافت: “ويظهر الباحثون أيضا أن السايكلوبامين، وهو مركب يستهدف مسار الهدجهوغ، هو علاج فعال لهذه السرطانات لدى الفئران”.
ومضت تقول: “وسرطانات الجهاز الهضمي مسؤولة عن عدة آلاف من الوفيات في كل عام في المملكة المتحدة والعلاجات الجديدة لها هي محط تركيز الكثير من الأبحاث”.
وأردفت: “ويمكن للسايكلوبامين أن يمثل مركبا مثيرا مناوئا للسرطان ولكن النتائج تقتصر على الفئران لحد الآن”.
وأضافت: “هناك حاجة إلى العديد من السنوات من التقصي الإضافي قبل أن نعرف ما إذا كان استهداف مسار الهدجهوغ ذا نفع ما في معالجة السرطان لدى البشر”.