طائرة “سولار أمبلس 2” التي تعمل بالطاقة الشمسية، أقلعت السبت 30 مايو/أيار، من الصين وحطت رحالها في هاواي لتبقى لها المرحلة الأخيرة والأخطر من جولتها حول العالم.
وسيحاول الطيار السويسري أندريه بورشبرغ أن يتحمل عبء القيادة خلال رحلة الطائرة الشمسية التي تستغرق ستة أيام متتالية.
وسيزوده الخبراء ومختصو الطيران بالمعلومات أولا بأول حول المسار الأفضل الذي ينبغي له أن يسلكه.
انطلقت المركبة في رحلتها تزودها الطاقة الشمسية وحدها، ليلة الأحد 31 مايو/أيار عند الساعة 2:40 بتوقيت الصين، ما يقابل السبت 30 مايو/أيار الساعة 18:40 بتوقيت جرينتش، من شرق مدينة نانجينغ حيث كانت منذ الـ 21 من أبريل/نيسان.
وقد تأجلت رحلة الطائرة الشمسية سولار أمبلس 2 عدة مرات بسبب سوء الأحوال الجوية حتى الثلاثاء الماضي بسبب الغطاء السحابي على نانجينغ وبحر اليابان.
ولم تحلق الطائرة التي تعمل بالطاقة الشمية أبدا فوق المحيطات، كما أنها لم تبق 24 ساعة في الجو، وفي حال عبورها للمحيط الهادي فإن ذلك سيعتبر تحديا تكنولوجيا و إنجازا في تاريخ الطيران.
ولإنجاز هذا التحدي التاريخي يستوجب على الطيار السويسري أن يطير لمسافة 8500 كم دون توقف، ولن يتمكن أندريه بورشبرغ من النوم إلا دقائق معدودات ومتقطعة مدتها عشرون دقيقة، علما بأن مقعد الطيار تم تجهيزه بدورة مياه، وفي حال فشله في إتمام الرحلة التاريخية فإن الطيار سيقفز باستعمال المظلة في المحيط الهادي.
ويواجه بورشبرغ في رحلته ارتفاعات الهيمالايا ودرجات الحرارة المتغيرة في مقصورة القيادة غير المضغوطة.
وهذه هي المرحلة السابعة التي تقوم فيها الطائرة بالدوران حول العالم باستخدام الطاقة الشمسية فقط.
وقد تم الكشف عن أول طائرة سولار إمبولس 1 في عام 2009، ودخلت الطائرة بعد هذا العام التاريخ، بوصفها أول طائرة شمسية حلقت طيلة ليلة كاملة من دون وقود أحفوري، وفي عام 2013 استطاعت هذه الطائرة إتمام رحلتها إلى الولايات المتحدة، رغم حدوث تصدع في أحد أجنحتها، وبعد العودة إلى قاعدة بايرن الجوية السويسرية، تم إدخال تعديلات على الطائرة.
أما بالنسبة لطائرة سولار إمبولس 2 فقد قدمت للعالم في سنة 2014، وهي أكبر حجما وأثقل وزنا من سابقتها، وفي مارس 2015، انطلقت في رحلة متعددة المراحل حول الـعالم، ستقطع فيها حوالي 40 ألف كلم، وستتوقف خلالها في 12 محطة من بينها المملكة المغربية.
ويمكن للطائرة التحليق في الظلام بفضل بطارياتها، فخلال النهار تصعد الطائرة إلى ارتفاع أقصاه 8500 متر لامتصاص أكبر قدر من أشعة الشمس، ومع حلول الظلام تحلق الطائرة على ارتفاع 1500 متر للحفاظ على الطاقة.
ولا تتجاوز السرعة القصوى للطائرة 80 كلم في الساعة، وقد استغرقت الرحلة من “أبوظبي” إلى مسقط 13 ساعة، بينما تجتاز الطائرات العادية نفس المسافة في حوالي 90 دقيقة.
أما عن طريقة الطيران، فسولار إمبولس2 تعتمد على جناحيها ذوي 72 مترا، و المغطيان بـ 17248 من الخلايا الشمسية، التي بدورها تغذي بطاريات الطائرة من صنف “ليثيومبوليمر”، وتساعد البطاريات على توليد وتخزين ما يكفي من الطاقة الكهربائية لتشغيل محركات الطائرة للتحليق لفترات طويلة، ويساهم في رفع كفاءة استخدام طاقة الطائرة الوزن الخفيف للمواد التي تتكون منها، ويبلغ الوزن الكامل للطائرة 2300 كلغ، ومع ذلك، فلا يمكن للطائرة أن تحلق إلا في ظروف جوية معتدلة، كما أنها تتأثر كثير بسرعة الرياح وتساقط الأمطار القوية.
ويساعد خبراء الأرصاد الجوية فريق سولار إمبولس 2 على تحديد أفضل الظروف الجوية للتحليق بأمان.
ومن المقرر أن تلف طائرة سولار إمبلس 2 العالم، وذلك عبر رحلة انطلقت من أبوظبي في الـ9 من مارس/آذار، والتي ينتظر أن تقطع مسافة 35 ألف كيلو متر بالاعتماد على الطاقة الشمسية فقط أثناء التحليق فوق محيطين، وتستمر هذه الرحلة خمسة أشهر بينها 25 يوماً من التحليق الفعلي قبل العودة إلى أبوظبي نهاية يوليو/تموز القادم، مرورا بشمال إفريقيا.