للحروق ثلاث درجات من الشدة و الجسامة . الأولى تؤثر على الطبقة الخارجية للجلد . والثانية حروق تسبب تلف الجلد الخارجي و الداخلي . والثالثة حروق خطيرة تدمر الجلد و تحرق الشعر و الأعصاب و الأوعية الدموية و الغدد .
لا منجاة لكل إنسان من أن يمر بلحظات طارئة , كأن يرى شخصاً يتهاوى في الطريق غائباً عن وعيه أو متخبّطاً متشنجاً . و الثواني القليلة القادمة , ربما كان فيها الفرق بين حياة ذلك الشخص أو موته . لذا فإن إحاطة كل فرد بأساسيات الإسعاف الأولي هي من الأمور الجوهرية . ومن سوء الطالع أن القلة من الناس هي التي تتمتع بتدريب طبي كاف لمعالجة مثل هذه الحالات الطارئة . ولكن من حسن الطالع في مقابل ذلك , أن حصول كل إنسان على أساسيات الإسعاف الأولي , لا يتطلب أن يكون طبيباً أو خبيراً مهنياً , و إنما ميدان الإسعاف مفتوح على الدوام لكل راغب في إسعاف الآخرين .
الحروق
أسباب الحروق عديدة , فهي قد تنتج عن التعرض للّهب أو لأشعة الشمس الحامية أو المواد الكيميائية أو الكهرباء أو السوائل المغلية أو البخار .
وتأتي الحروق على ثلاث درجات من الشدة و الجسامة : حروق الدرجة الأولى – و يأتي في نطاقها معظم الحروق الشمسية و حروق المطبخ , وهي لا تؤثر إلا على الطبقة الخارجية للجلد . و حروق الدرجة الأولى هذه تسبب ألماً واحمراراً .
أما حروق الدرجة الثانية فتسبب تلف الجلد الخارجي و الداخلي و تحدث نفطات . و بالرغم من شدة الألم الذي يسببه هذا النوع من الحروق , إلا أنه عادة ليس خطيراً , إلا إذا كان يشمل منطقة واسعة من الجلد , أو إذا لحقه تلوث جرثومي و التهاب . ثم هنالك حروق الدرجة الثالثة , وهذه دائماً حروق خطيرة فهي تدمّر الجلد الخارجي و الداخلي , و كذلك تحرق الشعر و الأعصاب والأوعية الدموية و الغدد و الشحم , بل و تصل أحياناً إلى العضلات و العظام . وتبدو حروق الدرجة الثالثة بيضاء اللون أو مسودّة , وهي تكون عادة محاطة بحروق الدرجتين الأولى و الثانية . وإذا كانت تشمل منطقة واسعة من الجسم , فإنها يمكن أن تكون قتّالة .
ماذا تفعل … ؟
تعالج حروق و سموط الدرجة الأولى البسيطة , بمسكنات الألم و كمادات الثلج . تلف مكعبات الثلج بقماش نظيف بصورة كمّادة و توضع فوق المنطقة المصابة لمدة ( 20 ) دقيقة . ثم ترفع لمدة ( 10 ) دقائق , قبل أن يعاد وضعها كالسابق , وهكذا تستمر الدورة . يجب تفادي وضع الثلج مباشرة على الجلد , أو إبقاء الكمادة الثلجية فوق المكان المحروق أكثر من عشرين دقيقة , لأن ذلك قد يسبب ” عضة صقيع ” ( Frost bite ) . لا تحاول استعمال العلاجات المنزلية أو كمادات الثلج إذا كانت حروق الدرجتين الأولى و الثانية تفطي مساحة أكبر من مساحة خمسة كفوف , لأن وضع كمادات ثلجية على مثل هذه المساحة الكبيرة . يمكن أن يسبب ” نقص حرارة ” قد يهدد الحياة . بدلاً من ذلك اطلب العون الطبي بأسرع ما يمكن .
راجع الطبيب على الفور , إذا رأيت حروقاً متقرحة على الوجه أو الأعضاء التناسلية , تغطي مساحة راحة اليد الواحدة ( إذ أن الحروق بهذا الحجم على هاتين المنطقتين هي حالات خاصة ) , أو إذا رأيت حروقاً من الدرجة الثانية متقرحة قابلة للتفقؤ , لأن القروح المنفتحة معرضة للعدوى .
أما بالنسبة لحروق الدرجة الثالثة , فتزال قطع الثياب المحترقة , ولكن لا يجوز غمس جسم الشخص في حمام بارد أو ماء مثلوج , و يتجنب وضع مراهم على الحروق لأنها قابلة للالتصاق بالمنطقة المحروقة . ولكن تُلف المنطقة الشديدة الاحتراق بقماش نظيف , ويصار إلى إراحة الشخص قدر المستطاع .
إذا أحرق الطفل نفسه بالمكواة
فيجب أن تعلمي أن المكواة يمكن أن تسبب حرقاً مؤلماً للطفل . والأطفال أكثر من سواهم تعرضاً لمثل هذه الحروق لأن من دأبهم الارتطام بالأشياء التي تكون موضوعة في طريقهم , ولأنهم يكثرون من سحب أشرطة الكهرباء من مآخذها .
وإذا احترق بمواد التنظيف المنزلية ؟
إن المواد الكيميائية التي تقع على الجلد يمكن أن تسبب حروقاً كبيرة من النوع الثالث , وهو أخطر الحروق . يجب تنشيف المنطقة فوراً من السائل الحارق . و يُصب ماء بارد من الحنفية على المنطقة لمدة ثلث ساعة على الأقل , ثم تلف المنطقة بشاش معقم . و إذا وقعت مواد كيميائية حارقة على العين , ثم لم تعالج بسرعة فإنها قد تؤثر تأثيراً سلبياً على قوة إبصار الطفل .
وإذا أحرق نفسه بسوائل مغلية ؟
إن الماء المغلي يمكن أن تسبب حروقاً من الدرجات الأولى أو الثانية أو الثالثة , إذا ما قام الطفل بجرّ أداة الطبخ من الموقد , و ذلك تبعاً لدرجة غليان الماء و مدة بقائه على جلد الطفل . لتسكين آلام الحروق البسيطة , يصب الماء البارد من الحنفية على المكان , ثم يغطى بقماش نظيف . وإذا وصل رشاش الماء المغلي إلى وجه طفلك , ضعي فوق المكان برفق فوطة مبلولة بالماء .
مواطن خطورة منزلية حارقة
· الماء المغلي أو السوائل المغلية كالقهوة و الشاي والحساء .
· المكواة
· الخان الكهربائي
· المواد الكيميائية الخاصة بفتح المصرف .
· سطوح المواقد .
· الدفايات العاملة بالمواد النفطية أو الحطب .
· الكبريت / القداحات .
· المصابيح الكهربائية المركبة .
· معدات الطهي في النزهات , والجمر المتقد .
الحروق الشمسية
ماذا تسبب …؟
احمرار الجلد و سخونته , تورّم , تقرّح , تحسس بالألم عند اللمس . بعض حالات الحروق الشمسية الشديدة تحدث آلاماً وصداعاً بل وغثياناً .
كيف تسعف …؟
الإبعاد عن أشعة الشمس , أخذ حمام بارد , ثم يدهن الجلد بالهلام المسكن , و يرش بالرذاذ المصنوع خصيصاً للقضاء على التورم و تبريد الجلد . قد تستعمل المسكنات لتخفيف الالتهاب و تسكين الألم .
متى يراجع الطبيب …؟
إذا لوحظ تفاعل جسماني محدثاً قصور تنفس و إعياء شديداً و غثياناً و إقياءاً . كما أن تقرحاً شديداً أو حرقاً شمسياً لمنطقة حساسة من الجسم , يستوجبان مراجعة الطبيب .
***************************************************************************
انقطاع التنفس –
الإنعاش القلبي الرئوي (CPR)
ماذا يحدث …؟
الشخص المنقطع الأنفاس يكون متمدداً ساكناً . وقد يصطبغ وجهه و شفتاه باللون الرمادي أو الأزرق .
كيفية الإسعاف
يُهز أحد كتفي الشخص , و يسأل بصوت مرتفع من أذنه , ” هل أنت بخير ؟ ” إذا لم تحدث استجابة من الشخص , يُقلب على ظهره بحيث يصبح وجهه إلى أعلى . ثم يقوم الشخص المسعف بإجراء عملية النظر و الإصغاء و التحسس . و ينظر إلى صدر الشخص و بطنه : هل يرتفعان و يهبطان بتواتر ؟ . ثم توضع أذن المسعف على مقربة من فم المصاب و أنفه : هل يُسمع صوت تردد الأنفاس ؟ ثم يقوم الشخص المسعف بتحسس الأنفاس من فم المصاب و أنفه .
إذا كان التنفس منقطعاً , باشر على الفور بالإنعاش القلبي الرئوي . ابدأ بالتنفس الإنقاذي . أمل رأس الشخص إلى الوراء بحيث تتجه ذقنه إلى أعلى و ذلك لإبقاء المسالك التنفسية مفتوحة . شد على خياشيم المصاب بحيث يغلقان تماماً . افتح فم المصاب , وضع فمك عليه . خذ زفيراً وانفخه في فم المصاب لمدة ثانية واحدة أو ثانية ونصف , ثم توقف عن الزفير لنفس المدة . إذا لاحظت ارتفاعاً وانخفاضاً في الصدر أثناء الزفير , فاستمر في ذلك على الفترات الميبنة , إلى حين وصول فرقة الإسعاف المهني .
وإذا لم تر أو تسمع أو تتحسس علامات دالة على تردد الأنفاس في صدر المصاب , فعد إلى إمالة رأسه إلى الخلف , و كرر عملية تنفسك عبر فمه . إذا لم يكن الصدر يعلو و يهبط مع كل زفرة منك , فمعنى ذلك أن شيئاً ما قد يكون عالقاً بحلقه . بعد أن تقوم بإزالة الجسم العالق تابع عملية الإنعاش .
بعد ذلك تفحص نبض الشخص عن طريق جس أعلى عنقه مستخدماً سبابتك و اصبعك الوسطى .إذا لم تشعر بنبضه , فمعنى ذلك أن النفاس التي نفختها في فمه ( وهي تكون محملة بمقدار كاف من الأكسجين ) , لم تسبب جولان الأكسجين في دمه .
وعندها انتقل إلى عملية الأنعاش القلبي بضغط الصدر براحة يدك بعد وضع الراحة الأخرى فوقها , زيادة في الضغط , و ذلك لدفع الأكسجين المجدد في الجسم .
اضغط بعقب يدك ( أسفل الإبهام ) على قص المصاب , وهو النتوء العظمي في منتصف الصدر الذي يبدأ من قاعدة القفص الصدري .
اضغط على القسم السفلي من القص بحيث يهبط بمقدار يتراوح ما بين 3 – 5 سنتيمترات في كل ضغطة , وذلك خمس عشرة مرة متوالية . و يجب أن يكون تواتر الضغط بمقدار ضغطة واحدة لكل ثانية , أو أسرع قليلاً . ثم قم بالتنفس الإسعافي في فمه لمرتين .
بعد كل أربع دورات من إنعاش الضغط , قم بجس نبض المصاب . إذا شعرت بوجود نبض فتوقف عن الضغط على الصدر , و لكن استمر في الإنعاش التنفسي إلى حين وصول المسعفين المهنيين .
وإذا لم تكن تشعر بوجود نبض , فاستمر في عمليتي الضغط و الإسعاف التنفسي على كل حال , إلى حين وصول فرقة الإسعاف .