حذر باحثون مختصون في بريطانيا . من أن التدخين يفاقم حالات التهاب المفاصل الروماتيزمي ويزيدها سواء . وكانت الدراسات السابقة قد أظهرت أن حالات التهاب المفاصل الروماتيزمي تكون أشد عند المدخنين أو من دخنوا سابقا , ولكنها لم تبين السبب أمام الدراسة الجديدة التي جاءت استكمالا لما سبقها , فإنها توضح الأسباب الرئيسية وراء ذلك . فقد أظهرت الدراسة التي نشرتها مجلة “التهاب المفاصل والروماتيزم” المختصة بعد تقييم حالات 164 من السيدات الأوروبيات ذوات البشرة البيضاء مصابات بالروماتيزم , كان بعضهن من المدخنات الحاليات والبعض الآخر من المدخنات السابقات ومجموعة أخرى لم تدخن أبدا أن المدخنات بشكل العام , سواء من الحاليات أو السابقات , عانين من حالات مرضية أشد .
وبعد إجراء العديد من الأبحاث , اكتشف العلماء أن المدخنين الحاليين والسابقين فقط , ممن ينقصهم جين معين يسمى “GSTMI ” الذي ينتج أنزيماً خاصاً يزيل سمية المواد الكيميائية الخطيرة الموجودة في دخان التبغ أصيبوا بحالات شديدة مشيرين إلى أن حوالي نصف القوقازيين يملكون هذا الجين , مقارنة مع ثلاثة أرباع من الأمريكيين الأفارقة .
ولاحظ هؤلاء بعد تقسيم النساء المشاركات في الدراسة إلى مجموعتين , ضمت الأولى من تملك منهن جين GSTMI , وشملت الثانية اللاتي لا يملكنه , أما المدخنات الحاليات والسابقات في المجموعة التي لا تملك الجين المذكور أصبن بحالات شديدة من التهاب المفاصل الروماتيزمي , مقارنة مع اللاتي يملكنه , حيث لم يسبب التدخين أي آثار على شدة المرض لديهن ويعتقد الخبراء أن جين GSTMI يمنع ارتفاع مستويات العامل الروماتويدي , الذي يلعب دوراً في زيادة حالات الروماتيزم سواء , موضحين أن المرض هو نوع من أمراض المناعة الذاتية , أي أنه يتسبب عن خروج الجهاز المناعي عن السيطرة فيبدأ بمهاجمة أنسجة الجسم نفسه , وفسر هؤلاء أن الجسم ينتج أجساماً مضادة في الحالات الطبيعية , لمهاجمة البكتيريا والفيروسات , ولكن في حالات الروماتيزم ينتج الجسم أجساما مضادة تعرف باسم العامل الروماتويدي لمهاجمة أحد أجسامه المضادة معتقداً بأنه يهاجم أجسام غريبة !00 ولاحظ الباحثون وجود أعلى مستويات للعامل الروماتويدي عند المدخنات اللاتي لا يملكن جين GSTMI وذلك بسبب المواد الكيماوية الموجودة في دخان التبغ التي نشطت الجسم لإنتاج هذا العامل أما عند المدخنات اللاتي يملكن الجين , فسيتم إزالة سمية كيماويات التبغ وبالتالي لا تنتج أجسامهن كميات كبيرة من العامل الروماتويدي .
ويرى العلماء أن هناك عدداً أكثر من المورثات الجينية التي تؤثر على شدة الحالة المرضية لالتهاب المفاصل , لذلك لابد من إجراء المزيد من البحوث في هذا الإطار .