أثبتت دراسة طبية الاعتقادات الشائعة بأن طبيعة الطقس تؤثر على درجات الألم وشدته عند المرضى المصابين بأمراض المفاصل مثل الروماتيزم والتهاب المفاصل العظمي والاعتلال العضلي التليفي .
ويعتقد أن بعض المرض قد يجدون الراحة بالانتقال إلى مناطق دافئة وجافة , إلا أن العلم يتقبل فكرة وجود علاقة بين آلام الروماتيزم والظروف الجوية وحالة الطقس , إلى أن ظهرت الدراسة الجديدة التي أجراها العلماء في الأرجنتين وأكدت هذا الارتباط .
فقد قام الباحثون بتقصي حقيقة هذه العلاقة من خلال دراسة 151 بينهم 82 مريضاً مصاباً بالتهاب المفاصل الروماتيزمي , و52 يعانون من التهاب المفاصل العظمي , و 17 مريضاً مصابا بالاعتلال العضلي التليفي , و 32 من الأصحاء غير المصابين بأي من هذه الأمراض , يعيشون في مدنية كوردوبا التي تملك مناخا قريبا لمناخ البحر المتوسط . وخلال الدراسة تم تسجيل درجات الألم لديهم وأي المفاصل المتأثرة أكثر لعام كامل , وذلك من أول شهر كانون الثاني ( يناير ) إلى آخر شهر كانون الأول ( ديسمبر) من عام 1998 , كما تم قياس درجات الحرارة والضغط الجوي والرطوبة ومتابعة أحوال الطقس في المنطقة .
وأظهرت نتائج التحليل الإحصائي للبيانات المسجلة وجود ارتباط ملحوظ بين شدة الألم عند مرضى الروماتيزم وحالة الطقس حيث زاد الألم مع انخفاض درجة حرارة الجو , وزيادة الضغط الجوي والرطوبة , مما يدل على أن الطقس البارد والماطر لا يناسب هؤلاء المرضى .
ولاحظ الباحثون أن المرضى المصابين بالتهاب المفاصل العظمي , شعروا بألم أشد عند انخفاض درجة الحرارة وارتفاع مستوى الرطوبة , بينما شعر مرض الاعتلال العضلي بألم في درجات الحرارة المنخفضة والضغط العالي .
وقال الباحثون في مجلة ” العلوم الروماتيزمية ” أن هذا الارتباط بين المتغيرات المناخية والألم , عدا الرطوبة , لم يلاحظ عند قياسها قبل وبعد خمسة أيام من الأيام التي ظهرت فيها نوبات الألم , مما يشير إلى أن التغيرات الجوية وليس المناخ نفسه , هي التي تؤثر على المرضى المصابين بأمراض المفاصل .