أصدرت الأكاديمية الطبية الفرنسية مؤخراً تقريراً مفصلاً حول الأضرار البالغة التي تلحقها الضجة أو الصخب بعضوية الإنسان المعرض لها على نحو شبه دائم.
استقطبت هذه المسألة الصحية اهتمام مراكز طبية في العالم ولاسيما الغرب، ولكن دون التمكن من السيطرة عليها كما يجب.موقع طرطوس
التقرير إياه يذكر بداية مصادر الضجة المتعددة أولها: السكن المنزلي والجوار ثم الشارع و… حيث الأنشطة الحياتية تتكاثر بازدياد تطور الحضارة ومتطلباتها، ليزداد معها ايقاع وسرعة تواتر الضجيج، لتصبح عضوية الإنسان كالاسفنجة تمتص كل ذرة ضوضاء لتجعل منها تعبة مرهقة حد الإنهاك وإضعاف آلياتها الدفاعية، ولكن ليس قبل أن تمر برحلة منظمة تنطلق بالإحساس بالضيق والانزعاج ثم الغضب والسخط وعدم الراحة، والتسبب بالشدة النفسية لتنعكس على عضويته بشكل أعراض مزعجة قد تصل حد الخطورة.موقع طرطوس
كما ويشير التقرير إلى تأثير الضجيج على حالة النوم ومدته ليحدث فيه خللاً يعبر عنه بالأرق والسهاد، وامتداد ساعات النوم، تالياً، ويترك الضحية بحالة من العصبية والنزق الحاد والقلق والهم، فضلاً عن التعب المزمن وتدهور النشاط الفيزيولوجي والأداء، وإصابة النفس بالوهن أو ما يسمى بالاكتئاب في أحيان كثيرة، ودون أن ننسى بالطبع انخفاض حدة التنبه واليقظة، وتنامي الحوادث اليومية وأخطرها حوادث المرور.موقع طرطوس
وللضجيج، بحسب التقرير، تأثير على الجملة القلبية، الوعائية للضحية، حيث تزداد ضربات القلب والضغط الشرياني، وبطء جريان الدم في الشرايين، ما يسبب دوخة أو دواراً.
ومع ذلك، يتابع التقرير، ينبغي الأخذ بالاعتبار أن الانزعاج من الضجيج لا يقاس تأثيره بحسب شدته فقط، بل إن الأمر يتعلق أيضاً بشخصية الضحية ووضعها الاجتماعي، فالمرأة أشد تأثراً به من الرجل وفي كل الفترات، والإنسان الذي يعيش وحيداً أكثر انزعاجاً وتضرراً منه من ذلك الذي يعيش في كنف علاقة زوجية وحتى أسروية.موقع طرطوس
وفي هذا الصدد، ترى منظمة الصحة العالمية أن ثمة رابط غير مباشر بين حدة الضجيج وتسريع وتفاقم الاضطرابات الذهنية والنفسية، لتبقى في مرحلة كمون أو إنها تدخل في الطور ما قبل السريري.
عن الفيغارو: دلفين شايت
الثورة
الاثنين 17-9-2012
ترجمة: سهيلة حمامة