أظهرت خلاصة دراسة أكاديمية في العلاقات الزوجية في الولايات المتحدة لعلم النفس الاجتماعي أن الزواج المثالي يجب أن يتم بين شخصين متشابهين في الطباع لأن التشابه في شخصية الزوجين من أهم أسباب نجاح العلاقة الزوجية.
يقول الدكتور فاضل حنا أستاذ في كلية التربية رأيه في مسألة الزواج بأنها معقدة جداً, ومن الصعوبة وضع حد أو معيار أو درجة للزواج إن كان ناجحاً أم لا إنما يوجد حد أدنى وحد أعلى للتفاهم الزوجي.
وأهم عامل في الزواج الناجح هو أن تتوفر اللغة المشتركة بين الزوجين وأن تتوفر القناعة بالعيش معاً.
انسجام وتفاهم
يرى الكثيرون أن ارتباط شخصين مختلفي الطباع والأمزجة يضفي حيوية على الحياة الزوجية ويطرد شبح الملل بعيداً, إلا أن ايفاسي كوهينن الاختصاصية النفسية بجامعة أيوا قالت: إن الدراسة أجريت على 291 زوجاً وأظهرت أنه لا صحة للاعتقاد بأن الأزواج يجب أن يكمل كل منهما نقص الآخر وبالتالي يختلف عنه, فالواقع أن تشابه الزوجين هو مايضمن انسجامهما ويقرب من فرصة التفاهم بينهما ويساعدهما على اتخاذ قرارات يوافق عليها الاثنان, على عكس الاختلاف في الشخصية والقيم والذي يؤدي إلى وجود صراعات ومشاحنات يومية دائمة.
قبل الوقوع في الفخ
نبيل ابراهيم 30 سنة – محامٍ يرى أن الخطوبة فترة تحضير لعش الزوجية, ولكن العش لن يكون هادئاً مع شخص صعب المراس, أو مختلف دائماً وأبداً مع شريكه, ويؤكد على ضرورة درس كل شريك للآخر, وخاصة المرأة حتى لا تفاجأ بما ليس في صالحها.
إذا كنت تؤمنين بذلك فعليك اختلاق خلاف مع خطيبك لتكتشفي شخصيته, فعلماء النفس يؤكدون أن الإنسان عندما تفلت أعصابه تسقط عنه الأقنعة.
يكشف الكاتب الأميركي د. ألين ديفيد, في كتابه ( ألف طريقة وطريقة تحدد معالم شخصيتك) عن بعض أنماط وأساليب الخلافات التي تكشف عن شخصية صاحبها أن الذين يلجؤون إلى الصراخ أثناء الخلاف وتبادل الاتهامات والكلام الجارح دليل شخصية همجية, غالباً ما تكسب المعركة, لكنها مع ذلك تتميز بالصداقة المخلصة.
الذين يسترجعون الأحداث الماضية أثناء الخلافات, يعبرون عن شخصية تقدر المسؤولية وتتذكر المناسبات المهمة كأعياد الميلاد والذكرى السنوية للزواج, كما تتصف هذه الشخصية بالوفاء بالوعود والالتزامات المختلفة.
الشخصية الهادئة في خلافها التي تلتزم فقط بعبوس الوجه والرغبة في تجنب الصدام وتغيير الموضوع, هي شخصية دفاعية غير عدوانية تتجنب التحدي والمواجهة الصريحة للمشكلات إيماناً بأن الزمن كفيل بحل المشكلات الشخصية التي تعتمد في خلافها على الاحتجاج والصخب والضجيج, تحب فرض مشكلاتها على الآخرين, وتبحث عن متنفس للغضب دون الاستعداد لتقبل أي نقد أو ملاحظات.
أما الشخصية التي تلجأ إلى حل النزاع بإدخال طرف ثالث, مثل استمالة الأبناء أو أي قريب, تحب الناس بصدق.
ما الذي يؤدي إلى استقرار العلاقة الزوجية?
فاطمة خليفة معلمة تقول: إن من أسباب نجاح الزواج هو الرغبة في إقامة علاقة زوجية ناجحة, مؤكدة أن الخلافات بين الزوجين المتماثلين في القيم تعمق العلاقة وتضمن سيرها في الاتجاه الصحيح, أما إخفاء نقاط الاختلاف أو تجاهل معالجتها فيؤدي لحدوث خلل في توازن العلاقة بين الشخصين حيث يقوم أحد الاثنين بالتنازل لصالح الآخر وهو ما يؤدي لحدوث نوع من الكبت لدى الشخص الكثير التنازل, الأمر الذي يجعله عصبياً في معالجة المشكلات بعد ذلك ويزيد من صعوبة الوصول إلى صيغة توافق,وهنا تبدأ العلاقة الزوجية في الانهيار نتيجة اختلال دعائمها إذ يمنع الكبت التوافق ويجمد العلاقة لتصبح غير صحية.
منال علي 40 سنة موظفة تقول: إن كبت الخلاف يؤدي لإيجاد علاقة غير سوية لاتعود بالنفع على طرفيها ولا تحقق الغرض المطلوب منها, ومن المهم هنا أن تكون العلاقة مبنية على أساس صحيح من التقارب وليس على أحد عناصر الجذب مثل التميز في الذكاء أو الموهبة أو الثراء أو جمال المظهر أو الإلحاح والتكرار الذي يعد أحد أكثر الأسباب شيوعاً للتجاذب بين الناس وأخطرها لأنه قد يكون مبنياً على التميز وليس على التشابه والتماثل بين الطرفين, فتبنى على أساسه علاقات هشة غير قادرة على الاستمرار بتحقيق أهدافها.
وهم السلام
أيمن عيسى 42 سنة تاجر يؤكد أن من يعتقد أن هناك علاقة زوجية خالية من المشكلات والشجار, يعيش في وهم, وسوف يصطدم بواقع الحياة الزوجية عندما يتزوج, إذ لا يجتمع زوجان تحت سقف واحد إلا وتظهر الإيجابيات والسلبيات في علاقتهما, وحتى يتم التعارف بشكل جيد بين الأزواج يجب أن تكون هناك مشكلات.
ومن الضروري اعتراض أحد الزوجين على ما يزعجه دون اللجوء إلى الصمت لأن السكوت في مجتمعات كثيرة هو دليل على القبول والرضا, وهذا يفسره الطرف الآخر على أنه لا يمانع في المعاملة التي يتلقاها بينما أحدهما يعاني.
يوسف سليمان 40 سنة مدرس: يقول يسعى الشاب لأن يتزوج بفتاة متعلمة ومثقفة وعندما يتم الأمر وتستقل مادياً تلجأ إلى إلغاء دور الزوج في المنزل وتتجاوزه في أمور كثيرة, وهنا المشكلة ويتمنى الرجل لو أنه اقترن بفتاة تكون فقط ربة منزل تفهمه وتحترمه وتبين لأولادها أنه بالفعل رب الأسرة.
مقومات الزواج الناجح
يقول الدكتور عدنان زيتون محاضر في كلية التربية: هناك أمور كثيرة تلعب دوراً أساسياً في عملية نجاح الزواج أو فشله ومن أهمها العامل الاقتصادي وهو عامل رئيسي, كذلك العامل الثقافي والتعليمي ثم يأتي العامل الاجتماعي – اختلاف العادات والتقاليد والبيئة- كذلك الأمر بالنسبة للعامل النفسي.
ابتسام هيفا