يعد الكوكب كيبلر-452b أكثر الكواكب شبها بالأرض من أي كواكب أخرى اكتشفت حتى الآن ، لأنه على مسافة من نجمه تكفي لوجود حرارة وأشعة يمكن أن تساعد في نمو محاصيل ونباتات، كما في الأرض.
علاوة على هذا الكشف الكبير أعلنت أيضا وكالة ناسا عن اكتشاف أقرب كوكب صخري مؤكد خارج المجموعة الشمسية، هو الكوكب HD 219134b، الذي يبعد 21 سنة ضوئية عن كوكب الأرض، لكنه قريب جدا من نجمه، وحرارة سطحه مرتفعة جدا، بما لا يدعم أي شكل من اشكال الحياه عليه.
وبالرغم من تشابه ظروف كيبلر-452b مع الأرض على نحو مذهل، إلا أنه يعد هدفا بعيد المنال للبشر، وذلك لأنه يبعد 1400 سنة ضوئية عن الأرض، ولا يزال العلماء بحاجة إلى المزيد من البيانات عن هذا الكوكب، لكنهم يعتقدون في احتمالية أن يكون لديه سطح صخري وجو كثيف، وكلها عوامل ترشحه بقوة لوجود شكل من أشكال الحياة عليه.
إذا ما الذي تعنيه مسافة 1400 سنة ضوئية ؟
على افتراض أن سكان الأرض البشر سيخترعون يوما ما سفينة فضاء تسافر بسرعة أكبر من سرعة الضوء (وهو الأمر الذي يعد حتى الآن مستحيلا)، ستقطع هذه السفينة المسافة حتى الوصول إلى الكوكب المذكور في 16 شهرا.
أما عن المركبات الحالية، مثل المسبار “نيو هورايزونس”، الذي قطع المسافة إلى الكوكب القزم بلوتو في 9.5 سنة، فيمكن لمثل هذه المركبات أن تقطع مسافة 1 سنة ضوئية واحدة في حوالي 20 ألف سنة من سنوات الأرض، فماذا عن 1400 سنة ضوئية ؟
يقدر العلماء أن المركبات الحالية ستحتاج إلى حوالي 28 مليون سنة أرضية للوصول إلى الكوكب كيبلر-452b، وبالطبع يمكن مع تقدم الإمكانيات المستقبلية أن يسافر البشر في الفضاء بسرعات أكبر كثيرا من السرعات الحالية، لكن بالرغم من ذلك، يبقى الوصول للكوكب كيبلر-452b هدفا مستحيلا.
ويعد المحرك الأيوني على مركبة ناسا “Dawn”، الذي يعمل بالطاقة الكهربائية، وسيلة أكثر كفاءة من محركات الدفع الكيميائية التي كانت تستخدم في المركبات الفضائية الماضية.
وتبحث وكالة ناسا في تحسين تطوير هذا النوع من المحركات الأيونية عن طريق مختبر NASA Evolutionary Xenon Thruster (NEXT)، الأمر الذي يمكن أن يدفع المركبات الفضائية المستقبلية إلى أن تصل لسرعة 90 ألف ميل/ساعة، بالرغم من أن السرعة القصوى الحالية هي فقط 9600 ميل/ساعة.
وحتى مع الوصول لهذه السرعة الكبيرة بعد تطوير هذا النوع من المحركات، سيظل الكوكب بعيدا جدا عن الوصول إليه، حيث يقدر العلماء أن المسافة وقتها إليه ستستغرق 10.5 مليون سنة أرضية.
ولكن ماذا لو وصل البشر إلى شيء أكثر تقدما؟ في عام 1958، توصل الفيزيائي “فريمان دايسون” لفكرة “مشروع أوريون”، وهي الفكرة التي أصبحت بعدها مصدر إلهام لمشروع SyFy، الذي تعتمد فكرته على قوة الدفع النووي لتحريك سفينة عملاقة بحوالي 5% فقط من سرعة الضوء.
ويقول العلماء إنه في هذه الحالة، إذا ما تمكن البشر من التوصل إلى هذه التكنولوجيا الفائقة، ستتمكن سفينة الفضاء العملاقة من الوصول للكوكب كيبلر-452b في حوالي 28 ألف سنة أرضية.
الرحلة لن تكون سهلة
وقال العلماء إن الوصول إلى “الأرض 2.0” سيكون على الارجح بالاعتماد على سفينة متعددة الأجيال من البشر، مُحملة بأكثر من 100 شخص للحفاظ على التنوع الجيني، بما يكفي للأجيال القادمة منهم على الكوكب الجديد.
بالرغم من ذلك ستكون الرحلة محفوفة بالمخاطر الهائلة، منها أن تكون السفينة الفضائية محمية من الأشعة الشمسية المكثفة وتستطيع الابتعاد عن السوبرنوفا، التي يمكن أن ينبعث منها ما يعادل 10 مليارات سنة من ضوء الشمس في انفجار واحد.
أيضا سيكون على المركبة الفضائية تحمل آثار الغبار بين النجوم، الذي من شأنه أن يردها عن مسارها للخلف مسافة تصل حتى 2000 سنة.
ولا تزال بحوث العلم مستمرة في هذا الصدد، وسنرى خلال السنوات القادمة، ماذا يمكن أن يقدمه العلم للبشر، في طريق حلم الوصول إلى كوكب آخر، يدعم شكل من اشكال الحياه عليه.
المصدر:RT