“وحش الاسباغيتي الطائر” هو إله ديانة تهكمية تأسست عام 2005 على يد خريج الفيزياء “بوبي هندرسن” وأسماها “باستافاريانية” احتجاجا على قرارات وزارة التعليم في ولاية كانساس الأمريكية.
كانت وزارة التعليم في الولاية الامريكية قد قررت وقتها اعتماد أطروحة “التصميم الذكي” بديلاً عن نظرية “التطور الأحيائي”، مما دفع الفيزيائي لتأسيس هذه الديانة التهكمية الجديدة، على سبيل الرفض والاحتجاج على قرارات الولاية.
ويعود الأمر إلى صيف عام 2005، عندما نجح المتشددون الأمريكيون في ولاية كنساس في تغيير منهاج العلوم في المدارس “التطور البيولوجي”، الذي يعتمد على التجربة والملاحظة والقياسات في تفسير ظواهر تطور الاحياء، وهو العلم التقليدي المعروف عالمياً، وأدخلوا عوضاً عنه منهج “التصميم الذكي”، الذي يستخدمه الإنجيليون كرد على نظرية التطور البيولوجي.
واعترض الفيزيائي “بوبي هندرسون” على تدخل الإنجيليين وبسط تأثيرهم على العلوم في المدارس، بما يعارض “استقلاليّة” العلم التي يضمنها القانون، وقام بابتكار هذه الديانة الجديدة ووضع أسسها بطريقة لا يستطيع العلماء نقضها بالبرهان العلمي، وبعد أن كسب أتباعاً له طلب من الحكومة أن تعامله كالإنجيليين، وأن تُدخل مفاهيم ديانته أيضاً إلى درس العلوم طالما ان الكثيرين يدعمون هذه الديانة الجديدة.
وبطل هذه الديانة أو “الإله” هو عبارة عن وحش مكوّن من المعكرونة وكرتين من اللحمة، يسمى وحش السباغيتي الطائر، ويقول أتباع هذه الديانة إن هذا الوحش خارق وغير مرئي وغير قابل للكشف، وهو الذي أنشأ الكون.
إلا أن فريقا من العمال في شركة النفط البريطانية BP ادعوا أنهم استطاعوا التقاط أول صور حقيقية لهذا الوحش الأسطوري في شريط فيديو.
والتقط فريق الشركة من العاملين في قطاع النفط والغاز صورا تحت الماء لمخلوق غريب المظهر، تبين لاحقا بأنه ينضم إلى فئة ما يعرف علميا باسم “siphonophore”، واكتشفه الفريق على عمق حوالي 1325 مترا تحت سطح الماء، قبالة سواحل أنغولا في جنوب أفريقيا.
وقام الفريق بتمرير اللقطات للعالم الدكتور “دانيال جونز”، من المركز الوطني لعلوم المحيطات في بريطانيا، ويعمل الدكتور “جونز” ضمن مشروع يسمى “سيربنت”، والذي يستخدم أشرطة الفيديو التي يلتقطها العاملون في قطاع النفط وغيرهم من الناس الذين يعملون في أعماق البحار، من أجل عمل “كتالوج” للمخلوقات البحرية النادرة.
وينتمي لفئة الـ Siphonophores مجموعة الحيوانات المائية التي تتضمن قنديل البحر والشعب المرجانية.
وقد حقق “وحش السباغيتي الطائر” شهرة غريبة على مواقع الانترنت الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، وبلغ عدد مشاهداته ما يفوق الربع مليون مشاهدة على موقع اليوتيوب، في أول اسبوع من عرضه.