يتجه جمع من الناشطين والمهتمين إلى تربية الديدان والحشرات لاستخدامها مستقبلاً كمصدر للغذاء البشري، وذلك بسبب تخوفهم من تراجع قدرات المحاصيل الزراعية وأعداد المواشي وغيرها من مصادر الغذاء لعالمنا الحديث.
يعترف الاسكتلندي كريغ ماكفارلين بأنه عاشق للحشرات منذ نحو أربع سنوات، وأنه قضى تلك السنوات الأربعة يطوف العالم بحثاً عن المزيد من الطرق لجعل الحشرات قابلة للاستهلاك البشري. ماكفارلين مقتنع بأن الحشرات ستكون مفتاح الحل للقضاء على المجاعات حول العالم.
ويقول كريغ لموقع “إس تي في” الاسكتلندي: “أحاول إقناع الناس بأن تناول الحشرات عن طريق كسر السمعة السيئة المحيطة بها، وذلك من خلال تحويلها إلى أطباق شهية لا يبدو أنها تحتوي لحوم تلك الحشرات”.
يشير كريغ ماكفارلين في هذا الصدد إلى الأطباق التي صنعها من لحوم الحشرات، والتي تبدو للوهلة الأولى وكأنها خارجة من مطبخ أشهر طباخي العالم، بدءاً من كعك الصراصير المخلوط بجوز الهند، وانتهاءاً بالمثلجات المصنوعة من يرقات خنفساء ممزوجة بالبندق والعسل.
لكنه يحذر من أنه ليس كل الحشرات تصلح للاستهلاك البشري، إذ يجب أن تتوفر فيها شروط معينة قبل إعدادها للاستهلاك.
فكرة كريغ قد تكون غريبة و”مقرفة” بالنسبة للعالم الغربي، ولكن تقريراً تم إعداده مؤخراً أشار إلى أن نحو ملياري شخص حول العالم يتناولون الحشرات كجزء من تغذيتهم. وينوي كريغ وفريق من محبي الحشرات بناء مزارع لتربية الحشرات خلال العام الحالي، وذلك كجزء من حملة توعية للمنطقة التي يقطن فيها باسكتلندا ولتشجيع السكان على تقبل الحشرات كمصدر آخر للغذاء.
ويضيف ماكفارلين: “ثقافة أكل الحشرات موجودة في أكثر من ثلثي دول العالم. الأمر متعلق بالسماح للناس بتطوير نمط مستدام، وهذا ما أحبه بشأن مزرعتي. بسببها لا ألجأ إلى شراء الكثير من اللحم كالماضي”.
ويشير ماكفارلين إلى الآثار البيئية الإيجابية على تناول الحشرات، فتربيتها في مزارع محلية يوفر مصاريف النقل من دول أخرى، وبالتالي يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة التي تنفثها الشاحنات والطائرات، بالإضافة إلى الأبقار وغيرها من المواشي، التي تلوث البيئة بروثها.
ويتابع الشاب الاسكتلندي: “كل المزارع (لتربية الحشرات) تديرها المجتمعات المحلية، وبالتالي فإن أي أرباح يتم جنيها ستعود إلى المجتمع ويتم استثمارها في بنائه”.
DW