تعتبر فترة المراهقة مرحلة حرجة في حياة الأبناء وتمثل تلك الفترة أيضا مرحلة غير مستقرة بالنسبة للأهل وخاصة الأم التي تحتار في الطريقة التى يجب أن تتعامل بها مع أبنائها فى مرحلة المراهقة. ويجب على الأم أن تعلم أن الأمر لن يكون سهلا على الإطلاق، مع الوضع في الاعتبار أن الأبناء في مثل هذه السن يبحثون عن كيفية أن يكونوا مستقلين فى كل الأمور التى يفعلونها وبالتالى فإنهم قد يتمردون أحيانا بل كثيرا. ولكن في مرحلة ما عليك أن تدركي أن ابنك أو ابنتك لم تعد طفلة بعد الآن وأنه يجب عليك أن تتجنبي بعض الأمور فى التعامل معهم وإلا فإن التواصل بينكم سيصبح مستحيلا وستسوء الأمور أكثر وستتوتر العلاقة بينكم. ولكي تضمني علاقة سوية بينك وبين أبنائك وحتى يتمكنوا فى مرحلة المراهقة من أن يعيشوا حياة ممتعة وفى نفس الوقت لا يتعرضون لأمور خطرة فإليك بعض الأمور والتصرفات التي يجب أن تبتعدي عنها.
على كل أم أن تعلم أن أبناءها في سن المراهقة إذا أخطأوا أو فعلوا أمرا غير مقبول فاعلمى أنه يحتاج للدعم والإرشاد منك ولا يحتاجون منك التوبيخ طوال الوقت أو تقومي بإعطائهم محاضرات عن كيفية التصرف، مع الوضع في الاعتبار أنه سيكون من الأفضل أن تناقشي طفلك وتتحدثي معه. واعلمي أنك إذا بالغت في حماية ابنك أو ابنتك وقمت بمعاملتهم كأطفال فإنك ستجعلينهم يبتعدون عنك ولا يريدون التعامل أو التواصل معك. عليك أن تكوني متوازنة في ردود أفعالك فيما يتعلق بتصرفات المراهقين. واعلمى أن بعض أنواع العقاب مع الوقت لن تجدى نفعا مع الأبناء فى مرحلة المراهقة وعلى سبيل المثال فإن الحرمان من المصروف والحرمان من الخروج لن يكون هو دائما العقاب المناسب والذى قد يحدث تأثيرا خاصة فى تلك المرحلة.
عليك أن تكوني مدركة تماما لقدرات أبنائك في مرحلة المراهقة، مع الوضع في الإعتبار أنك يجب أن تتركي لهم مساحة ارتكاب الأخطاء والتعلم بالتالي من تلك الأخطاء. يجب ألا تظهري لأبنائك المراهقين دائما أنك تتوقعين منهم الأسوأ لأن مثل هذا السلوك سيجعلهم أكثر تمردا، ومن الأفضل أن تقومي بالتركيز على مهارات المراهقين وهواياتهم ومواهبهم. لا يجب أن يقتصر تعاملك مع أبنائك فى مرحلة المراهقة على قراءة الكتب والاستماع لنصائح الغير بل يجب أن تتعاملى مع الأمر من واقع خبرتك أنت وطبيعة أبنائك المراهقين. لا تقومى بتضخيم الأمور التافهة والأخطاء الصغيرة التي قد تخلق المشاكل بينكم ويجب أيضا ألا تتدخلين في كل أمور حياتهم، مع الوضع في الاعتبار أن هذا الأمر لا يعنى أن تقومي بالابتعاد عن لعب دور الإرشاد والدعم فى مختلف نواحى حياتهم. وفى نفس الوقت يجب ألا يتم تجاهل أى مشاكل كبيرة قد تعكر صفو حياة طفلك وفى تلك الحالة فسيكون على الأهل التدخل حتى لا تتطور الأمور أكثر من ذلك.
لا تخجلي من الاعتذار لأبنائك المراهقين إذا شعرت أنك أخطأت في حقهم فهذا لن يقلل من قيمتك، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر إذا لم يحدث فقد يتأثر أبناؤك من الناحية النفسية وخاصة أنهم يمرون بمرحلة المراهقة. إذا حدث وتكررت الخلافات بين الأهل والأبناء المراهقين حول موضوع واحد ومحدد ومتكرر فيجب أن تكون هناك حلول متنوعة لهذا الأمر ، فإذا كانت المشكلة مثلا خاصة بالدراسة فعليكم أن تحاولوا أو على الأبناء أن يحاولوا خلق نوع من التوازن بين الدراسة والأنشطة الخارجية الأكثر متعة بالنسبة لهم. إذا أظهر المراهقون من الأبناء بعض التصرفات العنيدة والسلوكيات التى تدل على عدم اهتمامهم بأي أمر فيجب أن يكون هناك نوع من الصبر في التعامل معهم.