تتمنى كل أم بكل تأكيد أن تكون قادرة على مساعدة أبنائها فى أن يستمتعوا أكثر بالمدرسة وكل الأنشطة المتعلقة بها وأن تكون قادرة أيضا على مساعدتهم فى تحقيق درجات مرتفعة فى المواد المختلفة وفى نفس الوقت التقليل من المشاكل السلوكية عند الطفل. وقد أثبتت بعض الدراسات والأبحاث أن تدخل الأهل فى الأمور المتعلقة بدراسة الطفل وبالمدرسة نفسها أمر سيفيد الطفل كثيرا بغض النظر عن المستوى التعليمي والمادي للأب أو الأم. ويمكن للأهل بصفة عامة وللأم بصفة خاصة أن يكون لها دور فى حياة الطفل الأكاديمية من خلال بعض الأمور البسيطة وغير المعقدة مثل المساعدة في إنجاز الواجبات المدرسية وقراءة كتاب للطفل قبل النوم. ويجب أيضا أن تحرص الأم على حضور الاجتماعات المدرسية التي يكون مطلوبا فيها حضور أولياء الأمور ولكنها يجب أيضا أن تشجع العائلة على الخروج معا وتناول الطعام فى الخارج. وعلى كل أم أن تعلم أنه بصفة عامة طالما شعر الطفل بأنها تقدر أهمية التعليم فى الحياة فإنه سيستجيب لها ولما تفعله.
ولدور الأهل فى حياة الأبناء الأكاديمية عدد من الأمور الإيجابية والفوائد مثل تحقيق الأبناء لدرجات علمية مرتفعة وبالتالى فإنهم يحققون نتائج مرتفعة في الاختبارات المدرسية. وبصفة عامة فإن دور الأهل ودور الأم على وجه الخصوص قد يساعد الطفل على تحسين مستواه فى عدد من المواد مثل الرياضيات وسيجعله أيضا أكثر قدرة على القراءة بسهولة. ويجب أن تعلمي أنك كأم عندما يكون لك دور فى أمور الطفل العلمية والمدرسية فإن هذا الأمر سيحسن من مهارات الطفل الاجتماعية وسيجعل سلوكه أكثر إيجابية. وبالإضافة لما سبق ذكره فإن الطفل الذى يشعر أن أمه مهتمة بدراسته فإن نسبة تغيبه عن المدرسة ستكون أقل وسيكون أقل إزعاجا داخل الفصل وسيكون أكثر تقبلا لكل ما يحدث في المدرسة.
إن اهتمام الأم بدراسة طفلها وبكل الأمور المتعلقة بمدرسته أمر سيكون إيجابيا أيضا على مستوى المسئولين فى المدرسة أنفسهم وسيجعل الأهل والمعلمين كليهما على دراية بالطريقة التى يفكر بها الطرف الآخر. كما أن اهتمام الأهل بما يجرى داخل مدرسة أبنائهم يجعل معلمى المواد المختلفة يحترمونهم، وبالإضافة لما سبق فإن اهتمام الأهل وخاصة الأم يعطى الطفل نوعا من الثقة فى المستقبل ويجعله يشعر أن والده ووالدته يعطون بالفعل للتعليم أهمية كبيرة فى حياة الإنسان. إن الطفل عندما يشعر أنه يتلقى الدعم المناسب فى المنزل وفى المدرسة فإنه سيكون أكثر إيجابية فى حياته الشخصية وأمور الدراسة ، كما أنه يكون أكثر وعيا وإدراكا لأهمية الدراسة والعلم فى حياة الإنسان وأهمية التفوق الأكاديمي. إن الأم عندما تكون مهتمة بدراسة طفلها فإنها ستشعر أنها أكثر قدرة على التواصل مع طفلها وستكون أكثر ثقة فى طريقة تربيتها لأبنائها.
على كل أم أن تحرص على التعرف على معلمي طفلها في المواد المختلفة وأن تكون حريصة أيضا على الاستماع لما يقولونه عن الأبناء وأن تناقش معهم مدى تقدم الطفل على المستوى الدراسي الأكاديمي وما إذا كان يمكنها فعل أي أمر لتحسين الوضع. اهتمي بحضور أي مناسبات خاصة بالطفل ومدرسته ما بين اجتماعات وحفلات ومسابقات رياضية وأشياء من هذا القبيل. حاولى أن تقومى بتنظيم إجتماعات لأولياء الأمور مع المعلمين والمسئولين في المدرسة، مع الوضع في الاعتبار أنك يجب أن تكونى نشيطة فى هذا الأمر وفى كل خطوة متعلقة بتحركات الطفل داخل وخارج المدرسة. احرصي على أن تكون الأجواء مستقرة داخل المنزل، مع الوضع في الاعتبار أن الأمور إذا لم تسر بسلاسة داخل المنزل فإن الطفل سيتأثر بطريقة سلبية داخل المدرسة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يجعل درجات الطفل تتأثر بطريقة سلبية.