قد تؤثر أمراض القلب (Heart disease) على أي من وظائف القلب وعلى أي من أجزاء القلب. مرض القلب الأكثر شيوعا هو المتلازمة الإكليلية (أو: متلازمة الشريان التاجي – Coronary syndrome) بأشكالها وتجلياتها المختلفة. الأوعية الدموية التاجية هي الأوعية الدموية المنتشرة على الجانب الخارجي من عضلة القلب ووظيفتها توصيل الدم إلى القلب نفسه. عندما تكون هنالك عملية تصلب (تراكم طبقة خليط من الكالسيوم والدهون) في داخل الأوعية الدموية التاجية، أو عندما يحدث انقباض في هذه الأوعية الدموية، فمن المحتمل حدوث تضيّق في جوف هذه الأوعية الدموية، الأمر الذي يعيق إيصال الدم إلى عضل القلب.
إن أي مسّ بعضلة القلب أو بقدرة عضلة القلب على الانقباض من شأنه أن يسبب هبوطا، مؤقتا أو مستديما، في قدرة القلب على الانقباض. وحين تتضرر قدرة القلب على الانقباض يطرأ تراجع في ضخ الدم إلى أعضاء حيوية في الجسم. عملية تضيّق الأوعية الدموية هذه تسبّب الذبحة الصدرية (Angina pectoris)، وإذا ما حصل ضرر مستديم لعضلة القلب فعندئذ يتولد احتشاء عضل القلب (Myocardial infarction).
من يعاني من الذبحة الصدرية أو من احتشاء عضل القلب قد يشعر بألم أو ضغط على جدار الصدر (Chest wall). وقد يكون هذا الشعور مصحوبا، في بعض الأحيان، بالتعرق، الشعور بالاختناق، ضيق التنفس، الغثيان، وشعور بالضعف الكلّي العام. هذا الوضع يشكل حالة طوارئ تستدعي التدخل الطبي العاجل. خيارات العلاج في مثل هذه الحالات متعددة ومتنوعة، لكن الخيار الأفضل هو الوقاية. عدم التدخين، الحفاظ على توازن مستويات الدهون في الدم، ممارسة النشاط الجسماني – هي أمثلة على أعمال وقائية.
عند حدوث مثل هذه الحالة هنالك العديد من خيارات العلاج، بما في ذلك العلاج بالأدوية. بعضها تؤخذ عن طريق الفم وبعضها بالحَقن في الوريد. يمكن قسطرة الأوعية الدموية التاجية. يتم إدخال أنبوب قسطرة، من خلال شريان في الفخذ عادة وصولا إلى الأوعية الدموية التاجية، من خلال عرض توضيحي للأوعية الدموية. بواسطة القسطرة يمكن فتح وتوسيع الأوعية الدموية المتضيّقة، بواسطة نفخ بالون أو زرع دعامات تدعم الجدران الداخلية للأوعية الدموية وتُبقي الشريان مفتوحا بسعة قـُطـْرِه الأصلي. وثمة طرق أخرى، أيضا، تشمل حَقـْن أدوية مختلفة في الأوعية الدموية التاجية، إضافة إلى العلاجات بالأشعة الموضعية للأوعية الدموية.
قد يكون من الضروري أحيانا نقل المريض إلى غرفة العمليات لإجراء عملية طـُعْم مَجازَةِ الشِّرْيانِ التَّاجِي (Coronary artery bypass graft). هذه العملية الجراحية بالإمكان إجراؤها على وجه السرعة كعملية جراحية طارئة، أو كعملية جراحية مُخطط لها مسبقا على أساس نتائج فحوصات مختلفة تستدعي التدخل الجراحي.
قد تصاب عضلة القلب بمرض التهابي جراء مرض القلب المعدي الذي تسببه فيروسات، جراء تفاعلات يتدخل فيها جهاز المناعة، أو جراء تناول الكحول وتعاطي المخدرات.
توجد في القلب أربعة صمّامات. كل واحد من هذه الصمامات قد يصاب بضرر ما فيحدث خلل في عمله. وتصنف الاضطرابات الأساسية في عمل صمامات القلب إلى مجموعتين: تضيّق صمام القلب وتوسّع صمام القلب. التضيّق يمس بالقدرة على ضخ الدم ونقله بين الأجزاء (الغرف) المختلفة في القلب، مما يتطلب مزيدا من الضغط في ضخ الدم من أجل الوصول إلى المستوى الطبيعي الذي يضخه القلب عادة. أما في حالة توسع الصمام، فإن تدفق الدم يستمر حتى في الوقت الذي يفترض أن يمنع صمام القلب تدفق الدم، تماما. يمكن تشبيه صمام القلب المتّسع بصنبور (حنفيّة) ماء يتسرب الماء منها، بينما يمكن تشبيه صمام القلب المتضيّق بصنبور ماء لا يفتح بشكل كامل.
قد تكون أمراض القلب في صمامات القلب خِلـْقِيَّة (وِلادِيّة – Congenital Disease) وعندها يُتوقع سماع نفْخات قلبيّة (Heart murmur) عند الإصغاء إلى صوت القلب. وقد تكون مُكتَسَبة نتيجة أمراض القلب المُعْدِيَة المختلفة التي تسبب ضررا، مباشرا أو غير مباشر، لصمامات القلب. كذلك عملية تصلب الشرايين، أيضا، يمكن أن تسبب ضررا لصمامات القلب. من علامات مرض القلب في الصمامات وأعراضها: ضيق التنفس، هبوط في اللياقة البدنية وإرهاق متزايد، متلازمة الشريان التاجي، عدم انتظام ضربات القلب وإغماءات متكررة.
علاج أمراض القلب والصمامات تتم، بشكل عام، بواسطة أدوية. في بعض الأحيان، قد تكون هنالك حاجة لإجراء قثطرة (Catheterization) من شأنها أن تساعد في التشخيص، بل وفي علاج أمراض القلب في الصمامات. وقد يكون من الضروري، في بعض الحالات، إجراء عملية جراحية لإصلاح الصمام أو استبداله، إن كان اصطناعيا (Artificial valve).
توجد في القلب منظومة توصيل مسؤولة عن نقل الشّارات الكهربيّة التي تحفّز انقباضات القلب، تنظّم توقيت الانقباض وتنظّم العلاقة بين انقباضات البطينين وبين انقباضات الأذينين. وقد يطرأ، أحيانا، خلل ما في عمل منظومة النقل الكهربيّ يمكن أن ينعكس في:
تسارع وتيرة القلب، تباطؤ وتيرة القلب، عدم انتظام وتيرة القلب، أو غياب أية علاقة زمنية واضحة بين توقيت انقباضات البطينين وبين توقيت انقباضات الأذينين. اضطرابات النظم (Arrhythmia) هذه قد ترافقها الأعراض التالية: إحساس دقات القلب، إرهاق، ضيق تنفس أو إغماء. العوامل المسببة لاضطرابات نَظـْم القلب قد تشمل: دواء ما يتناوله الشخص لمعالجة مشكلة جسدية أخرى، تصلـّب في منظومة النقل والتوصيل، اضطرابات في الصمامات وعوامل أخرى لها تأثير على منظومة النقل.
خيارات معالجة مشاكل النقل تشمل العلاجات الدوائية، أو وقف تناول دواء معين يتناوله المريض ويسبب الاضطراب، بل قد يتطلب الأمر أحيانا زرع ناظمة اصطناعية (Artificial pacemaker) لتنظيم ضربات القلب أو المعالجة بالصدمة الكهربائية. وإجمالا، يتعلق نوع العلاج بنوع الاضطراب، سببه والآثار السريرية المحتملة لاضطراب النظم.
عندما يثور شكّ بوجود نوع معين من مرض القلب، يجب التوجه إلى طبيب العائلة أو إلى طبيب متخصص بالأمراض الباطنية. وأحيانا، طبقا لمعطيات مختلفة، قد يكون من الضروري أيضا استشارة طبيب متخصص في مرض القلب (Cardiologist).
القرار بشأن إجراء قثطرة وإدخال دعامة (Stent)، أو إجراء عملية طعم مجازة الشريان التاجي، يتم اتخاذه بالتشاور بين أطباء القلب وبين جرّاحي القلب. وإذا كان عدد من الشرايين مصابا، فمن المتبع، عادة، إجراء عملية جراحية وليس قثطرة.
أعراض أمراض القلب
تختلف أعراض أمراض القلب باختلاف المرض.
أعراض أمراض القلب الوعائيّة (Cardiovascular Disease – CVD):
تنجم أمراض القلب الوعائية عن تضيّق، انسداد أو تصلب في الأوعية الدموية، تؤدي إلى عدم تلقـّي القلب، الدماغ أو أعضاء أخرى في الجسم كمية كافية من الدم.
أعراض أمراض القلب الوعائية تشمل:
ألم في الصدر (الذبحة الصدرية – Angina pectoris)
ضيق النّفَس (Dyspnea)
ألم، خَدَر، ضعف أو شعور بالبرد في الساقين والذراعين، إذا حصل تضيّق في الأوعية الدموية فيها.
أعراض أمراض القلب الناجمة عن اضطرابات النـَّظـْم (Arrhythmia):
اضطراب النـَّظـْم هو عدم انتظام ضربات القلب. اضطرابات النظم قد تشمل نبض القلب بمعدل أعلى من الطبيعي، بمعدل أقل من الطبيعي أو بصورة غير منتظمة.
أعراض أمراض القلب المرتبطة بنَظـْم ضربات القلب تشمل:
رفرفة (ارتعاش) في الصدر
تسرّع القلب (نبض سريع – Tachycardia)
بُطء القلب (نبض بطيء ـ Bradycardia)
ألم في الصدر
ضيق نَفـَس
دوخة
غَشْي (إغماء – Fainting / Syncope) أو حالة قريبة من الغَشْي
أعراض أمراض القلب الناجمة عن عَيْب في القلب:
العَيب الخلقي (Congenital defect) الحاد في القلب يمكن اكتشافه، عادة، في غضون ساعات، أيام، أسابيع أو أشهر بعد الولادة.
أعراض عيوب أمراض القلب تشمل:
جِلـْد بلون رمادي فاتح أو أزرق (زُراق – Cyanosis).
انتفاخ في البطن، في الساقين أو حول العينين.
ضيق نفس خلال تناول الأكل، ما يسبب ارتفاعا غير كاف في الوزن.
العيوب الخلقية الأقل حدة وخطورة يتم تشخيصها، غالبا، في وقت متأخر فقط من سن الطفولة أو حتى في سن البلوغ.
أعراض العيوب الخِلْقِيّة في القلب، التي لا تشكل خطرا فوريا على الحياة، تشمل:
سهولة حدوث ضيق النّفَس، نتيجة ممارسة نشاط جسماني أو رياضيّ
سهولة الشعور بالتعب، نتيجة ممارسة نشاط جسماني أو رياضيّ
تراكم سوائل في القلب أو في الرئتين
تورم في اليدين، في الكاحلين أو في كفّيّ القدمين
أعراض أمراض القلب الناجمة عن اعتلال عضلة القلب (Cardiomyopathy):
اعتلال عضلة القلب معناه أن عضلة القلب تصبح أكثر سُمكا وصلابة. وفي بعض الأحيان، في المراحل المبكرة من اعتلال عضلة القلب، لا تظهر أية أعراض على الإطلاق. كلما اشتد المرض وتفاقم، قد تشمل أعراضها:
ضيق النفس عند بذل أي مجهود، أو حتى وقت الراحة
تورم الرجلين، الكاحلين والقدمين
انتفاخ (توسّع) في البطن جراء تراكم السوائل
التعب
اضطراب نَظم القلب ـ تسرّع، خفقان أو رفرفة
دوخة وإغماء
أعراض أمراض القلب الناجمة عن تلوث
هناك ثلاثة أنواع من التلوثات في القلب:
التهاب التأمور (التهاب غشاء القلب ـ Pericarditis)، وهو التهاب الأنسجة (الغشاء) التي تغطي القلب.
التهاب عضل القلب (Myocarditis)، يصيب الطبقة الوسطى من عضل القلب.
التهاب الشغاف (Endocarditis)، يصيب الغشاء الداخلي الذي يفصل بين غرف القلب وصماماته.
تختلف أعراض أمراض القلب التي يسببها تلوث في القلب، طبقا لنوع العدوى، وتشمل:
الحمّى
ضيق النفس
الضعف أو التعب
انتفاخ في الساقين أو في البطن
تغيرات في وتيرة نبض القلب
سعال جاف أو متواصل
طفح جلدي أو بقع غير عادية
أعراض أمراض القلب الناجمة عن مشكلة في صمامات القلب:
في القلب أربعة صمّامات:
الصمّام الأبهريّ (الأورطي – Aortic valve)
الصمّام المِتراليّ (التاجيّ – Mitral valve)
الصمّام الرئوي (Pulmonary valve)
الصمّام الثلاثيّ الشُّرَف (Ttricuspid valve)
جميع صمامات القلب تفتح وتغلق لتوجيه تدفق الدم عبر القلب. قد تتأذى صمامات القلب نتيجة لعدة عوامل تؤدي إلى تضيّق، تسريب (تدفق غير طبيعي أو قصور) أو إغلاق غير تام (تَدَلٍّ).
تختلف أعراض أمراض القلب الناجمة عن ضرر في صمامات القلب، تبعا لصمام القلب المتأذّي وتشمل:
التعب
ضيق النفس
اضطراب نَظم القلب أو سماع نفْخات قلبيّة (Heart murmur)
تورّم في كفّي القدمين أو في الكاحلين
ألم في الصدر
إغماء
أسباب وعوامل خطر أمراض القلب
عوامل الخطر التي تؤدي إلى أمراض القلب تشمل:
التدخين
سوء التغذية
فَرط ضغط الدم
فّرط الكولسترول في الدم
مرض السكري
السُّمنة الزائدة
قلة النشاط الجسماني
التوتر المستمر
سوء النظافة الصحية
إن فهم كيفية وآلية عمل القلب يسهل فهم أسباب أمراض القلب. القلب هو مضخة. إنه عضو عضلي بحجم قبضة اليد، ويقع إلى اليسار قليلا من مركز الصدر. ينقسم القلب إلى جانبين، الأيمن والأيسر. الهدف من هذا الفصل هو ضمان عدم اختلاط الدم الغني بالأكسجين مع الدم الخالي من الأكسجين. الدم الخالي من الأكسجين هو أزرق اللون، يعود إلى القلب بعد أن يجري في الجسم.
الجانب الأيمَن من القلب يتكون من الأُذَين الأيمَن والبطين الأيمن. إنه يستقبل الدم من الرئتين ويضخّه إليهما، عبر الشرايين الرئوية. الرئتان تنعشان الدم وتجددانه بالأكسجين الجديد، فيتغير لونه نتيجة لذلك ويصبح أحمر. يعبر الدم الغني بالأكسجين من هنا (من الجانب الأيمن) إلى الجانب الأيسر من القلب، الذي يتألف، هو الآخر، من الأذين الأيسر والبطين الأيسر. ومن هناك (من الجانب الأيسر) يتم ضخ الدم إلى الجسم، عبر الشريان الأورطي، لتزويد مختلف أنسجة الجسم بالأكسجين والمواد المغذّية المختلفة.
الصمامات الأربعة في القلب مسؤولة عن تدفق الدم بشكل صحيح. الصمام الأبهريّ، الصمام المِترالي، الصمام الرئوي والصمام الثلاثيّ الشُّرَف – جميعها تعمل مثل بوابات في سياج. فالصمامات تفتح فقط في اتجاه واحد وفقط عندما يُضغط عليها. كل صمام يُفتح ويُغلق مرة واحدة في كل نبضة واحدة من نبضات القلب، أو مرة واحدة في كل ثانية، تقريبا، في وقت الراحة.
القلب ينبض، أي إنه: يتقلّص (ينقبض) ويتمدد (ينبسط). إذن، للقلب حالتان اثنتان: انقباضيّة (Systolic) وانبساطيّة (Diastolic). في الحالة الانقباضية ينقبض البطينان، الأيمن والأيسر، فيضخان الدم إلى الأوعية الدموية وعبرها إلى الرئتين وبقية أعضاء الجسم، بنفس الطريقة التي يتم فيها ضغط عصير البندورة (كاتشب) وإخراجه من العبوة. البطين الأيمن ينقبض قبل البطين الأيسر بقليل. ومن ثم، في الحالة الانبساطية، يتمدد (يرتخي) البطينان الأيمن والأيسر فيمتلئان بالدم القادم من الأُذينين الأيمن والأيسر. ومن ثم تبدأ الدورة من جديد.
توجد في القلب، أيضا، شبكة أسلاك كهربيّة مسؤولة عن استمرار نبض القلب. تبدأ الدوافع الكهربيّة من الأعلى، في الأُذين الأيمن، ثم تنتقل في مسار خاص إلى البطينين حاملةً الأوامر بسحب الدم. نظام النقل يتولى مسؤولية ضمان نبض القلب، بوتيرة متناسقة وسليمة كي يستمر الدم، بفضلها، بالتدفق بشكل دورانيّ. التبديل المتواصل بين الدم الغني بالأكسجين والدم الخالي من الأكسجين هي العملية التي تحفظ استمرارية الحياة.
أسباب أمراض القلب الوعائية:
مصطلح ” أمراض القلب الوعائية” (Cardiovascular Diseases) يشير إلى عدة أنواع من أمراض القلب والأوعية الدموية. وكثيرا ما يطلق هذا الاسم، أيضا، على الأضرار التي تلحق القلب أو بالأوعية الدموية من جراء تصلّب الشرايين ـ تراكم طبقات من الدهون في داخل الشرايين. الشرايين هي الأوعية الدموية التي تحمل الأكسجين والمواد المغذّية من القلب إلى باقي أعضاء الجسم. الشرايين السليمة تكون، عادة، مرنة وقوية.
لكن مع مرور الوقت، يمكن للضغط المرتفع جدا على الشرايين أن يجعل جدرانها أكثر صلابة (أقل ليونة) وسُمكا، مما قد يؤدي، أحيانا، إلى إعاقة تدفق الدم إلى أعضاء الجسم وأنسجته المختلفة. هذه العملية تسمى “تكَلـُّس الشرايين” (أو: تصلب الشرايين). تصلّب الشرايين (Arteriosclerosis) هو النوع الأكثر انتشارا من هذا الاضطراب، وهو العامل الأكثر شيوعا لظهور مخاطر وأسباب أمراض القلب الوعائية. أما العوامل المسببة لهذا الاضطراب (تكلّس الشرايين) فهي: نظام غذائي غير صحي، قلة النشاط البدني، السمنة والتدخين. هذه كلها عوامل خطر جدية لتطور تصلب الشرايين، مما يؤدي إلى تطور مرض القلب الوعائي.
أسباب اضطراب النَّظْم:
المسببات الشائعة لاضطراب النظم (Arrhythmia)، أو لأمراض قد تؤدي إلى اضطراب النظم، تشمل:
عيوب خلقية في القلب
مرض في الشريان التاجي
فرط ضغط الدم
السكري
التدخين
الإفراط في تناول الكحول والكافيين
إدمان المخدرات
التوتر
بعض الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية، أدوية معينة تتطلب وصفة طبية، بعض المكملات الغذائية وبعض الأعشاب العلاجية.
مرض في صمامات القلب
ليس من المرجح أن يظهر اضطراب في نَظْم القلب يشكل خطرا على الحياة لدى شخص معافى وقلبه في حالة عادية وسليمة، بدون تدخل خارجي مثل ضربة كهربائية أو تعاطي مخدرات. ذلك لأن القلب لدى الإنسان السليم لا يعاني من أي وضع غير طبيعي يمكن أن يسبب اضطرابا في النظم (عدم انتظام ضربات القلب).
أما في القلب المريض أو المشوه، فقد لا تعمل الدوافع الكهربيّة بشكل طبيعي وكما ينبغي، مما يزيد كثيرا احتمالات حدوث اضطراب في نظم القلب.
مسبّبات العيوب والتشوهات القلبيّة:
العيوب والتشوهات القلبية تنشأ وتتطور، عادة، حين يكون الجنين في الرحم. بعد نحو شهر من بدء الحمل، يبدأ قلب الجنين بالنمو. عند هذه النقطة، يمكن أن تبدأ تشوهات القلب بالنشوء والتشكل. لا يعرف الباحثون على وجه اليقين السبب الذي يؤدي إلى نشوء العيوب الخلقية، لكنهم يعتقدون بأن بعض الأمراض، بعض الأدوية والعوامل الوراثية تلعب دورا في ذلك.
أسباب أمراض القلب واعتلال عضلة القلب (Cardiomyopathy):
المسبب الدقيق لاعتلال عضلة القلب (توسّع أو تضخم عضلة القلب) غير معروف.
هنالك ثلاثة أنواع من اعتلال عضلة القلب:
عضلة القلب الضعيفة أو الواسعة جدا
عضلة القلب السميكة جدا
عضلة القلب القاسية (متصلّبة) ومحدودة
مسبّبات التلوّثات (الالتهابات) القلبيّة:
التلوثات في القلب، مثل التهاب التأمور (Pericarditis)، التهاب عضل القلب (Myocarditis) والتهاب الشِّغاف (Endocarditis)، تحصل عندما يصل إلى عضلة القلب عامل منبّه، مثل فيروس، بكتيريا (جرثومة) أو مادة كيميائية ما.
العوامل الأكثر شيوعا المسببة لالتهابات في القلب تشمل:
بكتيريا (جراثيم)
فيروسات
طفيليات
أدوية قد تثير ردة فعل أرَجِيّة (حساسية) أو سامّة
أمراض أخرى
أسباب أمراض القلب الصِمامِيّة:
هنالك عوامل كثيرة تزيد مخاطر امراض القلب في الصمامات (امراض القلب الصماميّة ـ Valvular heart disease). ففي القلب أربعة صمامات مسؤولة عن جريان الدم وتدفقه في الاتجاه الصحيح. امراض القلب في صمام القلب يمكن أن تكون خِلقية (ولادية)، أو قد تكون ناجمة عن بعض الأمراض، مثل: حمّى الروماتيزم (Rheumatic fever)، التهاب الشغاف، امراض في الأنسجة الضامّة (Connective tissue)، بعض الأدوية والمعالجات الإشعاعية (Radiation therapy) للسرطان.
مضاعفات أمراض القلب
إن أحد أكثر مضاعفات أعراض أمراض القلب شيوعا هو فشل القلب الاحتقاني (Congestive heart failure). أما المضاعفات الأخرى التي تصاحب أمراض القلب فتشمل:
النوبة القلبية، السكتة الدماغية، أم الدمّ (Aneurysm – وهي تمدد موضعي لجدران الأوعية الدموية)، أمراض الشرايين المحيطية والسكتة القلبية المفاجئة.
تشخيص أمراض القلب
الفحوصات اللازمة لتشخيص أمراض القلب تتعلق بنوع المرض الذي يشك الطبيب بوجوده. في جميع الحالات، من المرجح أن يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني ويطرح أسئلة حول التاريخ الطبي للمريض وأسرته، قبل أن يقرر إجراء أي اختبار آخر.
الفحوصات لتشخيص أمراض القلب تشمل:
فحوصات دم
مخطط كهربيّة القلب (Electrocardiogram – E.K.G)
رصد ومراقبة القلب بجهاز هولتر (Holter Monitor)
تخطيط صدى القلب (Echocardiography)
إذا كانت نتائج مخطَّط صدى القلب (echocardiogram) غير واضحة، فقد يوصي الطبيب بإجراء فحص التصوير بالموجات فوق الصوتية من خلال المريء. لإجراء هذا الفحص، يبتلع المريض أنبوبا مرنا يحتوي على محول صغير، بحجم إصبع السبابة تقريبا، يصل حتى الحلق. يقوم المحول بنقل صور من القلب إلى شاشة الحاسوب.
قثطرة القلب (Cardiac catheterization)
خزعة القلب (Biopsy)
التصوير المقطعي المحوسَب (CT)
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
علاج أمراض القلب
هناك أنواع مختلفة لعلاج أمراض القلب. تغييرات في أسلوب الحياة وفي العادات، معالجة دوائية، معالجة جراحية أو إجراء طبي آخر يمكن أن تكون جزءا من علاج أمراض القلب.
الهدف من وراء علاج أمراض القلب الوعائية (Cardiovascular diseases) هو، غالبا، فتح الشرايين المُضْيَقّة أو المغلقة التي تسبب أعراضا. نوع العلاج يتوقف على شدة التضيّق ويمكن أن يشمل تغييرات في أسلوب الحياة وفي العادات، بعض الأدوية، بعض الإجراءات الطبية أو عملية جراحية.
معالجة اضطرابات نَظم القلب يمكن أن تشمل الأدوية، الإجراءات الطبية، ناظمة اصطناعية (Artificial pacemaker) لتنظيم ضربات القلب، زرع جهاز مزيل الرَّجَفان (Defibrillator)، عملية جراحية وتحفيز العصب المبهم (تحفيز مُبهَمِيّ – StimulationVagal).
بعض العيوب أو التشوهات القلبية صغيرة وبسيطة ولا تتطلب المعالجة، لكن ثمة عيوب وتشوهات أخرى تتطلب مراقبة دائمة، معالجة دوائية، بل ومعالجة جراحية أحيانا. نوع علاج إمراض القلب يتوقف على نوع العيب ودرجة خطورته ويمكن أن يشمل الأدوية، إجراءات خاصة باستخدام القثطرة، جراحة القلب المفتوح وزرع القلب.
علاج أمراض القلب واعتلال عضل القلب تتعلق بنوع اعتلال العضلة ودرجة خطورته. ويشمل علاج أمراض القلب:
المعالجة بالأدوية
الأجهزة الطبية
عملية زراعة قلب
العلاج الأول للتلوثات (الالتهابات) في القلب، مثل التهاب التأمور (Pericarditis)، التهاب عضل القلب (Myocarditis) والتهاب الشِّغاف (Endocarditis)، غالبا ما يكون بالأدوية والمضادات الحيوية وأدوية تنظيم دقات القلب.
علاجات مرض القلب المرتبطة بالصمامات تختلف طبقا لنوع الصمام المصاب ودرجة الخطورة، ولكنها تشمل، بصفة عامة، الأدوية، الفتح بواسطة البالون، الإصلاح والترميم أو استبدال الصمام.
الوقاية من أمراض القلب
ثمة أنواع معينة من أمراض القلب، مثل عيوب القلب، لا يمكن منعها. لكن التغييرات في الأنماط الحياتية، والتي تساعد في تحسين حالة بعض المرضى الذين يعانون من أمراض القلب، قد تساعد أيضا في منع العديد من أنواع أمراض القلب. وتشمل هذه التغييرات:
عدم التدخين.
الحفاظ على مستويات طبيعية من ضغط الدم والكولسترول والسكري.
الحرص على ممارسة النشاط البدني.
الحرص على نظام غذائي صحي.
الحفاظ على وزن صحي.
خفض مستوى التوتر والسيطرة عليه.
العلاجات البديلة
هنالك عدة طرق في الطب البديل قد تكون مفيدة في خفض نسبة الكولسترول وفي الوقاية من أنواع معينة من أمراض القلب ، وهي تشمل:
نبات لسان الحمل البيضوي (أو: لقمة النعجة).
تميم الإنزيم Q10.
بذور الكتان.
الشوفان ونخالة الشوفان.
الأحماض الدهنية أوميغا 3.