يعتبر تساقط الشعر غير المتوقع من أكثر المشكلات الشائعة المزعجة لأن الشعر هو أحد أهم الملامح الرئيسية البارزة التي تميز المظهر الخارجي للشخص .. ويرى بعض الناس أن مشكلة تساقط الشعر مشكلة جمالية ولكن الباحثين يؤكدون أنها قد تكون مؤشرا لوجود حالات مرضية خطيرة .
وقال الباحثون في الاجتماع السنوي للأكاديمية الأمريكية للعوم الجلدية إن الأمراض التي تسبب الصلع أو تساقط الشعر وتهدد الحياة تشمل أمراض الغدة الدرقية وأمراض الايدز والذأبة الحمامية والأمراض الشديدة من أي نوع إضافة إلى العلاج الكيماوي المخصص للسرطان : وأوضحت الدكتورة آمي ماكمايكل الباحثة في قسم العلوم الجلدية بجامعة ويك فوريست الأمريكية أن تساقط الشعر قد يمثل إشارة على فرط نشاط الغدة الدرقية أو ضعفها ففي حال تضخمها وفرط نشاطها يكون شعر الرأس خفيفا وناعما مع مناطق صلع موزعة أما في حال ضعف النشاط فيصبح الرأس والجسم جافاً وخشناً مع صلع جزئي موزع وفقدان ثلث الحواجب .
وأفادت انه على الرغم من أن تساقط الشعر في حال تعاطي أدوية العلاج الكيميائي المخصصة للسرطان يكون مؤقتا وليس دائما إلا أنه أكثر الأعراض إزعاجا ويسبب الكآبة وتزعزع الثقة بالنفس وعدد من الأمراض النفسية موضحة أن هذه الأدوية ميثوتريكسيت وسايكلوفوسفاميد وبليومايسين ودوكسوروبيسين ومايتومايسيم وسايتارابين وغيرها توقف انقسام خلايا الشعر مسببة الصلع ولكن ما إن ينتهي العلاج حتى يتجدد نمو الشعر .
وأشارت ماكمايكل إلى بعض المحاولات لمنع تساقط الشعر أثناء العلاج الكيماوي كأغطية التبريد التي تقلل تدفق الدم إلى فروة الرأس وعددا من العقاقير الدوائية لهذا الغرض إلا أنها ما زالت تحت التجربة , وقالت إن مرضى الإيدز يصابون بعدد من المشكلات الجلدية كالأصحاء تماما ولكن بسبب وجود فيروس المرض الذي يضعف المناعة فإن هذه المشكلات قد تكون أخطر وأشد فيصابون بصلع جزئي أو كلي تبعا للحالة المرضية التي تؤثر على الشعر .
أما بالنسبة للمصابين بالذأبة الحمامية ( وهي من أمراض المناعة الذاتية التي تتميز بالحكة وتكوّن صفائح مشوّهة لمظهر المريض ) فيتعرضون أيضا لتساقط الشعر وحالات مرضية أخرى تصيب فروة الرأس .
وأكد الباحثون أن مشكلة تساقط الشعر كأي مشكلة مرضية أخرى يمكن علاجها بسهولة إذا تم الكشف عنها بصورة مبكرة لذلك يجب الانتباه لحدوث أي تغيرات في سماكة الشعر أو ملمسه لأن تساقط الشعر قد يكون إشارة إلى وجود مشكلة مرضية خطيرة .