موقع طرطوس

أهمية معالجة النسج الداعمة غير الجراحية في العيادات السنية

أهمية معالجة النسج الداعمة غير الجراحية في العيادات السنية

أهمية معالجة النسج الداعمة غير الجراحية في العيادات السنية

مقدمة في فهم الأبعاد الحيوية

يتدفق المرضى كل يوم إلى عياداتنا وهم يعانون من أعراض متشابهة تتلخص برائحة الفم الكريهة، احمرار ونزف عفوي في اللثة أو أثناء التفريش، اصفرار زائد بالأسنان على حد تعبيرهم، تراجع ملحوظ باللثة.

أما الأعراض الأكثر تقدماً فتشمل تراجعاً ملحوظاً بمستوى اللثة، ضخامات لثوية مغطية حتى السطوح الدهليزية، تقلقل بالأسنان وجيوب لثوية عميقة لدى السبر.

ولربما تساءلنا هل من المهم في مثل هذه الحالات التوجه مباشرة إلى الإجراءات الجراحية اللثوية أو تحول المريص إلى أخصائي لمعالجة اللثة والنسج الداعمة والحقيقة أنه يمكننا عمل الكثير في عياداتنا لمعالجة مثل هذه الأعراض ولتحقيق صحة لثوية مثالية باستخدام أدوات قليلة وغير مكلفة باتباع تقنيات المعالجة اللثوية غير الجراحية.

إن جوانب هذه المعالجة تتضمن إزالة القلح واللويحة الجرثومية السيطرة على هذا القلح، التجريف تحت اللثوي، تنظيف سطوح الجذور والملاط، التغطية بالمواد الدوائية موضعياً وجهازياً وعلى رأس كل ذلك جهداً مبذولاً في تغيير العادات الفموية للمريض والإشراف على تحسين العناية الفموية الذاتية.
ولعل معرفة واتقان كل تلك التقنيات أساسي لمعالجة هذه الحالات وتقديم أفضل الخدمات لمرضانا.

أهداف المعالجة غير الجراحية:

إن الهدف الرئيسي للمعالجة غير الجراحية الحديثة تتلخص بالتخفيف والتقليل من المحتويات الإنتانية والفوعة الجرثومية وخلق بيئة مساعدة مناسبة لبدء عملية شفاء النسج الداعمة.
إن نجاح وتخطيط المعالجة غير الجراحية معتمد بشكل رئيسي على فهم وتقييم عميقين للأسباب المؤهبة والمؤدية لحدوثها وبعد إجراء فحص وتقييم سريري دقيق للحالة.

ويعتمد النجاح الطويل الأمد للعلاج واستمراره على كيفية تقديم الدعم الدوري من خلال جلسات معالجة متواترة تستخدم فيها وسائل تقييم تطور الحالة وتعاون كامل من المريض بإجراءات العناية الذاتية الفموية ورفع سقفها بالإضافة إلى استعمال المواد والغسولات الدوائية التطهيرية.
سنحاول من خلال هذه السلسلة تغطية جميع جوانب هذه المعالجات بلغة بسيطة وسهلة تساعدنا جميعاً على فهمها وإتقانها.

الجيب اللثوي :

يمكن مجازياً اعتباره كيساً مغلق النهاية محصوراً بين نوعين من الجدارن من النسج الرخوة وأخرى من النسج الصلبة الرخوة مبطنة ببشرة متقرحة مبطنة بنسج ضامة ملتهبة متضمنة عدة خلايا دفاعية متعددة الأشكال وخلايا التهابية ومناعية ( Polymorphs ) تهاجر من خلال جدار الجيب لحماية النسج من الهجمات الجرثومية.

الجيب اللثوي بحد ذاته يحتوي على مزيج معقد من المفرزات والمنتجات الالتهابية وبقايا النسج المتخربة بالإضافة إلى الجراثيم ومفرزاتها.
وتتواجد مظم الجراثيم تحت اللثوية على الجدار الصلب للجيب ملتصقة بجدار السن هذا المجتمع الكامل المتشكل من كل هذه المكونات في هذه المنطقة يؤمن الحماية والتغذية والتواصل بين جميع مكوناتها.

إن تكلس اللويحة وتحولها إلى قلع يساعد على تثبيت اللويحة وزيادتها وسطح القلح مغطى باللويحة بينما باطنه يشكل خزاناً من العناصر الممرضة ( Pathogens ) وجدار الجذر بحد ذاته يشكل منفذاً للإرتشاح ويحوي ملاطاً متداعياً.

إن آلية الشفاء بعد المعالجة اللثوية تتضمن عودة الارتباط البشري على سطح السن النظيف لذلك تعتمد المعالجة بشكل رئيسي على إزالة اللويحة والقلح فوق وتحت اللثوي، وبينما تبدو المهمة سهلة في إزالة القلح من على الميناء فإن المهمة أصعب عند التعامل مع الملاط الغير مرئي في معظم الأحيان واللامنتظم في شكله أيضاً.

إن إزالة القلح السطحي من على الملاط بأدوات التقليح قد لا يكون كافياً فقد تبقى بقايا القلح مندمجة بالملاط وهذه البقايا قد تلعب دوراً مساعداً جداً في تمعدن قلح جديد تحت لثوي وهذا كله يمكن تجنبه بإزالة جزء من الملاط بواسطة أدوات التجريف تحت اللثوي هذا الملاط يجب أن يصبح أملساً وخال من القلح من أجل إزالة كل اللويحة وتخفيف الالتهاب ضمن الجيب اللثوي.
وقد تبدو مهمة إزالة كافة القلح صعبة التحقق على أرض الواقع فإن مهمتنا كأطباء تتلخص بالتخفيف من حجم تواجد الجراثيم تحت اللثوية إلى درجة كافية لبدء آلية الشفاء.

Exit mobile version