تواجه الصحافة المكتوبة تحديات جديدة كل يوم.. تزداد مع نمو قطاع الإنترنت اقتصاديا وازدياد نسبة الإقبال عليه. وفي محاولة لاستباق الخسائر التي تتفاقم يوما بعد يوم، يجتمع ممثلون عن أكثر وسائل الإعلام انتشارا في بريطانيا والولايات المتحدة ومدراء الإعلانات لمناقشة توجهات السوق في ظل الاندفاع والإقبال الكبير على مواقع الانترنت والاجتماعية منها خصوصا. ودعت شركة الإستشارات الإدارية “ماكينزي” ممثلين عن وسائل إعلام قديمة وجديدة للبحث في الموضوع مع وكالات الإعلانات لتحويل المواقع الإلكترونية التي تتضمن صورا واخبارا وفيديو ومعلومات من قبل المتصفحين إلى تجارة إعلامية فعالة. ومن المتوقع ان ينعقد الاجتماع في وقت لم يحدد بعد من الشهر المقبل في نيويورك.موقع طرطوس
الفيديو اونلاين
ويعكس الاجتماع التحول السريع الذي يخطه المشاركون في “صناعة” الإعلام وتحديدا تجاه مستخدمي الانترنت اليافعين الذين يقضون ساعات أطول على الانترنت يوما بعد يوم متصفحين مواقع اجتماعية ويتبادلون الصور والفيديو والمدونات التي يصنعونها بأنفسهم بدلا عن المضمون الإعلامي المصمم سلفا من قبل مواقع محترفة.
وساهم في هذا الإقبال الكبير خدمات سرعة الانترنت المتزايدة والتي اتاحت مشاهدة الفيديو على الويب في الوقت الذي يتزايد فيه بث افلام سينمائية وبرامج تلفزيونية أونلاين.موقع طرطوس
وتقدر قيمة الاستثمار في الفيديو اونلاين 300 مليون دولار، ألا أنه من المتوقع أن تزداد هذه القيمة إلى مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة. يذكر أن معدل الانفاق التسويقي على الانرتنت بلغ 12.5 مليار دولار العام المنصرم وكانت لخدمات البحث حصة الأسد فيها.
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة “بولت ميديا”،وهو أحد المشاركين في الاجتماع، إن المعلنين يبحثون عن طريقة ليصلوا إلى الجمهور المتنامي الذي بدأ يساعم في صنع المعلومة.موقع طرطوس
ومن المواضيع التي سيتم مناقشتها هي لوحة الإعلان التفاعلية وما اذا ستتم تحديد معايير تنظم عملية مساهمة المتصفح في المادة الإعلامية بصيغة تتوافق مع المادة الإعلانية ومتلائمة معها مضمونا ووتوجها.
وتحاول إعلانات الفيديو اونلاين أن تنبه منتجيها على أن المواد ذات محتوى عائلي قد تكون مهينة ومسيئة.
وتهدف المؤسسات الإعلامية في الوقت الحالي الى جذب اهتمام المعلنين ودفعهم للاستثمار في مجال الفيديو اونلاين… على حد تعبير مدير شركة AOL الأمركية “الفيديو أونلاين.. مستقبل جديد ينتظرنا”.موقع طرطوس
الانترنت في المرتبة الثانية
وكانت توقعات نشرتها صحيفة الفاينانشال تايمز أشارت إلى أن سوق الانترنت سيتجاوز ارباح الصحف الورقية من قطاع الإعلانات هذه السنة.
وتوقع التقرير انه بنهاية العام 2007 ستستقطب المواقع الالكترونية نسبة كبيرة جدا من الإعلانات تجعلها في المرتبة الثانية جنيا قبل الصحف المكتوبة وبعد التلفزيون الذي يحقق 12 مليار جنيه استرليني سنويا إذ ما زال يمتلك حصة الأسد.موقع طرطوس
وفاجأت السرعة، التي تحول بها المعلنون إلى صفحات الويب ،العديد من المراقبين البريطانيين، إذ كان سوق الانترنت يستحوذ على 1% فقط من قيمة المدفوعات الإعلانية منذ نحو 6 سنوات في بريطانيا، أما الآن فالوضع يتغير ويظهر ذلك في انخفاض نسبة توزيع الجرائد الورقية، كما جاء في تقرير GROUPM القابضة والمختصة بشراء وكالات الأنباء لحساب شركة WPP والذي نشرته صحيفة “الغارديان”.
التابلويد والإعلانات المبوبة
وأوضح التقرير أن صحف التابلويد كانت الأكثر تضررا جراء الانتشار الإلكتروني، وحذر من أن هجرة الإعلانات إلى الانترنت قد يكون خطيرا على الصحف الوطنية والتقليدية من منطق ربحي، وذلك وفق العائدات الإعلانية للربع الأول من العام لهذه الجرائد. ولفت التقرير إلى أن الإعلانات المبوبة توجهت أيضا نحو الانترنت الأمر الذي دفع بالباحث عن وظيفة إلى تصفح المواقع مجانا بدلا من شراء نسخة ورقية.موقع طرطوس
ويشكل مشروع غوغل الجديد، والمتمثل بإتاحة الفرصة أمام البريطانيين بتحميل موادهم ومعلوماتهم الخاصة من خلاله على شبكة الانترنت، تحديا جديدا. وهو بمثابة جرس إنذار تواجهه صحافة الإعلانات المبوبة. ويقول المدير المالي لـ “Daily Mail & General Trust” إن المجال الوحيد الذي لم يتمزق بعد بسبب صحافة الاونلاين هو الصحف الوطنية حيث لا تشهد الشبكة إطلاق مواقع وطنية بكثرة مقابل عدد المواقع المتنوعة التي تطلق يوميا… وأضاف… “في الصحف الوطنية انت تقرأ مواد دسمة لمكان جغرافي واحد.. لذلك فإن الصحافة الورقية تحفظ الانفرادية منفصلة عن العالمية”.موقع طرطوس