حين كانت صفحة آدم فكرة لم تنفذ بعد اعتقدت أن الرجال سيندفعون للكتابة فيها وإبداء آرائهم ويعتبرونها متنفسا لهم.
لكن حواء طغت على الصفحة فيما اكتفى آدم بقراءة آرائها وبدت مشاركته خجولة ومترددة فاجتهدت نصفه الثاني في تحليله وتوصيفه والغوص إلى أعماقه الثائرة والراكدة حتى أنها وصلت إلى تجريمه وتعنيفه.
واستكان لمبضع حوائه باعترافه انه يجوز لها ما لا يجوز له وتارة اخرى استكبارا واستعلاء لأنه الرجل والرجال نادرا ما يعترفون أن لهم قضية تمس وجودهم وحياتهم وطبيعتهم الذكورية.
وايضا فالرجل يعتقد أن ما لا تفهمه حواء دون كلام أو شرح فلن تستطيع أن تفهمه اذا اطال شرحه واستفاض ويظن أن مجرد الرد على ما يعتبره اتهامات هو انتقاص من هيبته واقلال من جبروته ورجولته وكلما زاد صمته زادت قوته..
اعتقد ان الرجال يحتاجون اكثر من النساء ليكتبوا ويعبروا ويجاهروا بأحاسيسهم وآرائهم.
فحواء تغضب وتبكي وتنفعل لتخفف من وطأة هذه الحياة الوعرة التضاريس وتعترف بأنه جوابها وان كانت حيرة فعنده ترجيح صوابها وان كانت خوفا فهو الضمانة واذا تاهت اهتدت ببوصلة قلبها إلى مكانه.
فلماذا لا يضع آدم قناعه الصلب المتجهم جانبا ويعترف انه حقا يعاني مثلما تعاني حواء أما آن لهذا الآدم أن يكون إنسانا أولا.
رويدة قاسم عفوف