إن أسباب زيادة الوزن كثيرة، ولو أن القاسم المشترك بينها واحد وهو فائض في كمية الطاقة المتناولة «عن طريق الطعام والشراب» بالمقارنة مع كمية الطاقة المستهلكة عن طريق الاستقلاب الطبيعي للجسم وعن طريق الحركة «المشي أو الجري…إلخ». وهذا الفائض في كمية الطاقة يختزن في النسيج الشحمي في البطن والوركين وغيرها مؤدياً إلى زيادة الوزن. ولزيادة الوزن أسباب غذائية وبيئية ووراثية ونفسية، كما أنها قد تكون ناجمة عن بعض الاضطرابات الهرمونية أو العلاجات وغيرها. وفيما يلي تفصيل لبعض هذه العوامل: 1-الغذاء: علاقة البشرية بالطعام علاقة معقدة.. فالطعام أساس للحياة، وقد صمم جسم الإنسان ليكون غاية في الكفاءة في تخزين الطاقة، ولكننا وعبر التاريخ، لم نأكل فقط لأننا جياع، وإنما أعيادنا واحتفالاتنا كلها تدور حول مائدة الطعام.
وقد ازداد الأمر تعقيداً بالنسبة للإنسان المعاصر، فالطعام ليس فقط وافراً، ولكنه أيضاً سهل التحضير، إن لم يكن جاهزاً، وهو لذيذ الطعم وشهي، وهو دسم وغني بالسعرات الحرارية. الإنسان المعاصر لم يعد يأكل فقط لأنه جائع أو لأن موعد الطعام قد حان. لقد أصبح الطعام وسيلة مفضلة لملء الفراغ ومحاربة الملل، أصبحنا نأكل لنتسلى حتى ونحن نتفرج على التلفزيون وعندما لا نجد شيئاً آخر نعمله. كل ما علينا هو التوجه إلى الثلاجة المليئة بما لذ وطاب، وإن كنت تريد طبقاً ساخناً فعليك بالمايكروويف ويكون طعامك جاهزاً خلال 30-90 ثانية.
2-نقص الحركة: وهذا من أكبر مشكلات الحضارة المعاصرة، فقد أصبحنا نعتمد على سياراتنا حتى في المسافات القصيرة، وأكثرنا يصر على إيقاف سيارته في أقرب مكان ممكن من المدخل حتى في أماكن «ممنوع الوقوف». وفي المنزل أجهزة كهربائية لكل شيء ،فنحن لسنا بحاجة إلى بذل أي جهد خصوصاً أننا نشعر بالامتلاء والوهن بعد الوجبة الغنية التي أكلناها.
3- الأسباب الهرمونية: وهذه في مجملها نادرة نسبياً وأهمها: – نقص نشاط الغدة الدرقية: وهذا المرض شائع نسبياً وإن كان لا يمثل إلا نسبة قليلة من الذين لديهم زيادة في الوزن، وهو سهل التشخيص وسهل العلاج، نسبة الوزن في هذه الحالات معتدلة ولا تزيد على عدة كيلو غرامات.
– زيادة نسبة الكورتيزون ، وهو أمر نادر له عدة أسباب، وعادة يرافقه ارتفاع في الضغط، والسكر وزيادة في الاكتئاب النفسي، وهو يمكن علاجه جراحياً بعد التشخيص المناسب.
– السمنة المركزية: ناجمة عن اضطرابات في أعماق الدماغ «منطقة تحت السرير hypothalamus » وهذه نادرة للغاية وتؤدي إلى سمنة شديدة، وعادة تكون مع زيادة مفرطة في الشهية.
– السمنة المرافقة لتكيس المبيض «Polycystic ovaries»: يرافقها اضطرابات في العادة الشهرية.
– الحمل وسن اليأس: زيادة الوزن هنا متفاوتة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن زيادة الوزن بحد ذاتها تؤدي إلى اضطرابات هرمونية مختلفة، حتى إنه يمكن القول أن كثيراً من الاضطرابات الهرمونية الملاحظة مع زيادة الوزن ما تكون ناجمة عن زيادة الوزن وليس مسبباً له. وهنا يأتي دور الطبيب المعالج في التفريق بين الحالتين.
4-الأدوية: هناك بعض الأدوية تسبب زيادة في الوزن مثل: -الكورتيزون: وهو علاج مهم يستعمل في بعض الأمراض المزمنة كالربو والروماتيزم. والكورتيزون يجب أن يستخدم تحت إشراف طبي لكثرة أعراضه الجانبية. -بعض الأدوية المضادة للاكتئاب. – الأنسولين: وذلك لعدة أسباب، أحدها اعتقاد كثير من مرضى السكر أن الأنسولين يغني عن الحمية. والحقيقة أن الحمية جزء لا يتجزأ من برنامج علاج السكر، وأن أهميتها تزداد بعد استخدام الأنسولين.
5-الإقلاع عن التدخين: بعض الزيادة في الوزن يكاد يكون قاعدة عند المقلعين عن التدخين، وقد تصل هذه الزيادة إلى أربعة أو خمسة كيلوغرامات عند كثير من المقلعين. وقد تكون الزيادة أكثر من ذلك بكثير وخصوصاً إذا عوض المقلع عن السجائر بزيادة الطعام. ويجب أن لا يتخذ المدخنون هذا عذراً لعدم الإقلاع، فمضار التدخين تفوق مضار الزيادة المتوقعة في الوزن. ولكن على المدخن أن يعقد العزم، وإن ينتبه إلى غذائه، وألا يعوض عن السجائر برحلات متتابعة إلى الثلاجة أو بالأطايب الأخرى مما خف حمله وكثر ضرره من الشوكولاته وغيرها.