موقع طرطوس

اكتشاف عضويات هائلة في العنبر الكثيف المتحجّر

إنه لشيء مذهل أن يكتشف الباحثون في عنبر كثيف جدا أنواع من القراديات يصل طولها 1 ملم وطائفة من الرخويات والدود والعنكبوت والذباب والزنبور والنمل وما يقارب ال 356حيوانا أحفوريا وطحالب وفصيلة من الأشنيات  وحتى فروع من الصنوبريات يشار إلى أن مصدر هذا العنبر الكثيف والذي يسمى بالراتنج الأحفوري يستمد جذوره من منطقة الشارانت التي ترجع إلى منتصف العصر الطباشيري (100مليون سنة ) والتي شهدت الديناصورات. وكان تم (اختراق ) هذه المادة من قبل فريق بحث في مختبر علم الأرض في جامعة رين وسوف تنتشر أعمال الباحثين فيه في دورية ميكروسكوبي في حزيران المقبل وأشار ديديه نيرودو عالم إحاثي من جامعة رين والمشارك في الدراسة أنه حتى هذا الحين يمكننا تحليل المحتويات التي يتضمنها العنبر النصف شفاف وهذا لا يمثل سوى 15% من العنبر الجاهز ومنذ عام 2003 أتاحت أشعة * في السنكرونون (المعد لتسريع الإلكترونات )النفوذ إلى داخل العظام والجماجم ما ساعد على دراسة ال (توماي ) الذي يعود إلى مليون سنة وإثبات وجود قائمتيه .موقع طرطوس

التقنية المستخدمة في صنع العنبر تدعى (رسم طيفي مجهري بتباين الصورة ) وتعمل هذه التكنولوجيا على الفوارق الفيزيائية والكيميائية للعناصر التي يتم معالجتها .ومن هنا فإن سائر الحيوانات الأخرى والنباتات التي حفظت في العنبر الكثيف ما زالت موجودة فيه إلى الآن وتبلغ الدقة هنا جزءا من ألف من المم (0,2ميكرون )وتعطي صور لعناصر تكون أحيانا أصغر من طول قرن الإستشعار عند الحشرة ثمة قطاعات تشبه قطاعات السكانر الطبية تسمح بامتلاك رؤية خارجية وداخلية عن الحيوان .موقع طرطوس

فالعناصر الواجب تجليها هنا قديمة جدا .ويرى ديديه نيرودو أن بعضا منها تنتمي إلى أنواع مازالت مجهولة حتى الآن .وأخيرا ففي داخل العنبر الصافي ثمة 60 عينة تم انتزاعها خلال أربع سنوات ,بينما أشار مالفينا لاك المؤلف الرئيس لهذه الدراسة إلى قدرته على معاينة حوالي 350 عينة بفضل هذه التقنية في جلسة واحدة فقط .لنعود ونذكر بأن العنبر هو راتنج متحجر يستخرج من أشجار فصيلة الصنوبريات المنتمية إلى العصر الطباشيري في منطقة الشارانت, وتنمو اليوم في حالتها الطبيعية في مناطق مثل نوفل كالودين ونوفل زيلاند .هذه الأشجار تفرز الراتنج بوفرة وأما الخلاف ما بين العنبر الصافي والعنبر الكثيف فيعود إلى مصادر متنوعة ومتعددة لم يتم تحديدها بعد بشكل علمي فقد يكون مصدرها أشجارا مختلفة أو ذات أصول من أجزاء مختلفة من الشجرة نفسها أو مستخرجة من مستحلب لأن الأشجار الاستوائية تنتج الراتنج في الماء وحقيقة أن القشريات ومعديات الأرجل (الرخويات ) وفصائل من الأشنية والأميبيات ووحيدات الخلية موجودة في العنبر الكثيف لمنطقة الشارانت إنما تشير إلى أن الرذاذ يضرب بالأشجار وأن الفيضانات التي تجرفها حوافي النهر تضرب أيضا أو أن الراتنج ينتج مباشرة في الماء وليست مياه البحر ببعيدة عن ذلك .موقع طرطوس

Exit mobile version