نشرت نتائج أبحاث العلماء من جامعة برادفورد في مجلة بلوس وان، وقد اتضح فيها أن التركيب الكيميائي للأسنان يعكس التغيرات في النظام الغذائي ويمكن أن يكشف عن سبب الوفاة.
فقد ساعد تحليل نظائر الأسنان على تحديد علامات الإرهاق في أنسجة الايرلنديين الذين عاشوا في منتصف القرن التاسع عشر.
وحدد علماء الآثار عادات الأكل والتغيرات الفسيولوجية لدى الناس الذين عاشوا خلال المجاعة الكبرى في أيرلندا، التي وقعت في أعوام 1845-1849. وحلل الباحثون نسبة الكربون والنيتروجين (الأزوت) في أسنان 20 شخصا من سكان مدينة كيلكيني. وقارنوا التركيب الكيميائي للأسنان، والذي يمكن تحديده عن طريق النظام الغذائي في أثناء نمو الأسنان، مع كولاجين حواف العظام. وبالإضافة إلى ذلك درس الباحثون السجل التاريخي للمواد الغذائية المتوفرة في ذلك الوقت.
وقد أظهرت الدراسة أن هذه الطريقة يمكن أن تستخدم في علم الطب الشرعي وعلم الآثار لتأكيد وفاة شخص من جراء الإرهاق أيضا.
يذكر أن مجاعة أيرلندا الكبرى أو مجاعة البطاطا الإيرلندية حدثت بين 1845م و 1852م، وتسببت في وفاةَ مليون إنسان وهجرة مليون آخر من أيرلندا، فانخفضت نسبة السكان بحوالي 20%-25% بالمئة في الجزيرة.
وكان ثلث سكان أيرلندا يعتمد في غذائه على أكل البطاطس بسبب الفقر ، وفي أربعينيات القرن التاسع عشر أتلفت آفة زراعية تُسمى باللفحة المتأخرة محاصيل البطاطس في أنحاء أوروبا، وتضررت أيرلندا بشكل كبير، فتفاقمت فيها الخسائر البشرية. ويرجع ذلك إلى عدد من الأسباب الاقتصادية والسياسية والثقافية التي لا تزال محل جدل تاريخي.
وفي أثناء هذه المجاعة استمر دفع الإيجارات والضرائب ولم يتوقف التصدير، لكن غيرت هذه المجاعة المشهد السكاني والسياسي والثقافي في أيرلندا إلى الأبد وأضحت نقطة تاريخية فاصلة في تاريخها.
هذا وأَعلنَ السلطانُ العثماني عبد المجيد الأول آنذاك عن نيتِه التبرعِ بعشرةِ آلاف جنيه إسترليني للفلاحين الأيرلنديين، فطلبت ملكة بريطانيا فيكتوريا جعلها ألف جنيه لأنها هي نفسها لم تتبرع إلا بألفي جنيه ، لكن السلطان العثماني أرسل ألف جنيه ومعها ثلاثة سفن محملة بالأطعمة.
وقد منعت بريطانيا دخولها ميناءي بلفاست ودبلن، إلا أن الأطعمة وصلت إلى ميناء دروكيدا على متن السفن العثمانية. و هناك رسالة شكر محفوظة في الأرشيف العثماني بتركيا موجهة إلى السلطان من وجهاء أيرلنديين على مساعدته واعترافاً بجميله.
وكالات