موقع طرطوس

الأذن الصمغية وأنابيب التهوية

الأذن الصمغية تعبير يطلقه العامة والأطباء على حد سواء على إحدى حالات الأذن الوسطى ( المنطقة الواقعة خلف طبلة الأذن ), وذلك حين تكون ملتهبة وممتلئة بالسائل .

والمصطلح العلمي لهذه الحالة هو التهاب الأذن الوسطى المصحوب بانصباب حيث يصبح السائل أو انصباب بالأذن الوسطى غليظاً ومطاطاً بمرور الوقت, ويصير مثل الغراء أو الصمغ, ومن هنا ظهرت تسمية الأذن الصمغية .

والأذن الصمغية أكثر المسببات انتشاراً لضعف السمع في الطفولة ومن أكثر الأسباب التي تدعو إلى دخول المستشفى لإجراء جراحة في فترة الطفولة .

وأهم العوامل المؤدية لهذه الحالة , هي مجموعة إصابات بالفراغ خلف الأذن ( الخيشوم ) وخلل بوظائف قناة استاكيوس . وفتحة قناة استاكيوس تقع خلف الأنف مباشرة وتمتد حتى الأذن الوسطى ووظيفتها معادلة الضغط داخل الأذن الوسطى مع الضغط الجوي الخارجي . ويمكننا إدراك ذلك أثناء الطيران أو الغوص, ونعاني من انسدادها حين نصاب بنزلة برد .

وقد يحدث الخلل بوظائف قناة استاكيوس نتيجة لأحد العاملين التاليين :

1-      عيوب خلقية بالحنك (سقف الحلق) كما في حالة الحنك المشقوق حيث أن وظيفة عضلات الحنك هي فتح قناة استاكيوس .

2-      خلل فيما يسمى بجهاز الأهداب المخاطية الذي يتكون من ملايين الأهداب المجهرية التي تتحرك بتناسق متناغم مبتعدة عن الأذن الوسطى تحمل وتصرف المخاط الذي قد يتجمع داخل فراغ الأذن الوسطى . وهذا الخلل قد يحدث نتيجة عدوى أو حساسية أو عوامل مناعية أو جينية .

وتشمل بعض المسببات الأخرى على : 

–   متلازمة داون .

–   تضخم النسيج الغدي في التجويف الأنفي البلعومي .

–   التدخين السلبي : فقد وجد إحدى الدراسات أن ثلث حالات امتلاء الأذن الوسطى بالسائل يرجع إلى تدخين الآباء . ووجد أيضاً أنه يؤثر سلبياً على العلاج .
ومن أبرز سمات هذه الحالة ضعف السمع الذي قد يكون مصحوباًُ أو غير مصحوب بآلام الأذن .

وهذا الضعف يتفاوت في حدته حسب شدة الحالة مع وجود أو عدم وجود التهابات أو عدوى بالجهاز التنفسي العلوي . وفي الأطفال قد يصاحبه ضعف بالكلام ونمو اللغة أو مصاعب سلوكية ودراسية . ولكن نادراً ما يشكو الصغار من ضعف السمع ويبدأ الاشتباه أولاً لدى الوالدين خاصة الأمهات , أو عند الفحوص الدورية . وهناك أيضاً أعراض غير مباشرة مثل الميل إلى العزلة, الصراخ أو رفع صوت التلفاز , ويتأكد التشخيص بالفحص الاكلينيكي للأذن بواسطة أخصائي أنف وأذن وحنجرة وباختبارات السمع .

ويمكن علاج الأذن الصمغية دوائياً أو جراحياً , فعادة ما نبدأ معالجة أي التهاب بالأنف أو حساسية باستخدام بخاخات مخففة للاحتقان ومضادات للحساسية وأدوية مذيبة للمخاط ومضادات حيوية إذا استدعت الحالة ذلك .

وننصح أيضاً بإجراء نفخ ذاتي لقنوات استاكيوس لمحاولة فتحها وتهوية الأذن الوسطى ويكون ذلك بسد فتحتي الأنف بالأصابع وإغلاق الفم جيداً ونفخ الخدين .

Exit mobile version