موقع طرطوس

الأغذية المعدلة وراثياً وأخطارها الحقيقية

الأغذية المعدلة وراثياً وأخطارها الحقيقية

الأغذية المعدلة وراثياً وأخطارها الحقيقية

ما هي فائدة الأجسام المعدلة وراثياً
إن التعديلات الوراثية الداخلة على النبات قد نفذت خدمة لأهداف مختلفة كثيراً ، فهي تهدف إلى إكساب النبات مقاومة تجاه أحد الطفيليات المعروفة للقضاء على انتشار ذلك الطفيلي أو لجعل النبات مقاوماً للأدوية الزراعية الكيماوية التي ترش للقضاء على الأعشاب الضارة . وقد يكون الهدف جعل حبات البندورة قادرة على مقاومة الفساد والتعفن من أجل تسهيل نقلها وإطالة فترة تسويقها ، أو الحصول على حبات من البن أقل احتواءً على الكافيين . أو أيضاً تحويل بعض النباتات إلى ” معمل الأدوية” . بعد إدخال أحد المورثات الصانعة للبروتينات الصيدلانية .

كان يعتقد أيضاً بإمكان التوصل إلى تبغ أقل ضرراً ( وما زالت بعض المخابر تعمل في ذلك الميدان ) ولا يسبب الكثير من السرطانات المنتشرة حالياً بسبب التدخين . كما كانت هناك محاولات لإيجاد مصل لا يتسبب عند تقطيعه في انهمار الدموع . وحتى إعادة بعض الثمار التقليدية ، التي سبق وعولجت وراثياً للشفاء من بعض الفيروسات ، التي كانت تحول دون زراعتها على نطاق واسع . وأخيراً أوجدت المخابر تشكيلة واسعة من أنواع الأرز تسمى الذهبي الغني بالفيتامين أ ( A ) الذي يساعد على تعويض النقص الشديد في الغذاء لدى 400 مليون إنسان في بلدان العالم الثالث .

إن هذه التشكيلة الواسعة من التطبيقات تؤدي إلى تعقيد الجدل حول هذه النباتات ، فبعض الأجسام المعدلة وراثياً صممت لخدمة مصالح المستهلكين . وبعضها الآخر لخدمة الذواقين. وبعضها الآخر لمصلحة المزارعين ، أو مصلحة صانعي الأدوية المبيدة للأعشاب . وبعض الناس يعمل لخدمة المصلحة العامة . وآخرون يعملون لخدمة عمالقة الإنتاج الغذائي ، وآخرون أيضاً يعملون للقضاء على الأمراض النباتية بواسطة المبيدات الحشرية .

هل الأغذية المعدلة وراثياً خطرة على الإنسان ؟

إن الحيوانات التي تتغذى بتلك الأعلاف منذ سنوات لم تظهر عليها أية أعراض مرضية أو ضارة ، ومن ناحية ثانية إن عملية الهضم تدمر الأغذية المتناولة سواء كنت معدلة وراثياً أم لا ، والمورثات الغريبة التي أدخلت على النبات عن طريق التعديل الوراثي . تصبح طبيعية كالأخريات ، فهي بحد ذاتها لا تحمل هوية أخرى ، بل تعمل ضمن آلية العملية الوراثية ، كمجرد حامل للمعلومات وحتى الآن إن جميع اختبارات التسمم والتحسس المجراة على الحيوانات في المخبر . والتي تتناول أغذية معدلة وراثياً . لم تتمكن من كشف أي اضطراب في عملية التحول الغذائي ( الأيض ) .

يبدو أن الأمر نفسه ينطبق على الإنسان ذلك أن ” وكالة الأغذية القياسية ” في بريطانيا أجرت الاختبارات وأكدت أنه ” في ظروف الحياة العادية وبوجود متطوعين . لم يتبقَّ أية  مادة معدلة وراثياً على قيد الحياة لدى مرورها في جهاز الهضم بكامله ” .

هل يمكن للأجسام المعدلة وراثياً تلويث البيئة ؟

هل يمكن للنباتات المعدلة وراثياً أن تنشر في البيئة خصائصها الفريدة ، عن طريق بذورها أو غبار طلعها التي تتصل بالنباتات البرية الأخرى ؟

قد يتصور المرء انتشار أعشاب ضارة مقاومة لكل محاولات إبادتها . وعندئذ يمكن تصور حدوث توقعات كارثية . والواقع أن النباتات المعدلة وراثياً ، شأنها شأن النباتات الأخرى المزروعة بالطرائق التقليدية المعروفة ، نباتات سهلة العطب وهشة واصطناعية لا تتلائم مع الحياة البرية ولا مع الإنتشار في الطبيعة . يقول الخبير الزراعي ” ل . م . هودبين ” : إننا لم نرقط أن الجزر الذي نزرعه في البستان قد انتشر بشكل عفوي في المناطق المجاورة وسيطر عليها ” .

ومع ذلك لوحظت حالات تسربت فيها نباتات المعدلة وراثياً ، وقادرة على الإندماج في نباتات متنوعة مختلفة القرابة معها . وهكذا وجد أن نبتة دوار الشمس اختبارية معدلة وراثياً ومقاومة للطفيليات أمكنها في الولايات المتحدة الإتصال من خلال مورثتها الأساسية ” Bt ” ( ب ت )  نبتة دوار شمس برية .

وعلى حين غرة تمكنت تلك النبتة البرية من الإنتشار حول الحقول الإختبارية ، وقد وعدت تلك الظاهرة محيرة ومثيرة للإهتمام مما حدا بالباحث ” اليزون سنو ” من جامعة ولاية أوهايو بالتعاون مع جامعات نيراسكا وأنديانا إلى إجراء بحث واسع حول تلك الظاهرة .

فزرعوا نبتة دوار الشمس تلك ، المعدلة طواعية بالمورثة ( ب ت ) وأخضعوها للمراقبة ، وكانت البذور مأخوذة من الجيل الثاني للنبات ، وتمت الزراعة في جامعت نبراسكا وكولورادو .

حيث أمكن التأكد من قدرة ذلك النبات الضار على الإنتشار بعد تعديله صناعياً . ونظراً لهذه النتائج ، فإن المشاريع المسؤولة استنكفت عن تسويق منتجتها من دوار الشمس المعدلة ، الأمر الذي يبرهن على أهمية الدور الذي تؤديه البحوث العامة ، المستقلة عن صانعي البذار .

هل خصوم الأغذية المعدلة وراثياً هم أعداء التقدم العلمي ؟

يعترف جميع الباحثين بأن خصوم الأغذية المعدلة وراثياً يؤدون خدمات جلى للعلم من خلال تساؤلاتهم المحرجة وطريقة إشارتهم إلى الأخطار التي لا يفكر فيها الإنسان حتى الآن . وهكذا ولأسباب تقنية اختبارية . كانت النباتات المعدلة وراثياً الأولى – ولا سيما الذرة المقاومة لحشرة النارية – تحمل مورثة إضافية قد تؤدي إدراجها إلى إكساب النبات صفة المقاومة ، مقاومة المضادات الحيوية ، وهذه النباتات إذا ما انتشرت في البيئة فإنها تعطي شيئاً فشيئاً خلايا منشأ جرثومية مقاومة  للمضادات الحيوية . وبذلك نسهم في الحدّ من قدرة مضادات الجراثيم المستخدمة في علاج الأمراض البشرية ، ويعتقد كثير من الباحثين أن هذا الخطر مجرد وهم وتهيؤات ، غير أن خصوم النباتات المعدلة وراثياً أصروا على موقفهم ، وعندئذ حسن علماء البيولوجيا أساليبهم ، فتخلوا عن استخدام المورثة الإضافية المضادة للمضادات الحيوية ، والنتيجة أن النبات الجديد المعدل وراثياً لم يعد يحمل أي أثر لها ، وهذه النتيجة تؤدي إلى تقبل العالم لهذا النبات الجديد .

وعلى المنوال نفسه احتج خصوم النباتات المعدلة وراثياً على وجود السم ( ب ت ) لحماية الذرة من حشرة النارية . فهم يخشون أن يؤدي انتشار غبار طلع هذا النبات المعدل وراثياً إلى القضاء على أحد أنواع الفراشات وهي فراشة ال ” مونارك ” فتصدي عض الباحثين لهذه المسألة ، وأثبتوا أنه لا توجد أية مشكلة في ذلك .. ولا سيما أي فراشة المونارك لا تحب أبداً غبار الطلع الذرة . ومارس خصوم النباتات المعدلة وراثياً مع ذلك ، ضغوطاً قوية لإجراء دراسات دقيقة على تأثيرات السم     ( ب ت ) في حين كانت النباتات المعدلة وراثياً تزرع على نطاق واسع .

هل يمكن للنباتات المعدلة وراثياً القضاء على المجاعة في العالم :

تبدي بلدان العالم الثالث المعنية اهتماماً كبيراً بهذا النوع من النباتات المعدلة وراثياً . ويزداد يوماً بعد يوم عدد البلدان التي تخوض هذه المغامرة .

فقد خصصت الأرجنتين نحو 13,5  مليون هكتار من الأراضي الزراعية لزراعة النباتات المعدلة وراثياً . وقد سبق للصين أن أنتجت على نطاق واسع ثماني نبتات معدلة وراثياً مختلفة الأنواع . ومعظمها من إنتاج المخابر الصينية نفسها . أما الهند فقد أوجدت نوعاً من البطاطس المعدلة وراثياً ، فقد أمكنها من خلال أخذ مورثة من نبات القطيفة ( أو سالف العروس ) وإضافته إلى البطاطس ، مضاعفة الحموض الأمينية الأساسية في البطاطا إلى ضعفين وحتى أربعة أضعاف . وتنوي الهند في العام المقبل ، توزيع هذه البطاطا المعدلة وراثياً على أطفال الفقراء مجاناً .

وفي جنوب إفريقيا ، أجمع المزارعون على زراعة بذار قطن معدل وراثياً يقاوم الطفيليات ، ورأو بذلك أن إنتاجهم يزداد بنسبة 50 – 80 % إضافة إلى توفيرهم مبالغ طائلة كانت تنفق على المبيدات الكيماوية .

ويقول ” ستيفن مورس ” ، من جامعة ( ريدنغ ) في بريطانيا ” لقد سعد الفلاحون ، ونحن لم نكن ننتظر مثل تلك النتائج الباهرة ” .
وكان ستيفن يشرف على تلك الإختبارات . وأكد أن المزارعين لا يتأففون من دفع ثمن مضاعف لذلك البذار الجديد .

هل النباتات المعدلة وراثياً سلاح للهيمنة على صناعة الزراعات الغذائية ؟

هذا صحيح ، فالمحاولة تبدو قوية ، فالبلدان الأربعة للبذار في العالم – ومنها مجموعة ليماغران الفرنسية – تتحكم في الموارد الزراعية العالمية ، وهي تفرض في كل مكان من العالم بذارها المعدل وراثياً والذي يستخدم لمرة واحدة ، أي أن على المزارع شراء البذار مجدداً في كل عام ، أي أنه يخضع للإحتكار .

ثمة خارطة محددة ونهائية لمورثات ” حبوب الفقراء ” ينتظر ظهورها قبل نهاية العام الحالي .
وهي يجب أن تتيح في مخابر البحوث العامة إنتاج أنواع مختلفة من النباتات المعدلة وراثياً تتمتع بكفاءة عالية ، فهي تقاوم على سبيل المثال الجفاف والعطش أو المياه المالحة ، أو تعطي إنتاجاً محسناً جداً أو مقاوماً للطفيليات ، إلخ ..

أما الأرز الذهبي  فهو من ناحيته . أحد الأنواع المعدلة وراثياً وهو غني بالفيتامين أ ( A ) والحديد ويتوقع انتشاره على نطاق واسع جداً في جميع أنحاء العالم .

Exit mobile version