المداواة اللبية جزء مهم من طب الأسنان والعمل فيه يتم ضمن حجرة اللب والأقنية الجذرية وهو مكان ضيق جداً ومظلم جداً . و لا يمكن أن تتم المعالجة بشكل ناجح دون إضاءة كافية، وإذا أضيف التكبير فلا بد أن يكون العمل أسهل . ومع الأسف لا يمكن أن يصل نظر الطبيب لأكثر من قاع حجرة اللب أما مداخل الأقنية فهي غالباً ما تكون غير مرئية خاصة بالنظر المباشر . وللأسف فلا يمكن أن نعالج منطقة في حجرة اللب ومداخل الأقنية إلا إذا كانت ساحة العمل مضاءة ومرئية بشكل جيد .
لذا فقد فكر كثير من الأطباء العاملين وأطباء الأسنان باستعمال عدسات مكبرة وأدوات خاصة قد تكون معقدة في بعض الأحيان أثناء العمل الجراحي أو العمل اللبي . كذلك لا بد من استخدام منبع ضوئي صادر عن ألياف ضوئية تلبس وتوضع على رأس الطبيب تعطي الضوء لساحة العمل بدرجات متفاوتة من الشدة ( مثل الجهاز المستعمل في طب الأذن والأنف والحنجرة ) .
كثير من الأطباء الاختصاصيين وخاصة أطباء العيون والبصريات . فكّروا باستعمال أدوات إضاءة وتكبير وأجهزة مكروسكوبية لحل هذه المشكلة عندهم . العمليات المجهرية الجراحية مطبقة منذ عام 1940 في مجال طب الأسنان في مجال المداواة اللبية حصراً ، وذلك في المعالجات القنوية المتضيقة والمتكلسة عند مداخلها . كذلك الأقنية التي تحوي أبراً وموسعات لبية مكسورة ومتروكة داخل الأقنية . كذلك الأوتاد الجذرية والحشوات السيئة بقصد تفريغها من الحشوات السابقة وإعادة حشوها من جديد . كذلك في تشخيص التصدعات والشقوق والتشوهات التشريحية في حجرة اللب ولمعة الأقنية .
العمليات اللبية المجهرية في طب الأسنان يمكن أن تتم بمشاركة عدة ترتيبات والاستعانة بعدة تجهيزات تشمل معدات بصرية تصويرية وإضاءة وأدوات تسجيل فيديو ، منظار مجهري .
والذي يشمل على منظار ثنائي العيون مركب على قاعدة متحركة يمكن أن تدور وتنحني بعدة اتجاهات ، ويعلو المنظار عدسات تكبير عينية لتكبير وتضخيم الخيال الضوئي بدرجات متفاوتة ، وعدسات جسمية للمطابقة والإحكام الدقيق يتراوح التكبير الأعظمي لهذا المجهر ما بين 2,5´- 30 ´ حسب تعليمات المصدرالمصنع للجهاز . والجهاز نفسه مزود بمصدر ضوئي يعتمد على مبدأ الألياف البصرية وذلك لإنارة وإيضاح ساحة العمل . وهناك طقم آخر بالترتيبات والمواصفات نفسها يمكن أن يستعمله طبيب آخر مشارك في العمل أو الممرضة المساعدة أو طالب مساعد لترى منه ساحة العمل لغير الطبيب المعالج . هناك اختيار فني آخر . وهو مصدر ضوئي إضافي للتفريق بين من يعمل الكاميرا أو الفيديو .
أو أنهما يعملان معاً من خلال ساحة (35) ملم أو الكاميرا الرقمية (إذا كانت الكاميرا مركبة وهي التي تعمل ) تظهر الصورة عادة على شاشة (مونيتور) A . VCR مما يمكن معه تسجيل المنظر من الشاشة على شريط تسجيل وذلك لأغراض تعليمية مدرسية أو لأغراض تثقيفية للمريض نفسه . وهذا الجهاز المجهري يمكن أن يركب على الجهاز السني مثل جهاز الأشعة العادي أو أن يثبت على الجدار قرب جهاز الطبيب أو على سقف العيادة فوق الجهاز السني . وقد يصمم بحيث يوضع على عربة متحركة أرضية يمكن نقلها بين غرف العيادة المختلفة حسب الحاجة . المرايا المجهرية والمركبة على الجهاز والمستعملة في المداواة اللبية هنا هي مرايا ذات أشكال متعددة حسب الغرض وهو يتراوح بين 2 – 3 ملم حتى تكون ملائمة لأغراض الرؤية العاكسة للخيال المطلوب في المداواة اللبية . حيث لا يمكن استعمال النظر المباشر أو العين المجردة. وهذه الأشكال هي التي أدت إلى تطوير هذه الأدوات في الجراحة المجهرية خاصة في المداواة اللبية وهي عمليات صعبة ودقيقة طبعاً .
– هناك أدوات إضافية لازمة في العمليات الطبية والمداواة اللبية ومداواة وجراحة اللثة وهي مجال عمل طبيب الأسنان .
وهي على الترتيب أولاً منظار لبي، وهو يقوم بفحص ومعاينة داخل الحجرة والحفرة السنية . ثانياً عناصر وأدوات تتألف من أنبوب بصري ذي منبع ضوئي عالي الكثافة مثل (المنظار الذي كان يستعمل أولاً عند الفيزيائيين زمن العالم هيبوقراط منذ عام 460 – 375 قبل الميلاد والذي كان يفحص به مداخل الأجسام المختلفة الدقيقة من خلال أنبوب بسيط ) .
– المنظار اللبي الحالي لم يتطور إلى الوضع الذي هو عليه الآن إلا بفضل K. H. Hoplius عام 1952 الذي أضاف اسطوانة من الكوارتز الى الأنبوب . هذه الأسطوانة مكنت الضوء أن يمر بسهولة ممراً معه الخيال الذي ينعكس من ساحة العمل . وهو أول من أقر باستعمال وفائدة استعمال منظار لبي في طب الأسنان .
– وقد وصف Shulman Held.et.al Leung وصف هؤلاء معاً كيفية استخدام المنظار اللبي في حالات الجراحة السنية والعمليات اللبية .
– وقد قام Bahcall.et.at بوصف أصول وتقنيات المنظار اللبي وكيفية تطبيقية في العمليات السنية وبالمناسبة فإن الجهاز معقد قليلاً ويحتاج إلى فترة زمنية قد تكون طويلة من التدريب والممارسة العملية لمدة أسبوعين على الأقل وهذه المدة قد تمدد على ثلاثة شهور للتعلم على استعمال المنظار . الجهاز لا يتعب العيون وذلك لوجود مرايا عاكسة للخيال . حركة الجسم تكون قليلة مما يوفر راحة أكثر للطبيب .
– الجهاز المكروسكوبي هذا مثبت على عربة صغيرة متنقلة سهلة الحركة في العيادة من غرفة إلى غرفة أخرى . يمكن للطبيب ومساعدوه مشاهدة ساحة العمل على شاشة تلفزيونية . مزود بكاميرا تصويرية يمكن أن تلتقط الصور المطلوبة من داخل الفم – تثبيت الجهاز ضروري جداً أثناء العمل .
الجهاز المنظار هذا مزود بعدة أغماد ( جمع غمد) ذات رؤوس مختلفة الأشكال للأغراض المختلفة الاستعمالات وذلك حسب شكل نهاية كل رأس عامل منها .
مثلاً الرأس ذو الغمد الذي يشبه رأسه شكل شوكة الطعام يمكن أن يستخدم على مدخل الأقنية عند تثبيته على السطوح الجانبية للأقنية الدهليزية واللسانية في الأسنان المتقاربة . كذلك الغمد ذو الشكل عند رأسه مشرشر أو مسنن الرأس يمكن أن يثبت على السطوح العظمية عند تصوير المعالجات اللبية الجراحية .
– النهاية العاملة للمنظار تأتي على شكل عدة زوايا . تكون الزاوية أولاً تساوي الصفر حيث ينظر الطبيب من المنظار مباشرة إلى ساحة العمل . أما إذا كانت الزاوية عند النهاية العاملة تساوي (300) حيث تنعطف زاوية الرؤية بعيداً عن ساحة العمل دون الحاجة إلى منظار إي إلى حجرة اللب مباشرة دون إعاقة .
المنظار القمري هذا هو جهاز جديد التصميم . وهو ما زال في طور التجديد والتطوير والتحديث المطّرد في المداواة اللبية وبشكل نوعي .
الجهاز هو جهاز يشبه المنظار المستعمل في التكبير والتنظير في المداواة اللبية . ومقدار التكبير في مسبره يعادل (0,7 ) ملم للزاوية الثابتة وقد طور بحيث زود بقنينة بلاستيكية ( بدل الكوارتز) في مقدمة المنظار لتسمح بالضوء والخيال ليمر ويدور مع المسبار ليعود إلى مبرد لب ذو قطر # (80) من المبارد المستعملة في المداواة اللبية . أو ما يعادل سنبله من سنابل Get – Gpeden أو مثاقب peeso في الموسوعات الآلية وعندها تدخل في لمعة القناة إلى منطقة الثقبة الذروية الداخلية . وترى بالمنظار بوضوح الجدران والحشوات السيئة والبقايا اللبية والنفايات العفنة . كذلك تكشف العيوب التشريحية على مسار الأقنية .
– هناك أخيراً منظار آخر ثابت الزاوية ( زاوية الرؤية فيه صفر ) وهو يستخدم في المداواة اللبية الجراحية . والمستقبل يمكن أن يزودنا بمناظير ذات تكبير وإضاءة أكثر فائدة وأقل تعقيداً وأقل كلفة ولا حدود للمجالات العلمية في المستقبل .
الدكتور محمد زهير النحلاوي
جامعة دمشق