موقع طرطوس

الإنسان القديم والمسكرات

كان الطبيب الهولندي ” أوجين دوبوا” الفرنسي الأصل قد اكتشف في جاوا سنة 1892 عظم ساق نسبة إلى إنسان كان حسب ظنه يعيش في عصور ما قبل التاريخ.

لكن كبير الأطباء في ذلك العصر أي الالماني ” رودولف فيرشوف” كذب تلك النظرية فقال أن عظم الساق هذا ليس سوى عظم إنسان معاصر مات من داء في ساقه.

فانطمس اكتشاف الطبيب الهولندي مدة ثلاثين سنة . ثم عاد الاختصاصيون ففحصوا ذلك العظم في صندوق وقالوا أنه بلا أي شك عظم ساق إنسان كان يعيس منذ 400 ألف سنة .موقع طرطوس

ودحضوا يومئذ زعم الألماني ” غيرشوف” وتهكموا عليه كما كان هو قد تهكم على الطبيب الهولندي .
غير أنهم لما فحصوا عظم ساق إنسان جاوا ، أخذوا يتساءلون بمزيد القلق عن سبب الورم الباقى في العظم . فلسبب ظل مجهولاً كانت قد خرجت بعظم الساق ” زيادة” عظمية تشبه الورم !موقع طرطوس

ولم يعرف السبب إلا عندما اكتشف الطبيب الإسباني ” سوريانو” مثل هذا الورم العظمي لدى بعض المرضى الذين كان يعالجهم . وكان أولئك المرضى مشهورين بإدمان الكحول والمسكرات .

ولكن ماذا عس أن يشربه من المسكرات إنسان جاوا في تلك العصور الغابرة ؟

عكف الطبيب الاسباني على البحث مدة سنين لاكتشاف السر. وانتهى إلى هذه النتيجة : ليست الكحول بحد ذاتها السبب في مادة ” فلوور” المضافة إلى الخمور الرخيصة الرديئة ابتغاء تحسين طعمها.
والواقع أن إنشاء الكهوف كان محاطا بالأراضي البركانية الزاخرة بمادة ” فلوور” وهذا مايفسر الورم الباقي في عظم ساق إنسان جاوا .موقع طرطوس

وليس هذا التفسير بغريب . فإن إنسان ” نياندرتال” أيضاً ثبت أنه كان مصاباً بعدة عاهات بدنية من جراء الأراضي المحيطة به . فإن آثار ارتخاء العظام أو ” الخرع” ظاهرة على البقايا المتحجرة من هذا الانسان القديم . والسبب أنه كان ينقصه المقدار اللازم من فيتامينات “د” المكافحة للخرع .

Exit mobile version