موقع طرطوس

البحر أغنى متحف في العالم

منذ آلاف السنين وآثارات رائعة لا تحصى ولا تعد راقدة في قاع البحر …  في نهاية القرن التاسع عشر قال ” سلمون ريناخ ” عالم الاثارات الشهير أن مصدر علم التاريخ والحضارات موجودة في قعر البحر . وعند اكتشاف لباس الغوص سنة 1948 ، وبعد أن تطورت طرق الارتياد البحري ، تحققق قول ” ريناج” وبدأت الكنوز المطمورة في البحار تروي قصصها . فقام ” جال بيرو” باكتشاف بقايا سفينة ” التيتان ” الشهيرة .موقع طرطوس

بينما كان هنري بروسارد يشير إلى المواقع الأثرية الموجودة على ” الكوت دازير” في فرنسا . كذلك قام جاك كوستو الذي ما زال يدهش العالم باكتشافاته ، بإنشاء غواصته الصغيرة التي أوصلته إلى أعماق البحار ، ومع ازدياد عدد محترفي الغوص ، ازدادت الاكتشافات وخاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط ( بسبب صفاء المياه فيه) والبحر الشمالي والبحر الأسود والمكسيك.موقع طرطوس

من القوارير إلى الزوارق

وتحتل القوارير مركز الصدارة بين الأدوات التي انتشلت من البحر ، فهي تلفت الأنظار بسبب جمال شكلها وأناقتها وتنوع المواد التي صنعت بها … إنما لا يجوز أن نزيد الاهتمام بها فنبتعد عن الأدوات أو الآثارات الأخرى التي قد تكون أكثر أهمية منها ، فعلم الاثارات يرتكز على الاكتشافات العديدة الأخرى ، كاكتشاف سفينة ” وازا” التي نورت العلماء عن حضارة السويد في القرن الثامن عشر ، أو اكتشاف القرى الواقعة في يوكاتان بالمكسيك .. أو العثور على زوارق محصنة ومزودة بالأسحلة أعطت فكرة عن الحروب التي وقعت منذ آلاف السنين … في أميركا.موقع طرطوس
وحري بالتنويه أن الآثارات الموجودة تحت البحر بعكس تلك الموجودة على اليابسة ، تدخل المتحف الكبير الذي هو البحر وتبقى على حالها إلى أن يكتشفها الإنسان .ومازالت السفن المحطمة والبواخر المطمورة محفوظة تحت البحر بين الأسماك وجثث البحارين وكأنها تحطمت منذ لحظات .

خلاف بين الغواصين وعلماء الآثارات

لقد نشب خلاف عنيف بين الغواصين وعلماء الاثارات في فرنسا بسبب الاكتشافات الأثرية العديدة ـ فالغواص يقول أن لولاه لما وجدت الآثارات بينما يعتقد العالم أن تفسيراته هي التي تعطي الاكتشافات أهميتها .وقد أدى هذا الخلاف بالغواصين إلى نهب الكنوز المطمورة في البحر وبيعها ( بمعدل مئتي دولار للقارورة الواحدة ) بدل من تسليمها إلى علماء الآثارات .موقع طرطوس

إنما يبدو لنا أن الفريقين على حق ، ويجب إعطاء بعض الامتيازات للغواصين شرط أن يأتوا باكتشافاتهم لعلماء الآثارات إذ تتطلب عملية حل رموزها خبرة لا يتحلى بها سواهم ، كما وأن سلسلة من الاجراءات يجب أن تتخذ قبل المباشرة بعملية الارتياد البحري ( مسح مكان الارتياد وتصويره وتقسيم العمل الخ…) وبعدها يجب حفظ الأدوات المكتشفة عن طريق معالجتها بطرق كيماوية .وقد ظهرت دلائل الانفراج فيما الآثارات أصبحو اليوم … غواصين !موقع طرطوس

Exit mobile version