منذ اكتشاف الفيروس المسبب الالتهاب في العام 1989 وسبل علاجه في تقدم مستمر ، وقد بات اليوم يقود الى الشفاء التام على رغم آثاره الجانبية المزعجة .
لقد أصبح هذا الوباء خلفنا أو على الأقل لم يعد تلك المشكلة المستعصية ، هذا ما أعلنه بتفاؤل أخصائيو امراض الكبد في أعقاب مؤتمر جمعيتهم الأوروبية في أيار الماضي . لقد لجأ الأطباء منذ وقت بعيد جداً إلى استخدام الأدوية المضادة للفيروسات ، لكن فكرة مزجها أتت بثمار غير متوقعة وفتحت الباب أمام الحديث عن شفاء تام من هذا الداء الفتاك في 88 في المئة من الحالات المعتدلة من التهاب الكبد أو ” الإيباتيت ” من فئة C . للأسف هذا لا ينطبق على فئات الالتهاب الأخرى والأكثر شيوعاً ، حيث تشفى حالة واحدة من حالتين .
حقنة واحدة
يلاحظ الأخصائيون اليوم أنه حتى المرضى الذين يعانون في مرحلة متقدمة من هذا الالتهاب يستطيعون التوصل إلى استقرار في حالتهم ، والمدهش ايضاً أن العلاجات شهدت نجاحاً حتى في حالات تليف أو تشمع الكبد cirrhoses التي كانت ميؤوساً منها فيما مضى ، إذ تراجعت التليفات بنسبة 30 في المئة . والفضل في التوصل إلى هذه النتائج الجيدة يعود إلى الدمج بين العقار المضاد للفيروسات Ribavirine وعقار الـ Interfron الذي يجمع خصائص مضادة للفيروسات إلى جانب مفعوله المضاد للسرطان والتليف والمحصن للجهاز المناعي . وحديثاً عرف هذا العقار تقدماً مع تحسين فعاليته ، وقد أصبحت حقنة واحدة من هذا المزيج كافية مرة واحدة في الأسبوع عوضاً عن ثلاث حقن كما في السابق .
يبقى أنه على رغم توافر الأدوية الفعالة ، مازال العلاج صعب المتابعة بسبب طول أمده ( من ستة أشهر إلى سنة ) ، وبسبب آثاره الجانبية من إرهاق وغثيان وتساقط للشعر وأحياناً انهيار عصبي ، وهي جميعها أعراض تجبر المرضى أحياناً على التقوقف عن اداء مهنتهم أو نشاطهم المعتاد . من هنا اهمية طمأنة المريض ورفع معنوياته ومنحه الحوافز للمتابعة .
علاجات جديدة
يلاحظ الأخصائيون أيضاً أن 15 في المئة من المرضى يفشلون في متابعة علاجهم وأن المساعدة النفسية واستخدام مضادات الاكتئاب تساعد في تخفيف هذه النسبة إلى النصف ، وهم يرون أن متابعة العلاج مهمة لأن النتائج تتوقف على الكمية المتلقاة من عقار الـ Interferon وعدم متابعة العلاج قد يؤدي إلى تليف أو سرطان الكبد . ثمة عاملان آخران يؤثران على تطور التهاب الكبد من فئة C ، وهما الكحول والسمنة اللذان يقلصان فعالية العلاج .
ونشير أخيراً إلى أن علاج هذا الداء سيشهد المزيد من التقدم ، ويجري حالياً اختبار مزيج من ثلاثة أدوية . والمطلوب هو إجراء تشخيص هذا المرض وتطوير تقنياته ، لأنه حتى في البلدان المتقدمة كفرنسا مثلاً يجهل 200 الف من بين 600 الف مصاب حقيقة حالتهم . وبفضل التطور الجديد اصبح بالإمكان الكشف عن داء التهاب الكبد بواسطة تحليل للدم عوضاً عن عملية استئصال وزرع نسيج صغير من الكبد Biopsy ، وسوف يساهم هذا التطور في تقنيات التشخيص في تحسين الحصول على العلاجات المناسبة .