من الصعب جدًا معرفة متى تم اكتشاف الأحذية بدقة، لأنها لا تتحجر، وبعبارة أخرى، لا يمكن حفظها بسهولة بالسجل الأثري كما يقول دانييل ليبرمان، رئيس قسم علم الأحياء التطوري البشري في جامعة هارفارد.
ذكرت مجلة “ديسكوفر” أن الإنسان بدأ محاولة المشي على القدمين قبل 6 أو 7 ملايين سنة، وهذا ما يمثل أحد مظاهر تطورات الجنس البشري، إن لم يكن الأعظم. كما توضح وسائل الإعلام أن التحرك على القدمين أكثر كفاءة بكثير في استغلال الطاقة من استخدام الذراعين والساقين للمشي أو للتحرك. ولكن متى خطر ببال الإنسان أن يحمي قدميه من خلال استخدام الأحذية؟
من الصعب جدًا معرفة متى تم اكتشاف الأحذية بدقة، لأنها لا تتحجر، وبعبارة أخرى، لا يمكن حفظها بسهولة بالسجل الأثري كما يقول دانييل ليبرمان، رئيس قسم علم الأحياء التطوري البشري في جامعة هارفارد. ومع ذلك، فقد كشفت الأبحاث المكثفة عن أدلة على وجود الأحذية في عصور ما قبل التاريخ.
عظام متخلفة.. ولكنها قيمة
لفترة طويلة، كانت أقدم الأحذية المعروفة تعود لإنسان أطلق عليه العلماء اسم “أوتزي، رجل الثلج”. وتم العثور على هذا الرجل الذي ينتمي للعصر النحاسي في عام 1991، وتم تحنيطه في نهر جليدي بأوتزتال في سلسلة جبال الألب الشرقية الوسطى على الحدود بين النمسا وإيطاليا.
في العام 3350 قبل الميلاد، ارتدى أوتزي أحذية متطورة تثير الدهشة. وكانت مبطنة بالفرو، ومغطاة بوسادة من العشب مما يوفر مقاومة للبرد والرطوبة، حتى أن الباحثين أعادوا إنتاجها ووجدوها مريحة للغاية عند ارتدائها.
منذ ذلك الحين، تم اكتشاف أمثلة أقدم، أشهرها حتى الآن هي صنادل “غريت بازان”، والتي تم العثور عليها في ولاية أوريغون بالولايات المتحدة الأمريكية. وصنعها السكان الأصليون من مادة اللحاء، ويعود تاريخها إلى أكثر من 10000 عام.
ولكن وفقًا لليبرمان، حتى لو لم تبق أي قطع أثرية قديمة حتى يومنا هذا، فمن المحتمل أن الأحذية كانت شائعة بين البشر في عصور ما قبل التاريخ قبل 35000 إلى 50000 سنة.
وفي دراسة أجريت عام 2008، قام الباحثون بتحليل عظام أصابع القدم البشرية التي يعود تاريخها إلى 40 ألف سنة. ووجدوا أن بعضها كان ضعيفا إلى حد ما ومتخلفا مقارنة بعظام السكان الأصليين الأكثر حداثة، والمعروفين بأنهم حفاة القدمين باستمرار. وبالتالي فإن التطور الأقل قوة لهذه العظام يشير إلى وجود نوع من الأحذية قبل 40 ألف سنة.