موقع طرطوس

الحـلـيـب غذاء كامل للجميع

التلميذ الذي لا يتغذى جيداً يجد صعوبة في متابعة التحصيل العلمي . فالبطن الخاوية لا أذن لها .. قبل أن نقلق بشأن إصلاح البرامج التربوية ، يجب أن نبدأ أولاً بتوفير المساواة في الخطوط الغذائية .

قبل عشرين عاماً ، درجت العادة على توزيع الحليب مجاناً في المدارس . والحليب هذا غني بالبروتينات والفيتامينات والكالسيوم ولهذا يسمح بتجنب نقص التغذية الأخطر . لسوء الحظ ، أسفرت مقررات الوحدة الأوروبية التي التزمت بها الإدارة الفرنسية عن تخفيض مخصصات برنامج توزيع الحليب في المدارس إلى النصف خلال السنوات الخمس الأخيرة .

كما أن منتجي الحليب كانوا يفيدون من هذا البرنامج للخلاص مما يتكدس عندهم من إنتاج زائد ، أما اليوم فوجدوا طريقاً آخر لتصريف إنتاجهم .

الحليب = خليط من المغذيات الأساسية
الحليب ومشتقاته مصادر أساسية للبروتينات في الغذاء . وإلى جانب كون هذه البروتينات من نوعية ممتازة ، فإنها تتميز بسهولة امتصاصها من قبل الجسم . ويحتاج الراشد تقريباً إلى نصف ليتر يومياً .
عند تناول هذا المقدار مع الحبوب والخضار والبيض ، يحصل الجسم على الأحماض الأمينية الضرورية لحصول الأيض.

للمعرفة

·  كوب من الحليب = 300 ملغ من الكالسيوم = كوبان من اللبن الزبادي = 300 غرام من الجبن الأبيض = 80 غراماً من جبنة كاممبير ( camembert ) = 30 – 40 غراماً من الجبنة بالعجين المطبوخ .

·  عند تناول كوب الحليب دفعة واحدة ، يتخثر هذا الحليب ويتحول إلى وزن مندمج في المعدة ، وهكذا تجد العصارات الهضمية صعوبة كبيرة في عملها الرامي إلى تذويبه .
وعند تناول الحليب في دفعات متعددة ، يتخثر الحليب في كتل صغيرة يسهل هضمها .

الحليب النيىء : هذا حليب مأخوذ تواً من ضرع البقرة دون معالجة حرارية . هذا النوع من الحليب ما عاد موجوداً في الأسواق اليوم ، وسبب ذلك يعود إلى أن مدة صلاحيته تنتهي خلال يومين فقط .

الحليب الطازج المبستر : هذا الحليب معرض لمعالجة كيميائية تخليه من الجراثيم . يحفظ في مكان بارد ويستهلك خلال أسبوع بعد فتح القارورة .

الحليب المعقم : هذا الحليب مغلي لربع أو ثلث ساعة على حرارة تصل إلى 115 درجة مئوية . أما الحليب المعقم على حرارة مرتفعة جداً فيغلى على درجة 150 مئوية وتحت ضغط عال لثوان معدودة قبل أن يبرد سريعاً . هذه المعالجة تسمح لهذا الحليب بالحفاظ على قيمته الغذائية وعلى مذاقه الأصلي . تمتد مدة صلاحيه الحليب المعقم إلى 3 أشهر . بعد ذلك ، يشعر المستهلك بتبدل واضح في مذاقه .

الحليب المكثف : يكون جافاً أو كثيفاً جداً ، ولا يعالج حرارياً . وما أن يضاف إليه السكر حتى يلعب هذا الأخير دور العامل الحافظ .

الزبدة : تصنع الزبدة ( الكريما ) بفعل القوة النابذة. وهذه الذبدة 3 أنواع : النيئة غير المعالجة ، والمكثفة أو السائلة المبسترة والغنية بالمواد الدسمة ( أكثر من 30 بالمئة ) ، والخفيفة المحتوية على 12 – 30 بالمئة من الدسم وتكون هذه مبسترة أو معقمة وفق حرارة طبيعية أو حرارة مرتفعة جداً .

لبن الزبادي : أصل هذا اللبن من آسيا الصغرى وقد تطور إلى هذه الحال بسبب الحاجة إلى الحفاظ على الحليب وتسهيل هضمه . ويتحول الحليب إلى لبن بفعل عمل جرثومتين هما ( Streptococus ( Lac- Thermophilus ) tobacillus  Bulgaricus) . بعد الاختمار ، ينبغي أن يصل تعداد هاتين الجرثومتين الحيتين إلى ما يقارب 10 ملايين جرثومة في كل غرام .

ما هو ال bifidus ؟
إنها جرثومة في الحليب ( bifidobacterium ) ينسب إليها عمل مسهل للهضم المعوي . فهي تحول الحليب إلى مادة هلامية لم تصل بعد إلى حدود إمكانية تسميتها شرعياً باللبن .

فوائد الحليب

عند بلوغنا سن الرشد ، يتراجع استهلاكنا للحليب تدريجياً حتى ينقطع إذ نعتمده غذاء الأطفال ومسؤولاً عن حصول السمنة . لكن هذا الحليب مصدر أساسي للكالسيوم وهو ضروري في كل مراحل النمو الجسدي مدى الحياة .

وحده الحليب قادر أن يلبي حاجات الجسم الغذائية كلها خلال الشهور الأولى من الحياة . فهو يختزن كل العناصر الأساسية والضرورية للنمو والتطور للكائن البشري .
عند بلوغنا ، نبدأ باستبدال الكوب الصباحي من الحليب بالقهوة أو الشاي . لكن اعتبار الحليب الغذاء الرئيسي في نظام غذاء الأطفال والمسنين يجعله أيضاً على قدر كبير من الأهمية للراشدين . إذا لو تابعوا تناوله لحافظوا على قوة هيكلهم العظمي وتحصنوا من مرض ترقق العظام .

الحليب التجاري قيمة حقيقية وأكيدة

منذ اكتشاف عملية البسترة ، أي قتل الجراثيم المؤذية في الحليب ، أمسى هذا الحليب آمناً لا خوف منه . والاطمئنان هذا سائد في أوروبا وخصوصاً بعد التخلص من كل الأبقار التي أصيبت بمرض جنون البقر . حتى أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن جرثومة هذا المرض لا تنتقل إلى الحليب .
لكن هذا لا يستثني الخطوات الوقائية التي ينبغي اتخاذها عند استهلاك الحليب النيء . فواجب غليه قبل شربه وحفظه في الثلاجة واستهلاكه خلال 48 ساعة فقط .

نصائح مفيدة

·  إن كنّا لا نحب طعم الحليب ، يمكننا تعطيره بالقليل من الكاكاو أو الشاي أو القهوة .
·  وممكن استهلاك الحليب مخفوقاً مع فاكهة طازجة ، وهكذا نحصل على فوائد الكالسيوم والفيتامين في وقت واحد .
·  الحليب و ” الكورن فلايكس ” فطور كامل الغذاء .
·  يمكن أيضا طهي الحليب مع الأرز للحصول على غذاء كامل بدهون مناسبة وخفيفة .
·  ولضعيفي البنية يمكنهم الاعتماد على الحليب ومشتقاته إذ أنها مصادر أكيدة للبروتينات ، والكالسيوم .

Exit mobile version