توتر عصبي ، إنفعال ، غضب ، حالات يواجهها البعض بشدّ الفكّين وصرّ الأسنان من دون انتباه ، وسرعان ما تؤدي هذه العادة إلى تلف الأسنان وتآكلها .
كيف نحميها من مضاعفات هذه المشكلة ؟
توقظين شريكك ليلاً لأنك لم تعودي تستطيعين النوم بسبب هذا الأزيز المزعج ؟ أو يوقظك هو ؟ وتتكرر هذه الحال مرتين ، أو ثلاث في الليلة الواحدة ، لا بأس ، إنها حالة مرضية تُعرف بصرير الأسنان اللاإرادي Bruxisme ، وتطرأ في الليل كما في النهار .
تُلاحظ خارج فترات المضغ والبلع ، أي في الفترات التي تتلامس فيها الأسنان بشكل طبيعي . ولا يشكل الصرير خلال النهار مشكلة حقيقية ، لأنه يخضع لإرادتنا بالقدر الذي نستطيع التحكم فيه بعدم شدّ الفكين وإرخائهما ، لذا يأتي التصادم لفترة قصيرة من دون أن يشكل ضغط الأسنان على بعضها خطراً مهماً .
أما في الليل فتزداد هذه الحركة بغياب أي تحكم إرادي وقد تستمر خلال كل مرحلة النوم التناقضي ، أي مرحلة حركة العين السريعة REM مسببة تصادماً عنيفاً بين الأسنان وصوتاً يوقظ النائمين . ففي خلال ليلة واحدة قد يدوم الصرير من ست إلى ثماني دقائق ، والنتيجة : تآكل ميناء الأسنان وبعدها طبقة العاج ، فتصبح الأسنان حساسة لتبدل الحرارة والمأكولات الباردة والساخنة والحمضية ، حتى إن الإصابة تمتد أحياناً إلى عصب السن وقد يتفتت إلى قطع صغيرة .
جلسات استرخاء
بحسب إحصاءات أطباء الأسنان فإن 80 في المئة من هذه الحالات ليست ناجمة عن أي وضعية سيئة للفكين أي طريقة التقاء الأسنان العليا بالسفلى . إنها في الواقع ظاهرة ناجمة عن الإجهاد ، تماماً كما يعمد البعض ، بشكل غير إرادي تحت مفعول الضغط والعصبية إلى عضّ شفاههم أو قضم أظافرهم .
حتى الآن ، لم يتم التواصل إلى أي علاج يقضي على سبب الصرير ، ويعتمد عمل طب الأسنان على تلافي النتائج والمضاعفات وذلك من خلال وصف قطعة بلاستيكية صلبة هي أشبه بنضوة الحصان توضع فوق الأسنان وتُعرف بالميزاب Gouttiere أو تكون هذه القطعة مصنوعة من الرزين تقولب بشكل الأسنان وتحميها من التصادم .
ثمة علاجات أخرى ولكنها ليست بنفس الفعالية ، ومنها ما يُعرف بالملاقط توضع على الفكين وتتصل بساعة منبه ، ينطلق ليوقظ النائم عندما يبدأ بصرّ أسنانه . لكن مفعول هذا العلاج يتوقف بعد الإقلاع عن وضعه ليعود الصرير إلى ما كان عليه .
الوسيلة الأخرى الممكنة هي الإسترخاء ، لكن كل شيء يتوقف على تصرف الشخص وتجاوبه . أما بالنسبة للأدوية المنظمة للنوم فنتائجها ليست مرضية . الحل الوحيد في حل فشل الحلول الأخرى يبقى التحكم بالتوتر والإبتعاد عن الضغط والإجهاد .