موقع طرطوس

الحمية ليست تلقائية

 
جسم الإنسان كالسيارة أي. يحتاج الوقود كي يستمر في السير والعمل. بيد أن الفارق بين الإنسان والسيارة هو: في حين تعمل السيارة على الوقود وهو هنا البنزين أو النفط الموحَّد. مهما كان نوع السيارة. ليس من وقود غذائي موحَّد لكل الأجسام، بمعنى : وقودي الغذائي ليس كوقودك ، لا بل قد تختلف كميته. نوعه مواعيده بحسب اختلاف حاجات جسمي منه. على سبيل النكتة والتوضيح: ربما جسمي من النوع المدخر للوقود كالسيارة الصغيرة العملية والاقتصادية وربما جسمك من النوع الذي يستهلك المثير من الوقود كالسيارة الكبيرة السريعة أو سيارة السباق!.
 
كيف يستعمل جسمك وقوده؟

على الأرجح سوف نتمكن عاجلاً أم آجلاً من اكتشاف عشرات أنواع البدانة وبالتالي عشرات الوسائل لمعالجتها،هكذا، ثمة أشخاص يقاوم جسمهم الأنسولين وهي حالة يصبح فيها الجسم أقل حساسية على الأنسولين ويستهمل إنتاج فائض منها للتعويض. من جهة أخرى، ثمة أشخاص يعانون من تقلبات وراثية في جهازهم العصبي التلقائي .
تشجع تخزين المزيد من الدهون في موقع البطن. ثمة آخرون قد تباطأ أبضهم مؤقتاً في خلال اتباع حمية.
 
يحتوي جسم الإنسان أو الآلة البشرية جهاز كمبيوتر ألا وهو الدماغ: هذا الأخير هو ما يحدد نصف معادلة خسارة الوزن. في الواقع. فعل تناول الطعام هو خبرة عاطفية ثقافية والأهم: شخصية، وليس مجرد وقود غذائي! إذاً استناداً إلى ما ورد.
 
أي نوع من الحمية على الشخص الاختيار؟
 
لقد جرى اختبار مقارنة بين الحميتين الأكثر رواجاً: واحدة ترتكز على تخفيف الكربوهدرات الثانية على تخفيف الكربوهدرات . على الرغم من تأثير الأولى الإيجابي خاصة على صعيد القلب والأوعية . أذهلت النتائج العديد من الباحثين إذ أظهرت ( بعد سنة من ممارسة كل من الحميتين) منافع متساوية في ما يتعلق بخسارة الوزن. في الواقع، لكلّ من الحميتين نجاح: في الحمية القليلة الدهون يتم احتساب الوحدات الحرارية. غرامات الدهون. الألياف والملح. لكن بعض الأشخاص يحبّ هامش الحرية الذي تتركه في مجال اختيار الأطعمة طالما يستمر في احتساب الحصص. أما الحمية القليلة الكربوهدرات فربما سهلة أكثر وعملية للبعض الآخر. بحيث يتم التركيز على أمر واحد دون سواه: التخفيف من حصص الكربوهدرات.
 
أي، حمية ” تناسبني؟” :
إيجاد الحمية المناسبة لكل شخص هو إيجاد وسيلة صحية سليمة لتناول الطعام ويمكننا التكيف معها على الأمد البعيد. بلا أن تؤثر سلباً على نمط حياتنا. ثمة فحوصات تلقائية وسهلة تحدد مجموعة من العوامل الجسدية والنفسية المتدخلة في خسارة أو اكتساب الوزن لدى كل واحد منا. وبالتالي، ترشدنا إلى الحمية التي قد تلائمنا الأكثر.
 
الفحص الأول: مراقبة حصص الوجبات عن كثب:
 
هل أنت من النوع الذي يكره وجبة الفطور أو غالباً ما يفوتها؟ أو ربما يفوت وجبة الغذاء ؟ تفويت الوجبات أو تناول حصص غير كافية من الطعام، يؤخر عملية الأيض في الجسم كما ويشوش على مؤشرات الجوع والشبع. لا يعود الجسم يعي إن كان يحتاج وقوده الغذائي أو لا في وقت أو آخر! والحالة هذه. يمكننا أن نسعى إلى ضبط معدلات الببتيد العصبي – y ( المؤشر الكيميائي للجوع )، عبر تناول ثلث الوحدات الحرارية المطلوبة عند الفطور، فالثلث الآخر عند الغذاء. الكربوهدرات المركبة جيدة أيضاً خاصة في ساعة مبكرة من النهار: هي تشدد من سرعة الأيض، تزود الجسم بحاجاته من الغليكوجين وهي تهضم ببطء، ما يشعرنا بالشبع لمدة أطول.
 
الفحص الثاني: المؤشر السكري ( Glycemic Index) :
 
إن كنت من النوع الذي يميل إلى اكتساب السمنة في موقع البطن. تشتهي باستمرار الأطعمة الغنية بالنشاء والسكريات . ومعدل سكر الدم لديك ( على الريق) يتجاوز ال 100، فقد تكون من النوع المقاوم للأنسولين. والحالة هذه. ما يلائمك الأكثر هو حمية قليلة الكربوهدرات . فغالباً ما يساهم الامتناع عن الكربوهدرات البسيطة ( غير المركبة ) وبشكل خاص. السكريات والنشويات. في استقرار معدلات الأنسولين كما معدلات سكر الدم.
 
الفحص الثالث: مقياس الأصناف التي نحب أو لا نحبّ:
 
أي أصناف من الطعام نهوى أو نكره؟ في الواقع لا يسعنا تجاهل هذا العامل وإلا فشلنا في التكيف مع حميتنا. على سبيل المثال: من يتناول أطعمة نباتية فقط لن يوفق في اتباع حمية ترتكز على اللحوم. بل الأفضل له: حمية قليلة الدهون . مراقبة للوحدات الحرارية وتسمح بتناول الخضار والفاكهة والكربوهيدرات المركبة. من جهة أخرى، إن كنا من النوع الذي يفضل التخلي عن المعكرونة لصالح اللحم: من الأفضل اختيار حمية قليلة الكربوهدرات.
 
الفحص الرابع: اختبار درجة التوتر:
 
هل أنت من النوع الذي يشعر بجوع مستمر ويهوى ( اللقمشة”. أو تميل إلى تناول الطعام للشعور بالراحة النفسية واحتواء التوتر؟ والحالة هذه، حمية قليلة الطاقة ( قليلة الوحدات الحرارية) وترتكز على تجب الأطعمة الدسمة. قد تناسبك الأكثر، هذه الحمية نافعة للأكلة الانفعاليين. يناول هؤلاء الطعام إلى أن يشعروا بالراحة أو الامتلاء. وبالتالي، يتناولون المزيد من الكميات! هذه الحمية ترتكز على الهرم الغذائي الصحي والذي يشجع استهلاك الفاكهة، الخضار والحبوب الكاملة. على الأكول الانفعالي وما لم يستطع الاستغناء عن اللقمشة،اختيار أطعمة خفيفة كالفاكهة الطازجة.
 
الفحص الخامس: معادلة مرتكزة على الرياضة:
 
هل أنت من النوع الرياضي النشيط؟ ولكنك على الرغم من ذلك تعاني من وزن زائد؟ والحالة هذه، يمكنك اعتناق حمية قليلة الدهون إنما تشتمل تناول الكربوهدرات المركبة. فأنت تحتاج إلى الغليكوجين لأدائك الرياضي ومن الأصعب على جسمك اتخاذ المزيد من البروتينات لتحويلها إلى غلوكوز: إنما، فلنع ما يتفق عليه جميع خبراء التغذية: كل ما يتمنى خسارة الوزن مللزم بممارسة بعض الرياضة. بحسب الإحصائيات: الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بالتزامن مع الحمية. يخسرون أكثر من الدهون وأقلّ من مجموع الكتلة الدهنية.
 
الفحص السادس: التكيف مع نمط الحياة والعمل:

ينكب الباحثون الآن على دراسة حمية منحفة سريعة وعملية قد تلائم من يعمل باستمرار: إن كنت لا تريد حمية مجهدة تحتاج الكثير من التفكير والحسابات. قد يناسبك نظام غذائي قوامه الوجبات البديلة.
 
ملاحظة: جنس الإنسان يشكل فارقاً أيضاً: يميل الرجل إلى خسارة الوزن أسهل منه المرأة : ذلك لأنه يملك كتلة عضلية أكبر، ما يعني أنه يحرق المزيد من الوحدات الحرارية. هذا قد يثير بعض الإحباط إن كان زوجان يتبعان حمية معاً.
إضافة، تشير الإحصاءات إلى أن النساء اللواتي يتبعن حمية، يفضلن المشاركة في مجموعة داعمة أو حلقات حوار مساعدة في المجال، أكثر منهن الرجال والذين يفضلون الظهور بمظهر قوي فيتدبرون أمورهم بمفردهم.

Exit mobile version