ترد مواضيع الصحة الطبيعية تحت عنوان الطب البديل بينما لا علاقة للصحة الطبيعية بالطب البديل أو بأي طب آخر . إن مفهوم الطب يتمحور حول وقف الألم وخفض الحرارة وإزالة الإلتهاب أو بالأحرى وقف المرض أو علاجه لشفاء المريض بواسطة الحقن والدواء والقص والبتر والتحاليل والتصوير والحرق والزرع وإستبدال الأعضاء وغيرها مما يدخل تحت الطب التقليدي .
أما الصحة الطبيعية فتؤمن إيماناً كاملاً واضحاً مدعوماً بالمنطق والفيزولوجيا والتجارب والعلم الراسخ الأكيد الذي لا يتغير مع الأيام / بأن الإنسان خلق ” بأحسن تقويم ” وعلى ” صورة الله ومثاله ” وأنه منح مقومات الصحة الكاملة الدائمة ، وأن كل ما عليه هو فهم طريقة المحافظةعليها كما تفهمها أصغر بهيمة تدب على الأرض .
وتؤمن الصحة الطبيعية بأن لدى الإنسان المجبول بالخطأ بقوة كافية لشفاء جسده عندما يخطىء تجاهه . وإن الشفاء هذا يتم بواسطة ما يسميه ” الطب ” بالمرض ، إذ أن الجسد يشفي نفسه بتنظيفه من السموم بالمرض ، وبالتالي فلا يجوز وقف هذا المرض ، أي عملية الشفاء ، أو التدخل مع الجسد بأية طريقة تحت ستار المعالجة ، فالجسد لا يبرأ إلا بإخراج سمومه ليستعيد عافيته ، وكما تقول إحدى المجلات التي يشرف عليها عشرون أستاذ في مختلف كليات الطب الأميركية في عددها 1996 ، وأن أفضل ما يمكن أن تقدمه للمريض أحياناً هو أن نقف جانباً ونترك الطبيعة تقوم بعملها .موقع طرطوس
إن كان تدخل في قرارات الطبيعة هو تدخل في موضوع نجهل أبعاد وأسراره ، وهو بالتالي تدخل جاهل يؤدي إلى مضاعفات خطيرة سببها أولاً وقف عملية التخلص من السموم .
وثانيها إضافة سموم جديدة إسمها دواء على جسد متعب سلفاً من السموم الأصلية الداخلية . وهذا طبعاً يزيد في المرض ولا يقلل منه . أما توقف المرض فسببه أن كثرة السموم تنهك الجسد ولا تبقى لديه قوة للتنظيف فيتوقف عنها مكرهاً ، مما يوحي للجاهل بطبيعة الجسد أنه يشفى، بينما يكون فعلياً قد تناول الضربة القاضية ، كالتي توقع بالملاكم الجبار أرضاً مشلولاً دون حراك .موقع طرطوس
من البديهي أن يسأل أحدهم وكيف نترك الألم والإلتهاب والحرارة تفتك بنا وبأطفالنا ؟
ونجيبه بأن من يطالع كتب تثقيف أطباء المستقبل يجد أن الألم هو نتيجة للإلتهاب ، وهو علامة بأن الجسد بحاجة لتنظيفه ونجد أن الإلتهاب هو وسيلة للشفاء يلجأ إليها الجسد لحصر الإصابة والفتك بالسموم وبالطفيليات في أماكن تواجدها ، كما يقرأ أن الحرارة هي نتيجة أمر يصدره الدماغ لدفع عمليات الشفاء الداخلي ، ولإفراز الإنترلوكنز والإنترفرون التي لا تعمل إلاّ عند إرتفاع الحرارة ، وهذه العملية تتوقف عند تخفيض الحرارة بالتحاميل والأسبرين والبنادول والمضادات الحيوية والكورتيزون التي يأمر بها من كان قد درس منافع الحرارة . يذكر كتاب الطب النبوي لإبن قيم الجوزية عن أبي هريرة قوله ” ما من مرض يصيبني أحب إليّ من الحمى لأنها تدخل في كل عضو مني ” .
ويذكر أيضاً أن كثيراً من الأمراض يستبشر فيها الحمى كما يستبشر المريض بالعافية فتكون أنفع من الدواء بكثير .موقع طرطوس
ونعرف أن هذه القواعد مخالفة تماماً لمنطق الطب التقليدي وصعبة التطبيق على من تعود على القيام بعكسها وكما قال أبو الصحة الطبيعية الدكتور Trall ” أن الآراء المخالفة لما تعودنا عليه تلاقي مجابهة من المثقفين وعداء من غير المثقفين ويجب إعادة تثقيف البشر لأنه من الصعب إزالة العادات والآراء السابقة الخاطئة ” .
وهذا ما نواجهه يومياً حتى أننا نواجه من هو مستعد لإزالة قطعة من جسده بدلاً من تغيير نظام أكله . وهذا منتهى الجهل والضعف والتسليم للمتاجرين بصحة البشر ، الذين نظنهم أثمة الصحة وهم أثمة المحافظة على المرض ليبقى المريض زبوناً دائماً يركض وراءهم لاهثاً دون أن يتعظ .موقع طرطوس
ضروري أن نعلم أن طبيبنا موجود في داخلنا وهو العقل والقوة التي منحنا إياها الخالق الكون الذي أكرمنا بإعطائنا بعضاً مما عنده حتى يجعلنا نخلق بشراً مثله . أعطانا قوة شفاء أنفسنا فأنكرناها عليه وجيرناها لآخرين لا يهمهم أمرنا إلا إذا كنا ميسيورين وبمقدار ما يتناولون .
إذ لو كان لأي دواء مفعول لكان يجب أن يشفي الميت ، وما كانوا ليقولون لأهل المريض ” إن الدواء لم يعد ذي مفعول معه ” .موقع طرطوس
إن الصحة الطبيعية هي النظام الوحيد المبنى على منطق التكوين والفيزيولوجيا والقادر على منح الإنسان الصحة والتقويم الكاملين .
وهو ليس بطب بديل بل هو الصحة الدائمة لا علاقة لها بالطب ـو أي من فروعه وبدائله ، تلك التي وجدت للتجارة والأمجاد على حساب المتألمين .