موقع طرطوس

الصديق كنز ثمين

كل إنسان في حاجة إلى أصدقاء.. فالأصدقاء يجعلون الحياة أكثر بهجة، وأكثر رضا.. وهم كذلك عون على حوادث الزمان وأعاصيره.
ولذلك، فإن الصديق هو أحق الناس باهتمامنا، وعنايتنا، واحترامنا، وحفظنا لمكانته.

الاختيار

ويقول الحكماء، ويؤكدون أن صحبة الأشخاص الأخيار، تنتج الخير، أما صحبة الأشرار فتنتج الشر.. مثلها مثل الريح السيارة، إذا مرَّت على المِسك فإنها تحمل رائحة المسك، وإذا مرَّت على النتن فإنها..

فما هي الصفات التي نريدها في الصديق؟

يقول الباحثون إننا نختار أصدقاءنا بحيث نرضي حاجاتنا الخاصة.

وقد سئل أرسطو: “من هو الصديق؟”
فأجاب: إنسان هو أنت، إلا أنه بالشخص غيرك، لأن العادتين تصيران عادة واحدة، والإرادتين تتحولان إرادة واحدة.
فبالرغم من أن الانفصال يظل كما هو، إلا أنه يحدث اندماج نفسي، يصبح الشخص بمقتضاه جزءاً من كيان الشخص الآخر.”
إن الصديق هو من لا يمل منك على القرب، ولا ينساك على البعد…
فإن اقتربت منه اقترب منك، وان ابتعدت عنه راعى غيبتك، وإن استعنت به ساندك وعضدك، وإن احتجت إليه أسرع إلى نجدتك.. وتكون المودة في فعله، أكثر من المودة في أقواله.
ومن صفات الصديق الخيِّر أن يشاركك وجدانياً.. وفعلياً.

العبرة

ولكن العبرة ليست في الحصول على الصديق.. وإن كانت هذه مهمة شاقة، ولكن العبرة الحقيقية، هي في الاحتفاظ به.

فكيف نحتفظ بالصداقة وبالأصدقاء؟

أولاً: أن ننظر إلى خطأ الصديق بحجمه الطبيعي:

فلا نضخم الخطأ، ولا نستهين به.. ونتذكر دائماً أن لنا أخطاءنا أيضاً.. فليس أحد بمعصوم من الخطأ، إن جاء سهواً، وليس بتعمد الأذى أو إيذاء المشاعر.

ثانياً: الثقة بالصديق:

لكل إنسان عيوبه. فإذا كانت عيوباً بعيدة عن أسس الأخلاقيات، والخير، فلا نسمح لثقتنا أن تهتز في الصديق. فليس من الحكمة أن نخرج إلى الناس بدروع واقية، وأيدينا منكمشة متهيئة للكم دفاعاً عن ذواتنا. وقد قال أحد المفكرين :من الصعب عليَّ أن أصافح يداً مغلقة..”

ثالثاً: ابذل جهداً ومتابعة:

يحتاج التآلف إلى أسس تعتمد أكثرها علينا، لأن الصداقة تنبني على أسس وطيدة، وتقام على جهود ومتابعة.. ومن أهمها الجهد في البحث عن محاسن الصديق، وذكرها. وهذا ليس بالشيء البسيط.. بل إنه يتطلب جهداً.

فمن السهل على الشخص أن يذم ويهجو، ولكن الشيء الصعب، والذي يحتاج إلى شخصية قوية، هو أن “يتغاضى ، وأن يتسامح، وأن يطري.. ”
فكَّر في صديقك، بدلا من التفكير في نفسك، فإن ذا الشخصية المحبوبة، هو الذي لاينتقد أصحابه.

رابعاً: تبادل الاحترام والمجاملة:

إن الدعامة التي تثبت الصداقة وتجعلها دائمة، هي الثقة، والاحترام المتبادلان”. وليس كما يعتقد البعض أنه كلما طال عمر الصداقة، فإنها لا تحتاج إلى المجاملة، وإن بين الأصدقاء “تنتفي الكلفة”، أو “تسقط الآداب”.
بل يجب مراعاة الصديق، والحفاظ على حقوقه، كذلك لقياه بالوجه البشوش والخلق الكريم، والارتياح القلبي.

خامساً: عدم النسيان:

فنسيان موعد الصديق، أو أمر من أموره، يعتبر إهانة له ، لأن النسيان يعني عدم الاهتمام بالشئ، وبالشخص الذي يراد منا تذكره.

سادساً: لا تبتعد:

لا تنتظر في موقعك حتى يأتيك الزمن أو الظروف بالصديق الذي ترتاح إلى سلوكه، ولا تبتعد عن الناس خوفاً من المشكلات.. بل اندمج في المجتمع، وابحث أنت عن الصديق الخيَّر، لأن الصداقة من مصادر قوة الشخصية، ومن المصلحة عدم سد مجرى هذه المصادر.

Exit mobile version