عثر علماء المتحجرات في رومانيا على مخلفات ديناصور من صنف ديناصورات “خلد الماء” وعلى فكه الأيسر ورم حميد كبير. وجاء في مقال نشرته مجلة ” Scientific Reports ” في هذا الموضوع أن الورم ظهر نتيجة توسع مينا الأسنان.
وقال العالم في جامعة أوهايو الطبية الأمريكية (بروس روتشيلد) إن” اكتشاف الورم الحميد في مخلفات ديناصور “خلد الماء” المتحجر يدل على أن هناك صفات مشتركة بيننا وبين تلك الزواحف العملاقة إذ اتضح أن البشر والديناصورات تصاب بالأمراض نفسها”.
وقد أجرى روتشيلد وزملاؤه حفريات في المجر ورومانيا حيث توجد طبقات من الصخور العائدة إلى العصر الطباشيري تشكلت قبل انقراض الديناصورات بقليل نتيجة سقوط نيزك أو نتيجة ثوران البراكين في الهند.
وقد شكل وسط وشرق أوروبا آنذاك أرخبيلا متألفا من جزر كبيرة وصغيرة قطنت كلا منها حيوانات ونباتات فريدة. ومن بينها ديناصورات “خلد الماء” والديناصورات المجنحة العملاقة التي يبلغ ارتفاعها 3 أمتار وباع جناحها 12 مترا.
وتم العثور على آثار غالبيتها في ما يسمى جزيرة (هاتسيغ) الواقعة في منطقة ترانسيلفانيا المعاصرة. وعثر العلماء في تلك المنطقة بالذات على مخلفات ديناصور “خلد الماء” (Telmatosaurus transsylvanicus).
وعثر العلماء في الجهة اليسرى من فكه على نتوء كبير ربما كان قبل تحجره عبارة عن نسيج عظمي كثيف. فاهتم العلماء بمسألة انتمائه وحاولوا الكشف عن طبيعته باستخدام جهاز التصوير المقطعي. واتضح أن النتوء كان عبارة عن ورم حميد نشأ نتيجة توسع انسجة الأسنان والفكين المسؤولة عن تشكيل ميناء الأسنان لدى الحيوانات والإنسان ضمنا.
ولم يمنع هذا الورم – حسب العلماء – الديناصور من تناول الطعام والبقاء على قيد الحياة. لكنه كان يُبرزه ويميزه على خلفية الديناصورات الأخرى.
ويدل وجود أورام كهذه عند ديناصورات جزيرة هاتسيغ على أن عزلتها في الجزيرة ربما كانت هي التي أدت إلى انحطاطها وراثياً وتطور بعض الأمراض لديها ، وبينها هذا الورم الحميد.