أكد العلماء إن قمر كوكب زحل “إنسيلادوس” مليء بالمياه النشطة التي تغطي معظم مساحته وتتواجد على عمق كبير تحت قشرته الجليدية.
كان العلماء قد رصدوا في وقت سابق خلال ملاحظاتهم الفلكية للقمر ينابيع مذهلة من المياه تتفجر تحت سطح إنسيلادوس، وتوفر دليلا مباشرا على مخزون المياه الهائل تحت سطحه الجليدي الصلب، إلا أن العلماء لم يكونوا متأكدين إذا ما كان القمر يحتوى على محيط كامل، أم مجرد كمية كبيرة من المياه تتركز في قطبه الجنوبي.
لكن الملاحظة التي ساعدت العلماء على حسم الأمر هو أن إنسيلادوس يظهر به تمايل طفيف جدا حينما يدور حول زُحل، وهذه الحركة غير المستقرة تدل على أن المياه تتدفق داخل إنسيلادوس، ولا يمكن أن يظهر مثل هذا التمايل الطفيف إذا كان القمر متكونا فقط من الجليد الصلب.
ويؤكد العلماء أن هذه الملاحظة الحاسمة دلتهم على أن القمر يحتوي بداخله على محيط كامل، وفقا للدراسة الجديدة التي أجروها اعتمادا على الصور التي تم التقاطها لمدة أكثر من 7 سنوات بواسطة المسبار “كاسيني” الفضائي التابع لوكالة ناسا.
وبعد تحليل أكثر من 7 سنوات من صور القمر إنسيلادوس، رسم العلماء خرائط لملامح سطحه بعناية بالغة، علاوة على تمكنهم من قياس مدى التغيرات في دورانه حول زحل، ووجد الباحثون من خلال الصور أن القمر الصغير لديه بالفعل تمايل طفيف قابل للقياس أثناء دورانه حول كوكبه الأم.
وأجرى الفريق عدة عمليات محاكاة لتحديد مدى تأثير التمايل الطفيف على القمر، إذا ما اختلفت مكوناته الداخلية، أو إذا ما كانت جليدية صلبة صماء تماما، ووجد الباحثون إن التمايل لن يحدث إلا اذا تضمن إنسيلادوس محيطا كاملا تحت قشرته الجليدية.
ولا يستطيع العلماء فهم كيفية حفاظ القمر إنسيلادوس على المحيط السائل هذا الوقت الطويل، ليبقى الأمر لغزا يقول عنه فريق العلماء إنهم يحتاجون لدراسة مستقبلية موسعة عنه للمساعدة في إيجاد حل له، بما في ذلك دراسة قوى المد والجزر، التي تنتجها جاذبية زحل، والتي يمكن أن تولد حرارة داخل القمر أكثر مما كان متوقعا من قبل، مما يمكن أن يؤدي إلى ذوبان الجليد داخل سطحه، وتكوين مثل هذا المحيط العملاق بداخله.
RT