أظهرت دراسة جديدة أن عطارد يكمل دورانه حول محوره بسرعة أكبر بحوالي 9 ثوان مما تم قياسه سابقا، وهذه فترة كبيرة، قد تكشف للعلماء مزيدا من البيانات عن طبيعة الجوهر المنصهر لهذا الكوكب
وعطارد كوكب صخري حجمه أكبر قليلا من قمر الأرض، واستنادا إلى البيانات التي جمعتها مركبة وكالة ناسا “ميسنجر”، يعتقد العلماء أن عطارد يحتوي على نواة منصهرة قد تُشكّل 70% من كتلة الكوكب.
إلا أن معدل دوران الكوكب المكتشف حديثا يمكن أن يستخدمه العلماء لمساعدتهم في حساب نسب التكوينات الصلبة والسائلة داخل عطارد، حتى يتمكن الباحثون من فهم تكوينه الحقيقي.
وقال “الكسندر ستارك”، من وكالة الفضاء الألمانية (DLR) معهد بحوث الكواكب، في بيان: “أحد التفسيرات المحتملة لسرعة دوران عطارد هو أن كوكب المشتري يؤثر في مداره، ونتيجة لذلك، يختلف بُعده عن الشمس، والتي، بدورها، تؤثر على سرعة دوران الكوكب”.
ويعتبر عطارد وهو الكوكب الأقرب إلى الشمس، وبسبب قوى المد والجزر الناتجة عن جاذبية الشمس، فعطارد يكمل دورته حول محوره في 59 يوما، التي تمثل نسبة 3:2 مع مداره حول الشمس الذي يستغرق 88 يوما، أي أنه لكل 3 مرات يدور فيها الكوكب حول نفسه، يدور حول الشمس مرتين، وهذه النسبة فريدة من نوعها بين الكواكب في المجموعة الشمسية.
وكانت المركبة “ماسنجر” أول مهمة مدارية حول عطارد، ولا تزال موجودة تسجل القياسات والبيانات عن الكوكب، بعد أن حلقت حوله بضع مرات بين عامي 2011 و 2015.
وبالإضافة إلى توفير مزيد من المعلومات حول قلب عطارد المنصهر، فسرعة دوران الكوكب حول محوره تسمح للباحثين بعمل خرائط دقيقة للغاية من سطح الكوكب، والتي يقول عنها مسؤولو ناسا إنها سوف تكون من المُهمات المستقبلية لعطارد.
يذكر أنه في عام 2017، تخطط وكالة الفضاء الأوروبية لإطلاق المهمة BepiColombo لمواصلة دراسة سطح عطارد وتكوينه الداخلي.
BBC