استطاع باحثون بريطانيون متابعة تأثير عقار LSD المعالج للهلوسة في وعي الإنسان بعد ثلاثة أرباع القرن تقريبا منذ أن ابتلع عالم الكيمياء ألبرت هوفمان هذه المادة صدفة فتأثر بمفعولها.
هكذا عرض علماء من الكلية الملكية في لندن بالتعاون مع مؤسسة بيركلي تأثير هذه المادة شبه الصناعية تأثيرا نفسياً قوياً على مخ الإنسان.
ففي أثناء التجربة التي أجريت في مركز بحوث متخصص في هذه الدراسات، تناول 20 متطوعا سليما ما اعتبر حبوب الـLSD (Lysergic acid diethylamide) أي ثُنائِيُّ إيثيلاميدِ حَمْضِ الليسرجيك الذي يسبب الهلوسة وقد تعالج به، علما أن قسما منهم تناول هذه الحبوب وقسما آخر تناول حبوبا أخرى غير الـLSD ولكنها غير فعالة، ومن دون أن يعرف هؤلاء وأولئك ما الذي تناولوه، واستخدمت طرائق مختلفة لمسح المخ لدى جميعهم بغية استشراف ومتابعة عمل المخ في ظروف تأثير العقار المذكور.
جدير بالذكر أن المعلومات الآتية من عيني الإنسان يعالجها في الحالات العادية قسم من المخ يسمى بـ”القشرة البصرية” وهي تقع في مؤخرة نصفي المخ. ولكن عندما تناول المتطوعون حبوب الـLSD شاركت أجزاء أخرى في معالجة المعلومات المرئية إضافة إلى القشرة البصرية وذلك علما بأن أعين المتطوعين كانت مغمضة.
ويشير الباحثون إلى أن مخ الإنسان يتألف من أقسام وقنوات مستقلة يؤدي كل منها وظائفه الخاصة، حيث يعتبر بعضها مسؤولا عن البصر والبعض الآخر عن الحركات أو السمع أو عن أشياء معقدة أكثر مثل تركيز الاهتمام.
ولكن عند تأثير الـLSD تنمحي تلك الحدود الفاصلة بين أقسام المخ وتصبح غير واضحة حيث يصبح المخ موحدا وأكثر تعقيدا.