وضع علماء في علم الأرض من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وكولومبيا نموذجا تحليليا للظروف السائدة في أعماق الأرض.
واعتقد الباحثون أن هذا التحليل أمر ضروري لتحديد الموصلية الحرارية لنواة الأرض وتعليل سبب نشوء المجال المغناطيسي لكوكبنا.
استخدم العلماء في بحثهم خلية (بوتقة) ذات سَنادِين (جمع سَِندان) من الألماس سخنوا فيها كمية صغيرة من الحديد حتى درجة الحرارة السائدة في نواة الأرض بواسطة الليزر وذلك تحت تأثير الضغط العالي. وقد لجأ هؤلاء الباحثون إلى هذه التجربة في ظروف المختبر نظرا لاستحالة مراقبة العمليات جارية داخل الأرض واقعيا.
وبهذه الطريقة رصدوا ما يجري في نوى كواكب شبيهة بالأرض حيث يبلغ الضغط حتى 1300 وحدة ضغط جوي وترتفع درجات الحرارة إلى 1.3-2.7 ألف درجة مئوية مما سمح لهم بدراسة طريقة انتشار الحرارة في الحديد في مثل هذه الظروف المتطرفة.
وتتطابق قيمة الناقلية الحرارية لدى الحديد في هذه الظروف المطبقة مع الحد الأدنى لما يقدره الباحثون عند بنائهم النماذج التحليلية المعاصرة لبنية الأرض وهي تساوي 18-44 واط لكل متر في كلفن (W/m.K). وهذا يعني أن الطاقة المطلوبة للمحافظة على المجال المغناطيسي الناشئ في نواة الأرض كانت متوفرة حتى في مراحل مبكرة من تطورها.