هذا الذي يبدو ” صديقا” هو من أكبر ” الأعداء” . فمنذ زمن بعيد ، وبالرغم من صغر حجمه ، يلحق ” القبوط ” أضرارا جسيمة بالشجر والنبات في جميع أنحاء العالم .
وقد دلت الأرقام على أن علف بقرة واحد يتطلب مرجاً من الحشيش الأخضر تتراوح مساحته بين15 و 40 مترا ! وتقوم مجموعة صغيرة من القبابيط بنسبة 6 منها في المتر الواحد بإبادة مرج من الحشيش من الحجم نفسه .
وقد حثت هذه الأسباب قسم الزراعة والمزارعين في أميركا على وضع برامج مدروسة لمراقبة هذه الحشرات وتدارك أخطارها . ويستدعي القضاء على القبابيط السرعة ، إذ سرعان ما تضع بيضها وتفتك بالخضار ، الأمر الذي حصل عام 1971 في كولورادو ونيو مكسبكو بأميركا .وجدير بالذكر أن سرب القبابيط يتألف عادة من ملايين ” الأفراد” ، وهو شبيه بغيمة كبيرة تغطي أحيانا نور الشمس ، كالجراد ، ( والقبوط نوع منها.. ) وقد تم اكتشاف مبيد للقبابيط، ناجح وسريع المفعول ، لا يشكل خطراً على المزروعات وسلامة الإنسان . هكذا تحدد المناطق التي توجد فيها القبابيط ، ثم يرش المبيد فيها بواسطة طائرات خاصة ، وذلك قبل أن تكون القبابيط قد اكتملت ووضعت بيضها . فتموت قبل أن يستفحل أمرها .
وقد قطعت إبادة هذه الحشرات في أميركا أشواطا بعيدة ، وذلك بسبب وعي المزارعين ومساعدة الدولة على السواء . ولا شك في أن على جميع بلدان العالم أن تهتم بهذه المعضلة وذلك عن طريق التعاون بين المزارعين والدولة . إذ تسبب القبابيط كوارث ومجاعات وخاصة في البلدان النامية التي تفتقر إلى الأساليب الحديثة لإبادتها.
القبوط أقدم عدو للإنسان ، وهو معروف منذ آلاف السنين ، وفهل يشرف على نهايته ؟