بيّنت نتائج الرصد الذي حققه مرصد “هابل” والنمذجة الكمبيوترية أن درب التبانة وغيرها من المجرات ترمي بكميات كبيرة من القمامة الفضائية المعدنية إلى مجال ما بين المجرات. وذلك دون أن تشكل منها أجيالا جديدة من النجوم. وتضم تلك القمامة عناصر كيميائية ثقيلة.
وقال عالم الفلك من جامعة كولورادو الأمريكية بنجامين أوبينهايمر : “كنا نعتقد سابقا أن كل تلك العناصر الكيميائية الثقيلة تقع في نهاية المطاف في جوف أجيال جديدة من النجوم حيث تتم معالجتها لتشكل أساسا لمنظومات كواكب جديدة. ولكن اتضح أن المجرات لا تلتزم المقاييس الفضائية البيئية”.
أن كل المجرات يحيط بها ليس الفراغ بل ما يسمى بالغاز المتخلخل الذي يتألف من الهيدروجين وكميات صغيرة من الهيليوم كما كان يُعتقد سابقا. واكتشف العلماء مؤخرا أن المجرات تتعامل بنشاط مع المجال الموجود بين المجرات فترمي إليها بسحب ضخمة متألفة من الغاز والغبار الساخنين الناتجين عن نشاط الثقوب السوداء العملاقة الواقعة في وسط المجرة. وبعد مرور عشرات ومئات الملايين من الأعوام تتبرد تيارات الغاز تلك وتعود إلى المجرة مجددا لتمكّن جيلاً جديدا من النجوم من أن يرى النور.
وقد درس أوبينهايمر وزملاؤه هذه العملية بواسطة مقياس الأطياف فوق البنفسجية المنصوب على مرصد “هابل”. فمكّن هذا الجهاز العلماء من متابعة حركة تيارات الغاز والاستفادة من تلك المعلومات لإعداد نموذج كمبيوتري للمجرة وما يحيط بها.
واكتشف العلماء من خلال متابعة حركة مختلف أيونات الأكسيجين أن المجرات الحلزونية والبيضوية ترمي إلى مجال ما بين المجرات بكميات كبيرة جدا من العناصر الكيميائية الثقيلة أو تلك التي يزيد وزنها النوعي عن وزن الهيليوم.
ويعني ذلك أن العلماء ربما بالغوا في قدرة المجرات على معالجة العناصر الثقيلة لإنجاب نجوم وكواكب جديدة. ومن غير المستبعد أنهم يبالغون اليوم في عدد الكواكب في الكون أيضا استنادا إلى تصوراتهم السابقة حول تصرف المجال القائم في ما بين المجرات.
RT